تعاني الشعوب العربية بشكل عام من سيطرة “ثقافة الجمال” كأحد السمات الرئيسية التي يجب توفرها في المرأة، والتي تم نشأة جميع الأجيال عليها، فعلى المرأة أن تكون مكتملة الأنوثة والرونق الجمالي مهما كلفها هذا من عناء مادي ومعنوي، بل وتصاب المرأة التي يحدث لها بعض الاضطرابات الشكلية بسبب تقدم العمر أو التغيرات البيولوجية العادية، إلى حالة نفسية سيئة قد توصلها إلى الاكتئاب وما شابه ذلك.

وزاد من تشبع الفكر النسائي والرجالي العربي بهذه الرؤية الجمالية والتعامل مع المرأة، أنها ليست من البشر العادي والتي يجب عليها أن تكون من صفوف “الحور العين”، ما تم تقديمه من “أغاني” حولت حالة الحب إلى هيام بالصفات الشكلية والجسدية للأنثى، والأعمال الفنية التي دعمت أن ذهاب الرجل إلى عمليات التعدد الزوجية يكون من أهم أسبابه هو التغير في شكل زوجته، بعد ما تتعرض له من تغيرات نتيجة الحمل والرضاعة وما شابه.

وتطور الأمر وأصبح “موضة” حين تقوم به أغلب فنانات الوطن العربي بشكل دوري، لنجد منهن من تعلن عن ذلك ومنهن من تتنصل عن قيامها بعمليات تجميل، وكأن الله يغير ملامحها بين الحين والآخر.

اقرأ أيضًا:

الفنانون و”التنمر”.. هل يردع القانون حملات التشهير؟

 

فوفقًا لتقارير الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل American Society of plastic surgeons”” وهي الهيئة الرائدة في هذا المجال، فقد تضاعف عدد اللاجئات إلى عمليات التجميل ثلاث مرات تقريبًا خلال السنوات الـ 11 الماضية، وحسب تقارير الجمعية، فقد قامت 225.818 امرأة بتكبير أثدائهن (وهو ما يمثل زيادة قدرها 593% منذ عام 1992م) فيما أجريت عمليات شد الوجه لـ73.562 شخصاً وهو ما يمثل زيادة قدرها 84% خلال نفس الفترة، واختار 204.520 شخصاً عمليات شفط الدهون وهو إجراء يتضمن شفط الدهون باستخدام آلة حقن تقوم بخلق فراغ في الجسم، عادة في المنطقة حول وسط الجسم ويمثل ذلك زيادة 400% في الفترة ذاتها).

ومع قيام فنانات عرب بعدد لا بأس به من عمليات التجميل، نجد البعض ينجحن والبعض الآخر يكون مصيرهن الفشل الذريع، وقد يُودي بحياتهن في النهاية، ونرصد هنا بعض عمليات التجميل للفنانات التي باءت بعض منها بالفشل، وأخرى انتهت برحيلهن.

عمليات في زمن فات

من المفاجأة أن تكون عمليات التجميل قد بدأت مع فنانات الزمن الجميل، وكانت منهن الراحلة ناهد شريف التي كانت من أوائل من قمن بعمليات تكبير الثدي، ولكن لعدم شيوع هذه العمليات في نهاية السبعينات من القرن الماضي، تعرضت ناهد شريف لفيروس، أدى إلى إصابتها بمرض السرطان الذي أودى بحياتها.

 

ومن الجيل الذي تبعها نجد “سعاد نصر”، التي انتهت حياتها على أسرّة إحدى العنايات المركزة، بعد أن قررت القيام بعميلة شفط للدهون، والتي لم تخرج منها إلا على المقابر، والتي كانت من أشهر عمليات التجميل الفاشلة، والتي أثرت في الجمهور وألحقت بهم بعض المخاوف من هذه العمليات.

