ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير لها، بعنوان “جو بايدن يستغل هذه اللحظة مع تحول موقف الأمة من قضية العرق”، أن مرشح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، بدأ في استغلال الأحداث الكبرى التي أعقبت وفاة جورج فلويد، وتغيّر المزاج الأمريكي والدولي العام تجاه العنصرية، للوصول إلى البيت الأبيض.
وأوضحت الصحيفة أن مسعى بايدن يأتي في ظرف سياسي وحضاري مواتٍ، وهو إصرار الرئيس دونالد ترامب على التمسك بآرائه اليمنية المتطرفة، وقطع كل الجسور مع المواطنين الأمريكيين من أصل أفريقي، والملونين بشكل عام في البلاد، الأمر الذي يعني وجود “فرصة ذهبية” للمرشح الديمقراطي لاقتناص منصب الرئاسة.
وقبل أيام، أعرب “بايدن” عن اعتقاده بأن التمييز العنصري المنهجي، موجود في كل مكان في الولايات المتحدة، وليس فقط في هيئات الحفاظ على القانون.
وقال، ردا على سؤال هل توجد عنصرية منهجية في هيئات حماية القانون الأمريكية: “العنصرية موجودة من دون أي شك”.
اقرأ أيضًا:
واعتبر “بايدن” أن “الأمر لا يقتصر فقط على هيئات حماية وتطبيق القانون، إنه في كل مكان، في مجال السكن وكذلك التعليم. التمييز موجود في كل قطاعات نشاطنا. هذه حقيقة…هذا أمر جدي”.
“بطل” المساواة العرقية
قالت لورين جامبينو، مراسلة الصحيفة في واشنطن، إنه “بالنسبة للأسلوب والنبرة والقيادة، يبدو المرشح الديمقراطي في وضع جيد يسمح له بتسخير هذه اللحظة السياسية لصالحه، في سباق الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، مشيرة إلى أنه (بايدن) يسعى حاليا لتصوير نفسه باعتباره “بطل المساواة العرقية”، وتشجيع الاحتجاج السلمي.
وأدت وفاة فلويد وموجة الاحتجاجات الغاضبة ضد العنصرية ووحشية الشرطة، إلى تغيير المعطيات بالنسبة إلى بايدن، إذ بات اختيار مرشحة سوداء لأول مرة لمنصب نائب الرئيس أمرا يفرض نفسه في الولايات المتحدة بقوة حاليا، حيث كشف بايدن عن أنه يفكر في اختيار مرشحة لمنصب نائب الرئيس من “أصل إفريقي” ضمن الحملة الانتخابية، ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، ناهيك عن إشعال مواقع “المراهنات” أيضا.
ويبدو أن المرشح الديمقراطي “يراهن” أيضا بكل ثقله على الملونين والسود، وأنصارهم من اليسار الأمريكي الذي اكتسب زخما سياسيا كبيرا خلال الآونة الأخيرة وبات يهدد عرش ترامب، خاصة مع استمرار الاحتجاجات ضد العنصرية حتى الآن.
وقال دانيال جيليون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بنسلفانيا، إن الناخبين الأمريكيين من أصل إفريقي يطالبون بنائبة رئيس “سوداء البشرة”، مع مطالبة المتظاهرين الذين يحتشدون منذ وفاة فلويد في 25 مايو الماضي، بالعدالة والتغيير، موضحا أن هناك بالفعل ثلاثة أسماء مطروحة على الطاولة وهن: السناتورة كامالا هاريس، الأوفر حظاً، والنائبة فال ديمينغز، وكيشا لانس بوتومز، رئيسة بلدية أتلانتا.
في المقابل، يجد ترامب نفسه في وضع حرج، بسبب عدائه للمتظاهرين، ومقاومته لمطالبهم بالإصلاح، وبذلك فهو في “الجانب الخاطئ” من الملعب، في لحظة محفوفة بالمخاطر فيما يتعلق باحتمالات إعادة انتخابه، من عدمه، فيما تُظهر كل المؤشرات واستطلاعات الرأي أن الرئيس خسر كثيرا من رصيده السياسي بسبب تعاطيه مع وباء كورونا، ثم فقد البقية الباقية جراء معاداة مطالب لم يرفعها الأمريكيون فحسب، بل رفعها العالم أجمع.
اقرأ أيضًا:
للمدافعين عن تناول الكنيسة.. هل أتاك حديث المسيح العجائبي والطاعون؟
من جانبه، قال مايكل تيسلر، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، ضمن التقرير، إن أسلوب حكم ترامب على مدار السنوات الثلاث والنصف الماضية ساهم في إيجاد هذه الفوضى، فهو باعتماده لهجة يمينية متطرفة في كل تصريحاته مؤخرا، فقد نقاطا جيدة سبق وأن سجلها على المستوى الاقتصادي، قبل ظهور الجائحة، وقبل وقوع حادث مقتل فلويد.