أثار الإعلان عن خوض الفنان محمد رمضان، تجربة تجسيد شخصية الإمبراطور أحمد زكي، تفاعلًا واسعًا، وتعد هذه الخطوة من ضمن أحلام “رمضان” الفنية منذ بداية خطواته في عالم التمثيل، والتي أفصح عنها في عدد من اللقاءات التليفزيونية، وبالتالي لم يكن الأمر بالجديد على الجمهور، الذي قابل البعض منه الأمر بالترحاب والبعض الآخر بالهجوم الشديد.

sss

لكن تجسيد الشخصيات الفنية في أعمال سواء درامية أو سينمائية، يجعلنا نفتح الباب أما تساؤل عن نجاح هذه الأعمال التي تتعرض للسيرة الذاتية للفنانين.

أم كلثوم.. الاستثناء من القاعدة

مع تجسيد قصة حياة العديد من الفنانين على الشاشات المختلفة، يعد مسلسل “أم كلثوم” هو الأنجح والأشهر في تقديم سيرة ذاتية لفنان، فكل مرة يُعرض العمل على شاشة التليفزيون، يظل له جمهوره الذي يحبه ويشاهده، وبالرغم من أن قصة حياة “الست” تم تجسيدها في فيلم قامت ببطولة فردوس عبد الحميد تحت اسم “كوكب الشرق” إلا أنه لم يحظ حتى بجزء من نجاح المسلسل.

 

كان لمسلسل “أم كلثوم”  الذي تم عرضه عام 1999، سمات خاصة ميزته لكي يكون منفردًا، أهم هذه الصفات هي كاتبه البديع محفوظ عبد الرحمن، والذي استطاع أن يرسم شخصية الست أم كلثوم بعيدًا عن الأهواء العاطفية في الكتابة ممسكًا بخط درامي قوي، جعله يعيش لسنوات، ولم يكن هذا هو العمل الوحيد الذي قدم به محفوظ عبد الرحمن سيرة ذاتية ناجحة، فقد قدم أيضًا “ناصر 56″، وغيره من الأعمال.

اقرأ أيضًا:

في السينما المصرية.. التنمر مُباح من أجل الضحك (كروس ميديا)

 

ونضيف من الشعر بيتًا بأن اختيارات المخرجة إنعام محمد علي للفنانة “صابرين” لكي تجسد شخصية أم كلثوم، ولبقية أفراد العمل كان مميزًا، وجعل تلك الشخصيات عالقة في أذهان الجمهور بمن جسدها في العمل.

كما أن “صابرين” والتي كان عليها عبء كبير في هذا المسلسل، استطاعت أن تمتلك أدوات الشخصية بشكل قوي، وضعها في مكانة مختلفة بعد عرض المسلسل.

ممدوح الليثي والسندريلا.. فشل غير متوقع

لم تكن سعاد حسني بالنسبة للكاتب والمنتج ممدوح الليثي مجرد شخصية عابرة بحياته الكتابية، أو شخصية عادية يكتب عنها، بل هي حالة عاش معها وخاض في تفاصيلها الحياتية ، ليُقرر أن يكتب عنها بعد رحيلها، ويساعده في ذلك السيناريست عاطف بشاي، وعلى الرغم من وجود قامتين مثليهما لكتابة هذا العمل إلا أنه لم يلق النجاح المتوقع له.

وظهر سيناريو المسلسل ضعيفًا، ولم يصل إلى ما كان يطمح الجمهور إلى معرفته عن حياة السندريلا، والتي يعلم الجميع أن حياتها مليئة بالتفاصيل والتي يغلب عليها الطابع المأساوي.

كما أن منى زكي قدمت لنا “سعاد حسني” التي عرفتها الشاشات ولم تصل إليها من وراء الكاميرا، ليظهر لدينا عمل ضعيف إجمالًا وكان هذا تحت إشراف المخرج سمير سيف.

