بعد أن عاش عشاق كرة القدم في الفترة الأخيرة كابوسًا طويل الأمد، استمر لأكثر من 3 أشهر بتوقف النشاط الكروي إثر جائحة “كورونا”، جاءت عودة بعض الدوريات في أوروبا لتمنح الجمهور بارقة أمل، لأنها بمثابة المتنفس الوحيد لأكثرهم وسط ضغوط الحياة.

واستأنفت أكثر من دولة أوروبية النشاط الكروي بعد انخفاض عدد الإصابات ومحاصرة الفيروس بضوابط وإجراءات احترازية شديدة، فيما مازال الوضع غامضًا في أغلب البلاد العربية.

فبعد الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تعرضت لها كل الأندية الأوروبية جراء هذا التوقف الطويل، قرر بعضها استئناف الأنشطة الرياضية لديها، وبالفعل نفذت ذلك بشكل أسرع مما تخيل الجميع، فأعلنت رابطة الدوريات الأوروبية مواعيد استئناف مسابقاتها.

مصر

على الرغم من التحركات الأخيرة وتصريحات وزير الشباب والرياضة في هذا الصدد، وتزامنًا مع معارضة عدد من الأندية لاستئناف الدوري الممتاز، هناك خشية من عدم عودة المسابقة.

 

أوروبا تكسب الرهان

كانت ألمانيا أولى دول القارة العجوز استئنافاً لنشاطها الكروي، حيث وافقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بداية شهر مايو الماضي، رفقة رؤساء 16 ولاية ببلدها على استئناف مباريات الدوري ولكن بدون جمهور، وذلك وفقا لإجراءات وقائية صارمة، وبالفعل انطلق النشاط وعادت المباريات، ثم قامت عدة دول بالسير خلف ألمانيا وحذو حذوها مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا وبالفعل عادت العجلة للدوران في أغلبها.

اقرأ أيضًا:

استئناف الدوري أم إلغاؤه.. الرياضة المصرية أمام خيارين أحلاهما مر

ولكن السؤال المهم كيف عادت تلك الدوريات للعمل مرة أخرى وسط شبح “كورونا” المخيم على العالم أجمع، ولعلنا نبرز الإجابات في النقاط الآتية:

خطة وقائية محكمة

من ضمن شروط رابطة الأندية الأوروبية لاستئناف النشاط كان ضرورة الالتزام بخطة وقائية محكمة، لاستئناف اللعب وسط الجائحة، تشمل إجراء اختبارات طبية دورية للاعبين والمقربين من الفرق، كما تضع قيودا على وجود عدد محدد في الملاعب وحولها.

واشترطت الحكومة الألمانية على سبيل المثال، الالتزام بخطة الوقاية من جانب كل الأندية وخضوع الفرق لحجر صحي قبل استئناف المباريات، لكنها قد لا تصل إلى 14 يومًا وقد كان، مع التباعد قدر الإمكان بين اللاعبين ودكة البدلاء وعدم المصافحة بالأيدي والاحتفال سويًا بالأهداف وخلافه، ووافقت كل الأطراف على ذلك، أيضاً في إنجلترا وإسبانيا، وعادت المسابقة للاستئناف بالفعل، والتزم الجميع بتلك الخطة الوقائية.

معنويات المواطنين

في بريطانيا اعتبر  وزير الخارجية دومينيك راب، أن عودة كرة القدم سترفع المعنويات في البلاد، حيث صرح بأن أحد أهم الأسباب التي تدفع لعودة الدوري الإنجليزي الممتاز والرياضة بشكل عام في أقرب وقت ممكن، هو رفع معنويات المواطنين.

وأضاف الوزير البريطاني أنه يعتقد بـ”أن الناس لا يريدون رؤيتنا نعود إلى العمل فحسب، بل أيضا إلى وضع يمكن من خلاله أن يذهب الأطفال إلى المدارس بأمان والاستمتاع ببعض هواياتهم، مثل الرياضة وخاصة كرة القدم”.

بعد ذلك بالفعل تم استئناف التدريبات لكل الأندية وأعلن أنه في يوم 17 من الشهر الجاري ستعود المسابقة الأغلى بالعالم للدوران، بعد استيفاء كل الأندية للشروط المطلوبة وموافقتها بشكل جماعي عليها.

عودة الأمل

كانت عودة الدوري الألماني بارقة أمل لأغلب الدوريات الأوروبية الأخرى، رغم انتشار فيروس كورونا والمحاولة على السيطرة عليه بشكل نهائي، وبالفعل عادت دوريات خلال الشهر الماضي بعد الألماني، مثل التشيك والدنمارك وبولندا وليتوانيا وصربيا، ثم هذا الشهر مسابقات النمسا والبرتغال وتركيا والنرويج وروسيا ومؤخراً إسبانيا.

 

فيما توجد أكثر من 14 مسابقة دوري أخرى قيد العودة لاستكمال نشاطها، أبرزها الدوري الإيطالي والإنجليزي، بعد انخراط فرقها في التدريبات من يوم 8 مايو إلى 19 مايو الماضي، وأعلن أنها ستعود تدريجيا منذ الثلث الأول من شهر يونيو الحالي.

اقرأ أيضًا:

العنصرية في الملاعب.. هل دخلت مصر النفق المظلم؟

انتكاسة وإلغاء

ورغم كل تلك الاستئنافات لأغلب الدوريات الأوروبية، هناك بلدان لم تستطع توفير ما يلزم لحماية اللاعبين والأندية من خطر فيروس كورونا، وهو ما جعل القرار محتوما بإلغاء الأنشطة الكروية، وذلك حدث في فرنسا وبلجيكا وهولندا وأسكتلندا.