اللبنانيات والنهايات المأساوية

كانت من أوائل اللبنانيات التي أثرت عمليات التجميل عليها بالسلب المطربة “إليسا”، والتي ظهرت في بداية عهدها الفني بوجه سليم طبيعي كأي فتاة أخرى، إلى أن قررت إحداث التغيير بملامحها بداية من تكبير “الخدود” و”الثدي” وصولًا إلى ما سبب لها الأزمة الكبرى وهو تغيير حجم الشفاة والرغبة في تكبيرها، مما نتج عنه إعوجاج في الشفاة السفلى لها وعدم القدرة على ضبط ما أفسدته عملية التجميل بأخرى حتى يومنا هذا.

ومن أشهر النهايات المأساوية الأخرى لعميات التجميل بالوطن الأشهر للفيلر والبوتكس “لبنان”، هي “دينا حايك”، والتي تعرضت للإصابة بفيروس نادر أثناء قيامها بإحدى عمليات التجميل بأنفها، وكان من المتوقع أن تُنهي هذه العملية حياتها بعد ما تعرضت له من إصابة، ولكنها سارعت بالسفر إلى فرنسا لإيجاد علاج وتعافيت بعد مدة زمنية، ولكن لم تظهر بعدها دينا حايك على الساحة بشكل قوي.

عمليات فاشلة 

كانت آخر عمليات التجميل التي تم إعلان فشلها هي الفنانة حلا شيحة، والتي خرجت في حوار تلفزيوني مع الإعلامي وائل الإبراشي، منذ عدة أيام، أعلنت خلاله أنها لم تكن راغبة في أن تصل ملامح وجهها إلى هذا الحد من السوء بسبب ما قامت به من عملية تجميل بعد عودتها للوسط الفني بعد اعتزال سنوات، مؤكدة أن ما قامت به أثر عليها بالسلب، وأنها كانت تنتقد ملامحها كما فعل معها الجمهور، وكان التأثير السلبي لما قامت به مباشر وقوي، فقد أدى لعدم قدرتها على التلاعب بتعبيرات وجهها، بل وأصابها الكثير من الجمود، مما أدى إلى انتقاد الجمهور لها من خلال المسلسل الذي قدمته في رمضان الماضي “خيانة عهد”.

نوال الزغبي.. الإنكار لا يفيد

تعرضت المطربة اللبنانية نوال الزغبي خلال الأيام الماضية لحملة شرسة من الهجوم بعد نشرها لصور تغيرت بها ملامحها الشكلية بالكامل، واضطرت بعدها إلى إغلاق التعليقات على حسابتها الرسمية لمنع الجمهور من التعقيب على تغير ملامحها والذي جعلها أشبه بشخصيات “الكارتون” كما وصفها المعلقون قبل حذف تعليقاتهم.

 

الجانب النفسي للفشل 

يقول الدكتور جمال فرويز، أخصائي الطب النفسي، إن هناك آثار سلبية عديدة لفشل عمليات التجميل للسيدات، والتي منها ازياد العصبية والتوتر والضغط النفسي، والشعور الدائم بالقلق.

اقرأ أيضًا:

إصابات النجوم و”كورونا”.. حيل فنية للتغلب على الوباء

 

وأضاف “فرويز” في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″، أن الأمور تزادا سوءًا حين يكون فشل عملية التجميل متعلق بفنانة تعمل بشكل دائم على أن تحافظ على ملامحها بنمط معين وشكل جذاب، فهي الفنانة القدوة، والتي تتعرض للانتقاد بمواقع التواصل الاجتماعي، وتكون في المواجهة مما يؤثر عليها سلبًا ويصيبها بحالة من الاكتئاب الكبير والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الانتحار، إلى جانب الانهيار العصبي الدائم والاختفاء عن الأضواء حتى يتم تعديل ما حدث من خطأ بالعملية.

النسوية وعمليات التجميل

وفي اتجاه آخر، قالت إلهام عيدروس الناشطة في حقوق المرأة، إن إجراء أي سيدة لعملية تجميل هو أمر شخصي بحت، ويختلف من حالة إلى أخرى، ويخضع في النهاية إلى تقدير الطبيب والحالة التي تخضع للعملية.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ”مصر 360″، أن هناك عدد من السيدات تحب أن تتجمل بملامحها الشكلية، فلها ذلك ولا يقلل من شأنها في شيء.