الشحرورة والعندليب.. “تشابه الملامح لا يكفي”

وفي ذات عام إنتاج مسلسل “السندريلا” وهو 2006، تقرر إنتاج مسلسل يحمل قصة حياة عبد الحليم حافظ، ليكون رفيق السندريلا في الدراما، وكان ذلك بوقوع الاختيار على المطرب شادي شامل خريج أحد برامج المسابقات حينها على أن يجسد شخصية العندليب عبد الحليم حافظ، في مسلسل تحت اسم “العندليب- حكاية شعب”.

ولكن هل “الشبه” في الملامح وحده كان كفيلًا لإنجاح مسلسل “العندليب”؟، بالطبع لا، فبالرغم من تقارب الشبه بينه وبين عبد الحليم، كما أن صوته راق وعزب، إلا أن هذا لم يرق للجمهور أيضًا، وذلك بسبب بعض الهبوط في أداء شادي شامل، ومحاولة تقليده للحركات الشكلية لعبد الحليم حافظ وعدم الدخول في مضمون شخصيته، وعدم وجود سيناريو قوي يبحث في أعماق المطرب الذي حقق نجاحًا كبيرًا.

 

كان مسلسل “العندليب” من تأليف مدحت العدل وإخراج جمال عبد الحميد وشارك في بطولته عبلة كامل ومجدي كامل وإنجي شرف لقاء الخميسي.

وعلى ذات المنوال سارت كارول سماحة في تقديمها لشخصية الشحرورة “صباح”، الذي قدم معها العمل كاتب مخضرم وهو السيناريست فداء الشندويلي وإخراج أحمد شفيق.

ولكن أصبحنا أمام سيرة ذاتية أخرى لفنانة كبيرة تحمل من الشحوب الكثير مع المهارة في الحفاظ على السمات الشكلية لصباح في المسلسل.

“أبو ضحكة جنان”.. الحب لا يصنع عملًا ناجحًا

كان الفنان أشرف عبد الباقي  كثيرًا ما يعبر عن رغبته في تجسيد شخصية الكوميدانات إسماعيل يس ونجيب الريحاني، وحالفه الحظ في تحقيق واحد منهما، وظهر مسلسل “أبو ضحكة جنان” على الساحة الدرامية في عام 2009، وكانت المفارقة الكبيرة أن من قام بكتابة العمل هو نجل الراحل إسماعيل يس، بالاشتراك مع أحمد الإبياري نجل أبو السعود الإبياري، رفيق كفاح إسماعيل يس، وكان من المفترض أن يكون هذا من أسباب النجاح.

 

ولكن لم يُعد العمل من المسلسلات الدرامية الناجحة، ولم يقدمه أشرف عبد الباقي بالشكل المطلوب أو يمكننا القول إن الجمهور لم يتقبله، ليذهب العمل في طي النسيان الجماهيري وكأنه لم يكن.

اقرأ أيضًا:

“كورونا” وكتمان إصابات النجوم.. اهتزاز ثقة الجمهور وسقوط لـ”القدوة”

ومع كل هذه الأعمال التي لم ينجح منها سوى القليل، لعدة أسباب سواء كانت درامية أو مهنية أو عاطفية، ترجع لعدم تقبل الجمهور لتجسيد شخصيات عشقوها، نجد أن السير الذاتية الفنية ليس لها طريق للنجاح في مصر والوطن العربي، فتقبل الجمهور للحياة الشخصية للفنانين أمر صعب المنال، ويحتاج إلى معادلة متزنة بنسبة 100%، ومع الحالة التي آثارها محمد رمضان ومازالت مستمرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين قبول الجمهور تجسيده لدور أحمد زكي  من عدمه، نجد أن مهمته صعبة، فالجمهور الذي رفض “السندريلا” و”العندليب”، لن يقبل بأن يكون “الإمبراطور”، في تجسيد حياته الشخصية، أقل مما شاهدوه وعرفوه من أعماله الفنية ولو ببعض الأخطاء البسيطة.