“ستعود الحياة تدريجياً وعلى الجميع التعايش” .. هكذا صرح رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي آواخر مايو الماضي، وبدأت الحكومة فى اتخاذ الخطوات التدريجية لعودة الحياة لطبيعتها، وكانت السياحة فى القلب منها، لكنها فى ثلاث محافظات فقط، بعد انخفاض نسبة الإصابة بفيروس كورونا بها.

في هذا السياق اتخذ المسؤولون عددًا من الإجراءات التي من شأنها تأمين عودة السياحة، كان في مقدمتها تعقيم جميع الفنادق في المحافظات التي ستشهد بدء عودة السياحة، وفي مقدمتها محافظات البحر الأحمر، جنوب سيناء، مطروح، على أن يبدأ ذلك مطلع يوليو المقبل، وقد حدد المسؤولون غرفة عمليات لمتابعة خط سير العملية، ومن المتوقع أن تعود السياحة الداخلية بنسبة 50% خلال شهر من الآن.

عروض وصفقات

الوقت يداهم الجميع، وقد تم تحديد عدد من الإجراءات استعدادًا للتعايش في مجال السياحة، كان في مقدمتها عقد صفقة مع وزارة البترول التي بمقتضاها يتم إجراء تخفيضات على أسعار الوقود الخاص بالطيران، لتصل القيمة الإجمالية للتخفيض إلى 10 سنت على الجالون الواحد.

اقرأ أيضًا:

“كورونا” وكتمان الإصابة.. عندما تتجاوز ثقافة المرض الشعور بالألم 

 

كذلك اتفقت وزارة الطيران مع شركات الطيران، على تخفيضات تصل لأكثر من 50% على رسوم الهبوط والإيواء من خلال كل شركة، بالإضافة لمنح تخفيض 20% على رسوم الأرضيات للطيران المباشر إلى مطارات المحافظات السياحية في كل من محافظات البحر الأحمر وجنوب سيناء ومطروح، مع الاخذ في الاعتبار أن كل تلك الصفقات جاري العمل بها حتى 31 أكتوبر 2020.

 
أما فيما يتعلق بالمتاحف فقد قررت وزارة السياحة والآثار، إجراء خصومات تتعدى 20 % على أسعار تذاكر زيارة كافة المتاحف والمواقع الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، بالإضافة لتخفيضات أخرى على تصاريح الزيارة للسائحين القادمين من الخارج على خطوط بعض الشركات مثل شركة مصر للطيران.

إجراءات رقابية

بدورها، أعلنت غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار، أن الوزارة بصدد تطبيق الضوابط والإجراءات الإحترازية لضمان صحة وسلامة العاملين بالقطاع ضد فيروس كورونا، في مقدمتها التعقيم بشكل دوري لجميع الأماكن السياحية التي سيتم فتحها تدريجيًا مع ضرورة الكشف الدوري على جميع العاملين والتأكد من سلامتهم بشكل يومي.

كما تم تشكيل لجان مشتركة بين السياحة والصحة وغرفة الفنادق السياحية وتم تكليفها بالمرور على الفنادق للتأكد من تنفيذ الاشتراطات واتباع قواعد التعقيم المنصوص عليها من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، وقد فحصت اللجنة منذ بداية يونيو وإلى الآن 170 فندقاً بناء على طلبهم في استئناف العمل.

وتوضح “تذهب اللجنة إليهم وتفحص كل شئ بشفافية كاملة، وتراجع مدى التزامهم بالضوابط تمهيدًا لإعادة التشغيل وحصولهم على الشهادة الصحية المعتمدة من قبل وزارتي السياحة والآثار، والصحة والسكان وغرفة المنشآت الفندقية”.

اقرأ أيضا:

“كورونا” وكتمان الإصابة.. عندما تتجاوز ثقافة المرض الشعور بالألم 

 

استعدادات فندقية

ووضعت المنتجعات والفنادق خططًا لعودة الحياة بها، فمن قلب محافظة شرم الشيخ بدأت إدارة الفنادق في تنفيذ الضوابط والشروط التي وضعتها رئاسة الوزراء بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة السياحة، والتي تنص على التباعد الاجتماعي في المطاعم والغرف وعلى حمامات السباحة والشواطئ، لاستقبال النزلاء بنسبة 30% من طاقتها الاستيعابية لمدة أسبوعين لترتفع لـ50% بداية من يوليو المقبل.

خلال هذه الخطة حددت مجموعة فنادق وقرى سياحية شهيرة بالغردقة طريقة حديثة لاختبار كيفية استعداداتهم في ظل كورونا تحت ما يسمى محاكاة للواقع لإستيضاح كيفية الاستعداد لاستقبال المصريين بالمنتجعات في السياحة الداخلية.

 

وتضمنت خطة المحاكاة عدة مراحل تبدأ منذ وصول السيارة أو الأتوبيس لمدخل الفندق وخروج الحقائب وطريقة تعقيم الفريق المساعد، وإجراءات التعامل مع النزيل قبل دخوله للفندق أو القرية السياحية، وقياس درجة الحرارة ثم التوجه لموظف الاستقبال وملء البيانات المطلوبة، واستلام مفاتيح الغرفة والتعامل داخل المطعم وفي المصاعد والنادي الرياضي داخل القرية وحمام السباحة والشاطئ وجميع مرافق الفندق وصولاً إلى كيفية التعامل في حال ظهرت أي حالة مشتبه إصابتها بكورونا داخل الفندق.