يبدو أن الموجة الثانية لفيروس “كورونا” التي حذرت منها منظمة الصحة العالمية قد بدأت بالفعل، وقد اختارت العاصمة الصينية بكين أولى محطاتها للانطلاق.

ووفقا لرئيس بلدية بكين تشو هيجيان، فإن وضع انتشار “كورونا” في العاصمة قد أصبح “خطير جدا”، موضحًا أنها تخوض “سباقا مع الزمن” في مواجهة الفيروس.

وكانت المدينة قد رفعت عدد الفحوصات التي تجريها للكشف إلى أكثر من 90 ألف شخص يوميًا.

وسجلت السلطات الصحية 40 إصابة جديدة في البر الرئيسي، منها 27 إصابة في بكين وحدها.

وكانت الصين قد سجلت يوم الأحد الماضي 49 إصابة بـفيروس كورونا، فيما أبلغت هيئة الصحة الوطنية عن 8 حالات وافدة في البر الرئيسي حتى نهاية أمس الاثنين، مقابل 10 حالات في اليوم السابق.

ووصل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في البر الرئيسي للصين إلى 83221، بينما ظل عدد الوفيات دون تغيير عند 4634 حالة وفاة، وانتشار هذه الحالات بدأ في سوق تشينفادي للمواد الغذائية بالجملة، أحد أكبر الأسواق في آسيا، حيث رصد الفيروس الأسبوع الماضي.

اقرا ايضًا: بعد تفشي “كورونا”.. “إيبولا” يعاود النشاط بالكونغو ويفاقم المأساة

 

إغلاق أسواق

ومنذ ذلك الحين أغلقت أربعة أسواق أخرى في العاصمة بشكل كامل أو جزئي ووضعت حوالي 30 منطقة سكنية مجاورة لها قيد حجر صحي، وبات بإمكان طلاب المدارس الابتدائية والثانوية استئناف الدروس الآن من المنازل.

كما أوقفت الصين، وهي مستورد رئيسي للمأكولات البحرية واللحوم، مؤخرًا عمليات الشراء من موردي سمك السلمون الأوروبيين بسبب مخاوف من ارتباطه بالفيروس.

وقال مسؤولون في منظمة الصحة العالمية، إن أصل العدوى الجديدة التي ظهرت غير مؤكد أو واضح بعد، بحسب ما أفادت وكالة رويترز الثلاثاء.

وعلى الرغم من أنهم استبعدوا أن تكون الإصابات الجديدة ناجمة عن استيراد أو تعبئة سمك السلمون، بحسب ما روجت بعض التقارير سابقا، إلا أن تلك “الفرضية” وإن لم تكن أساسية لم تغب.

أكثر عدوى

فيما قال رئيس برنامج الطوارئ في المنظمة العالمية، مايك رايان، إن المنظمة تتابع عن كثب هذا التفشي المقلق، وأنها على اتصال وثيق بالسلطات الصحية الصينية.

من جهته حذر يان تشانزو البروفيسور في كلية الطب بجامعة ووهان الصينية، من أن سلالة فيروس كورونا، التي اكتشفت حديثا في سوق “سينفادي” بالعاصمة بكين أكثر عدوى من تلك التي انتشرت من مدينة ووهان.

وقال البروفيسور في حديث لصحيفة “جلوبال تايمز” نشر الاثنين: “خلال عملية التطور، يمكن أن تزيد قدرة عدوى الفيروس أو تنخفض، لكنني أعتقد أن فيروس كورونا SARS-CoV-2 الذي عثر عليه في سوق سينفادي أكثر عدوى من الفيروس الذي كان في سوق هوانان في ووهان”.

اقرأ ايضًا: “كورونا” وكتمان إصابات النجوم.. اهتزاز ثقة الجمهور وسقوط لـ”القدوة”

ووصف رصد الحالات الجديدة في بكين بـ “النتيجة المفاجأة”، خاصة في ظل تعزيز السلطات قدرات الكشف عن الفيروس وتوسيع نطاق الاختبارات وقدوم موسم الصيف.

وأشار إلى أن عددا كبيرا من المصابين بكورونا في ووهان لم تكن لهم صلة بسوق الحيوانات والمأكولات البحرية بالمدينة، خلافًا للمشهد الوبائي الراهن في بكين، حيث ترتبط جميع الإصابات الجديدة في العاصمة بسوق “سينفادي” لبيع المنتجات الغذائية بالجملة.

وعبر عن تفاؤله بشأن احتواء التفشي الجديد في بكين، قائلا “إن البلاد اكتسبت خبرات واسعة في مكافحة العدوى وأنشأت آليات حماية فعالة منه الأمر الذي مكنها من اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الوباء ومكافحته بسرعة”.