في نفس الموعد تقريباً من كل عام يبدأ ماراثون امتحانات الثانوية العامة الذي يؤرق معظم الأسر المصرية، إلا أن هذا العام يبدو أن الهِزة مضاعفة بسبب ما تمر به البلاد بسبب فيروس كورونا.

 

يستعد الطلاب لموسم قوي تتحدد على إثره حياتهم المستقبلية، ولكن ثمة شيء مختلف هذه المرة، ففي السنوات السابقة اعتاد الطلاب على الاعتماد على الدروس الخصوصية والمراجعات والمراكز، بنسبة كبيرة، حتى أن بعض المراكز كانت تقيم مراجعة ليلة الامتحان قبل بداية اللجنة بساعات قليلة، ويحضرها عدد كبير من الطلاب على أمل الحصول على أعلى توقعات للأسئلة المتوقعة في الامتحان، بل وكان بعض المدرسين يستأجرون قاعات أفراح كبيرة ليتمكنوا من استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلاب ليلة الامتحان، لكن هذا العام هناك قرار من وزير التربية والتعليم بغلق جميع المراكز التي تقدم خدمات تعليمية ضمن الإجراءات الاحترازية لعدم تفشي فيروس كورونا، وهو ما يصعب من وصول المعلومة للطلاب، إلا أن، هناك مراكز بعينها ابتكرت طرقا حديثة يمكنها من خلالها الوصول للطلاب .

حلول بديلة

عمل أولياء الأمور على اكتشاف حلول بديلة، ففي مخيلتهم أنه لا سبيل لحصول أبنائهم على مجموع كبير هذا العام سوى من خلال الدروس الخصوصية لذلك يلجأون لمراجعات أون لاين مع بعض المدرسين، بعدما يتم دفع ثمن المراجعة والملزمة عبر خاصية التحويل عبر شركات الهاتف المحمول أو بحوالة بريدية، وهو ما أكدته نادية عبد الله، أم لطالب بالصف الثالث الثانوي.

وتوضح أن 95% من أوائل الثانوية العامة طوال السنوات الماضية يتلقون دروسا خصوصية، وبلغت تكلفة الدروس الخصوصية لبعض  هؤلاء الطلبة ما لا يقل عن 100 ألف جنيه، موضحة أنه في الأعوام التي كانت فيها المدارس مفتوحة كان الطلاب يلجأون للدروس، متسائلة  هل يعقل أن يبتعدوا عنها في الوقت الذي تم غلق جميع المنافذ التعليمية فيه؟، مضيفة أنها على استعداد لدفع أي مبلغ في سبيل أن ينجح ابنها بمجموع كبير ويدخل الكلية التي يرغب بها .

لم تكن “نادية” الوحيدة المؤيدة للبحث عن حلول بديلة للدروس الخصوصية، فتقول “قسمة إبراهيم” ،أم لطالبة بالمرحلة الثانوية العامة، إنها دفعت مبالغ كبيرة طوال السنوات التعليمية لابنتها، ولا تريد أن يذهب كل تعبها وتعب البنت وتعب الوالد دون فائدة، لذلك اتفقت مع مدرسين أن يأتوا للمنزل لإعطاء الدروس لابنتها.

وتوضح “في البداية رفض المعلمون، لكنهم سرعان ما وافقوا بعد أن عرضت عليهم ضعف ثمن الحصة في كل مرة فبدلا من 150 جنيها للحصة الخصوصية أدفع ا 300 جنيه في الحصة الواحدة لكل مادة، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي”، كما تعقم المنزل جيداً قبل وبعد دخول المدرسين وترتدي هي وابنتها كمامة طوال الوقت ، موضحة أن كل ما يهمها أن تحصل ابنتها على أعلى مجموع هذا العام لتتمكن من دخول كلية الهندسة التي ترنو إليها .

 تشديدات وزارية

يشير الدكتور محمود عسقلاني، الخبير بشؤون التعليم، إلى أن هناك إجراءات وضعتها الوزارة لتتبع بؤر الدروس الخصوصية ولن تسمح بأي تجاوز، موضحاً أنه لا يوجد رقم محدد لميزانية الدروس الخصوصية، لكنه من المؤكد أنها ترهق عاتق الأسر المصرية.

ويرى أن من بين فوائد كورونا أنها أجبرت الوزارة على محاربة هذه الظاهرة، كما أجبرت أولياء الأمور والطلاب على التصرف في نطاق المتاح، وإن خرج بعض أولياء الأمور عن نطاق هذه التعليمات فجميعها حالات فردية لا يمكن الاعتماد عليها كأساس أو قاعدة للجميع، وفق قوله.

ووافقه الرأي مصطفى عبدالتواب، مدير مدرسة بمنطقة شبرا الخيمة، الذي أكد أن بعض المعلمين في هذا التوقيت كانوا يحصلون علي إجازة مرضية من المدرسة للتفرغ فقط للدروس الخصوصية وبعضهم الآخر يعتذر عن المراقبة في الامتحانات لانشغاله بتحصيل ثمن المراجع من جيوب أولياء الأمور، فكان يصل سعر المحاضرة الواحدة في العام الماضي إلى 100 جنيه للطالب الواحد طوال العام ثم ترتفع لـ 150 خلال فترة الامتحانات

اقرأ أيضا:

“التكنولوجيا وكورونا”.. شاب مصري يتحدى الفيروس بأول روبوت

دروس مجانية

برغم تكالب المدرسين على الدروس الخصوصية هذه الفترة، إلا أن هناك من خرج عن دائرة التربح والبحث عن المكاسب المادية من قلب الأزمة، وهو ما فعلته مؤسسة على شبكة الإنترنت، حيث أعلنت مطلع الأسبوع الجاري عن دروس خصوصية مجانية لجميع طلاب الثانوية العامة في جميع المواد يقدمها نخبة من أفضل المعلمين، من خلال إتمام بعض الإجراءات تبدأ بتسجيل بيانات الطالب عبر منصة الأكاديمية، والضغط على زر التسجيل ومنه إلى ملء بعض البيانات ثم إدخال البريد الالكتروني، ويصل للطالب بعدها رسالة تأكيد أنه أصبح مشتركا في الخدمة المجانية وله رقم وتسلسل، يستطيع من خلاله متابعة المواد أولاً بأول .