شكاوى من ارتفاع أسعار الطعام، أو اختفاء بعض الأدوية، أخبار متداولة خلال تلك الفترة، بسبب التأثيرات السلبية لأزمة كورونا على الاقتصاد، ووسط كل هذا يأتي صوت من بعيد يلفت الانتباه إلى أزمة جديدة في مصر، تتعلق باختفاء السجائر من الأسواق، وارتفاع أسعارها في مناطق، وهو ما يسبب أزمة مع ارتفاع أعداد المدخنين.

sss

وشهدت الأيام الماضية زحاما شديدا ومشاجرات عدة نشبت أمام مقرات “الشركة الشرقية للدخان” في عدد من المحافظات، للحصول على السجائر، رغم التحذير من الزحام والتجمع بسبب فيروس كورونا، إلا أن احتياج المواطنين للسجائر جعلهم يغامرون بأرواحهم

 

تشهد سوق تجارة السجائر هذ الفترة تغيرا ملحوظا، فهناك ارتفاع في الطلب على بعض أنواع السجائر دون غيرها، كون كميات السجائر المطروحة في الأسواق أقل من الطلب عليها بنسبة كبيرة، الأمر الذي خلق أزمة وفجوة كبيرة، حسبما قال أحمد الفيومي، أحد تجار المعسل بمنطقة السيدة زينب.

يوافقه الرأي سعيد المرشدي، صاحب محلات لبيع السجائر والتبغ بمنطقة السيدة زينب أيضاً، موضحاً أنه يلاحظ أمرا غريبا في نوع الزبائن الذين يترددون على المحلات التابعة له، فيرى نسبة كبيرة من الشباب الذين كانوا يجلسون على مقاهي المنطقة اتجهوا غالباً إلى تدخين السجائر واستعاضوا عن المعسل بالتبغ بسبب غلق المقاهي، الأمر الذي يساعد في إظهار الأزمة وبلورتها أكثر.

أقرا أيضا:

“الملاذ الآمن”.. “كورونا” يغير خريطة مبيعات الذهب في مصر

المعسل السبب

عقب اندلاع أزمة كورونا في مصر كانت أولى قرارات الحكومة المصرية، غلق المقاهي ومنع الشيشة بشكل نهائي نظراً لما تتسبب فيه من سهولة نقل العدوى من شخص لآخر، الأمر الذي عول عليه عدد كبير من التجار في ارتفاع أسعار السجائر هذه الأيام.

لم نرفع السعر

العضو المنتدب لشركة الشرقية للدخان، هاني أمان، أكد في العديد من التصريحات، أن الشركة لم ترفع أسعار السجائر منذ فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن سعر السجائر ثابت طبقا لقرار وزارة المالية الصادر في بداية العام الجاري، وأشار إلى أنه بمجرد عودة المقاهي للعمل مرة أخرى سيخفف ذلك من أزمة السجائر الموجودة حالياً، وبرهن على ذلك بأن هناك اتجاه قوي للمستهلك إلى الأنواع ذات الأسعار المنخفضة مثل سجائر البوكس والكليوباترا، بدلا من الشيشة.

غير أنه أضاف أمرا مهما يرتبط بالتوقيت الحالي لفصل الصيف، موضحاً أنه في كل عام في ذلك التوقيت يقوم التجار بتخزين السجائر لرفع أسعارها قبل بدء العام المالي الجديد.

جشع تجار

لم يكن الأمر برمته في جعبة الشركات المصنعة للسجائر والتبغ فحسب، بل يمتد الأمر للتجار الذين يتعمدون احتكار بعض الأنواع خاصة خلال تلك الفترة، فيقول سيد عبد الهادي، تاجر سجائر شهير بميدان الجيزة، إنه يعلم جيداً أن هناك عدد من التجار يحتكرون السجائر خاصة “البوكس” ومن المفترض أن يتم نشرها في الأسواق بعد فترة معينة ولكن بعد رفع ثمنها، وسيشتريها المواطن الذي لا يستطيع شراء الأنواع الأغلى، موضحاً أنه لا توجد زيادة في الأسعار من قبل شركات الدخان، وأنه يشتري الكمية المعتادة له من إحدى الشركات بنفس الأسعار المتعارف عليها من قبل .

وأضاف “عبد الهادي” أنه فيما يتعلق بنقص السجائر في الأسواق خلال الفترات الماضية، ربما يجد عذراً لهذا الاختفاء خلال فترة عيد الفطر المبارك نظراً لأنه موسم وغالباً ما تختفي السجائر لدى بعض التجار وليس جميعهم حسب القوة الشرائية لكل منطقة.