يعيش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيامًا صعبة، فما إن انتهت أزمة جورج فلويد أو كادت، حتى أعلنت ماري ترامب، ابنة شقيق الرئيس، عزمها نشر كتاب بعنوان “كثير جدًا ولا يكفي أبدًا: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم”، المقرر صدوره في 28 يوليو المقبل، وسط مخاوف لدى “الجمهوريين” من أن يتضمن الكتاب فضائح أو معلومات سرية، من شأنها أن تأخذ من رصيد ترامب السياسي، الذي تؤكد استطلاعات الرأي تدهور شعبيته خلال الأيام الأخيرة.

 

ذكر موقع “ديلي بيست” الأمريكي، أن ترامب يبحث حاليًا اتخاذ الإجراءات القانونية لمقاضاة ابنة أخيه، ومنعها من نشر الكتاب، وسط تقارير تفيد بتوقيعها اتفاقا مكتوبًا عام 2001، قضى بعدم إفشاء “أسرار العائلة”، غير أن بعض المعلقين يتوقعون أن تنشر “ماري” كتابها رغم هذا الاتفاق، الذي يمكن اعتباره “اتفاقًا عائليًا” لا يعتد به قانونًا.

 

عنصرية متأصلة

الكتاب، وهو مذكرات شخصية لـ ماري ترامب التي تعمل حاليا محللة نفسية، يكشف بالفعل عن معلومات وفضائح مشينة في مسيرة ترامب، كما أظهرت التسريبات أنه يتطرق إلى عدة حوادث، منها تورط الرئيس الحالي في “تزييف” برامج وأرقام للاحتيال على الضرائب، وحصوله على 400 مليون دولار بأوراق مصطنعة من إمبراطورية العقارات التي تركها والده فريِد ترامب.

 

وتقول الكاتبة إن عمها كان شخصًا مكروهًا في العائلة، لأنه لم يكن يهتم بأحد من أفرادها، مؤكدة أن والدها أخبرها بأشياء مخجلة ستكشف النقاب عنها لأول مرة في كتابها، ومنها أن عمها الرئيس عزل والده فريِد ترامب من شركته، وكان يسخر منه علنًا، بعدما بدأ الأب يعاني من مرض “الزهايمر”، فكان ترامب يصف والده بـ “العجوز المخرف”، رغم أنه صاحب الملايين التي بدأ بها الرئيس حياته في مجال العقارات.

وتؤكد المؤلفة عنصرية ترامب تجاه السود والملونين بشكل، موضحة أنه كان في شبابه المبكر يزدري بعض البيض أيضًا من الإيطاليين والأيرلنديين، ويعتبرهم أقل شأنًا منه لأنهم كاثوليك، بينما هو بروتستانتي، الأمر الذي يعني أن صفة العنصرية البغيضة متأصلة في شخصيته حتى الآن.

وتصف المؤلفة عمها “دونالد” بأنه شخص قاسي، غليظ القلب، لديه ميول سادية مسيطرة، موضحة كيف مارس على والدها ضغوطًا شديدة للانضمام إلى شركة عقارات العائلة، بينما كان أبوها يسعى لتحقيق أحلامه في أن يصبح طيارًا، الأمر الذي أودي به إلى الاكتئاب، وإدمان الخمر طوال حياته، فلم ينج منها، وأصابته جرّاء ذلك أمراض خطيرة توفي على إثرها.

وتتمتع “ماري”، وفق بعض المعلقين الأمريكيين، بذكاء حاد وروح دعابة غير متوقعة، مع أنها تروي أحداثًا عائلية قاتمة أحيانًا، وتحكي تفاصيل دقيقة كل شيء من مكانة عمها “دونالد” في دائرة الضوء الأسرية، وميل زوجته “ميلانيا” إلى الإصابة بأمراض جدتها المتكررة، وسعيها الدائم إلى إثبات أنها أرستقراطية المنبت، رغم أنها وفق الكاتبة “مجرد زوجة رجل أحمق”!

وتعترف الكاتبة أن عائلتها واحدة من “أقوى وأكثر العائلات اختلالًا في العالم”، والدليل على ذلك – حسب قولها- أن هذه العائلة أنجبت ذلك الشخص “المضطرب” الذي يجلس على قمة العالم، والذي لو أُعيد انتخابه مرة أخرى فسوف يتسبب في جعل عالمنا أكثر عدوانية ومرارة وعنصرية، بل سيجعله عالمًا “لا أخلاق له”.

ومن المقرر أن يصدر الكتاب قبل أسابيع قليلة من مؤتمر الحزب “الجمهوري” المقرر في أغسطس المقبل، ضمن سعي ترامب للحصول على ترشيح الحزب لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة. وهو توقيت يبدو أن “ماري” خططت له مسبقًا، للكشف عن عدم أهلية عمها لقيادة البلاد لمدة أربع سنوات أخرى.