رغم تصدر فيروس كورونا عناوين الأخبار في مصر، إلا أن جمهور كرة القدم يتابع قضية إلغاء الدوري من استمراره، في وقت ينادي فيه البعض فيه بضرورة الإلغاء للحفاظ علي اللاعبين والإدارات الفنية، في حين يطالب آخرون باستكماله أملاً في الظفر بعدة، ولكن ما الاستفادة من استكمال الدوري أو إلغائه؟.

وتصل عدد المباريات في الدوري المصري في موسم واحد إلى 306 مباراة، لعب كل فريق 34 مباراة على أرضه وخارجها، حتى الآن تم لعب 157 مباراة، أي أن العدد يتجاوز النصف بأربعة مباريات فقط، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية، هل نستطيع أن نكمل 149 مباراة حتى أغسطس المقبل؟، وهل اللاعبون يستطيعون الوصول لأعلى مستوى لهم في فترة وجيزة؟.

 

من الأرشيف

يذكر أنه تم إلغاء مسابقة الدوري المصري من قبل 6 مرات، أولها كان في موسم 55/54 وتصدر الزمالك جدول الترتيب في ذلك الوقت برصيد 24 نقطة وخلفه الأهلي برصيد 22 نقطة وتمكن الزمالك من إنهاء كل مبارياته وتبقت للأهلي مواجتهين، وكان سبب الإلغاء انسحاب الأهلي بعدما قرر اتحاد الكرة إعادة مباراته مع فريق الترام السكندري، وبالعودة لأحداث هذا اللقاء سنجد أن الأهلي كان متفوقاً فيها بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أن يُعدِل اتحاد الكرة قراره وترتب على ذلك انسحاب الترام، حينها كان يتم احتساب الفوز بنقطتين وليس بثلاث نقاط مثل الآن، وأراد الأهلي الفوز في مباراة الترام ومن ثم يكفيه أي تعادل قادم ليُعلن بطلاً للمسابقة.

المرة الثانية التي تم إلغاء الدوري فيها، كانت في موسم 72/71 وحدث ذلك بعد 9 جولات فقط، وكان الزمالك متصدراً للجدول بالتساوي مع غزل المحلة والاتحاد السكندري في عدد النقاط.

والمرة الثالثة كانت في موسم 74/73 وأقيمت 5 جولات استطاع الأهلي تصدر الترتيب بعدها وخلفه الزمالك والترسانة والمحلة والطيران والاتحاد السكندري برصيد 5 نقاط.

المرة الرابعة كانت في موسم 90/89 وأُلغي الدوري قبل مباراة واحدة من نهاية الدور الأول وكان الأهلي متصدرًا وخلفه الزمالك.

المرة الخامسة حدثت قبل أعوام قليلة في موسم 2012/2011 عندما تصدر فريق حرس الحدود جدول الترتيب وأتى خلفه الأهلي والزمالك وتم إلغاء الدوري بعد الجولة السابعة عشر.

الإلغاء السادس حدث بعد 17 جولة وكان ذلك في موسم 2013/2012 عندما أقيمت المسابقة بنظام المجموعتين ووضع كل من قطبي الكرة المصرية على رأس كل مجموعة.

7 فوائد

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن علي الجميع، ماهو وجه الاستفادة من إلغاء الدوري المصري لهذا الموسم؟.

الفائدة الأولى هي أن يتجنب اللاعبون والإداريون مخاطر استكمال الدوري في وقت زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا، إذ ارتفعت للغاية احتمالية إصابة أحد اللاعبين أو الإداريين أو أي شخص سيتواجد في ساحة التدريب أو الملعب خلال المباريات، خاصة أن اتحاد الكرة لم يستطع بناء سيناريو قوي لتجنب ذلك الخطر وكل السيناريوهات قوبلت بالرفض من جانب معظم الاندية.

اقرأ أيضًا:

استكمال الدوري الممتاز.. حملة رفض واتهامات متبادلة

 

والفائدة الثانية عدم استهلاك الوقت فمن الممكن بدء المسابقة من جديد ولكن في شهر أغسطس، وهكذا ستوجد فرصة لمرور الوقت عل الأزمة تنتهي أو على الأقل تنحصر ويكون الحكم على الأمور أوضح حينها.

أما الفائدة الثالثة هي بداية الموسم الجديد في موعده المثالي كما يحدث في جميع الدوريات الكبري في العالم ويستطيع اتحاد الكرة أن يبني جدول للمسابقة الجديدة بشكل منتظم بشكل لم يحدث من قبل، متداركًا الأخطاء التي كانت تتكرر في كل موسم تقريبًا بسبب نهايات الدوري المتقلبة والمؤجلات وغيرها من الأمور التي تؤثر على إعداد جدول مباريات الموسم الجديد.

 

أما الفائدة الرابعة فتتمثل في عدم الدخول في جدل مع اللاعبين وخاصة المعارين في أندية مصرية، وتعد الحالة الأبرز هي رمضان صبحي المعار من هيدرسفيلد الإنجليزي الذي يجب أن يعود مع بداية الدوري الجديد في إنجلترا.

والفائدة الخامسة هي استغلال لهفة الأندية واللاعبين في العودة مع الدوري الجديد بتحدي جديد قد يساهم في وجود موسم جديد مميز. 

أما الفائدة السادسة التركيز علي التدريبات واستعادة اللياقة البدنية للاعبين وهو ما سيتأثر به الدوري اذا تم استئنافه ولعلنا نشاهد الدوريات العالمية حيث يعاني اللاعبون من مشاكل كبيرة في اللياقة وحساسية المباريات.

بينما تتمثل الفائدة السابعة في أنه  يمكن استئناف مباريات الكأس لقلة عدد المباريات المتبقية فيه وتوجيه تركيز الأندية المشاركة في البطولات الأفريقية من اجل الحصول أو الوصول بعيدا في التحدي القاري سواء الزمالك والأهلي في دوري الأبطال أو المصري وبيراميدز في الكونفدرالية.

اقرأ أيضًا:

لا شئ يستحق إنهاء حياتنا من أجله.. حكايات عن العائدين من الانتحار

 

في النهاية هناك عدة أشياء تستطيع الكرة المصرية الاستفادة منها إذا تم إلغاء الدوري وتجنب الدخول في جدل استئناف المسابقة وسط هذه الأجواء غير المثالية بالمرة، واستجابة اتحاد الكرة لرغبة معظم أندية الدوري المصري ستكون منطقية في ظل المناخ الحالي.

ولعلنا مررنا في أكثر من مرة بحالات مشابهة لإلغاء الدوري، ولكن لم نرى مثل هذا الجدل مسبقًا بأي شكل من الأشكال، والحديث الآن ليس عن التنازع حول نقاط هنا وهناك كما كانت الحال في السابق بل الحفاظ على سلامة الرياضيين إلى جانب الفوائد الأخرى المذكورة.