شهدت مدينة شتوتجارت، الألمانية، مشاهد عنف وأعمال شغب، حيث طغت الفوضى وعميات التخريب على المشهد بأكمله، إذ دخل مجموعة من الشبان في اشتباك مع قوات الشرطة وقاموا بأعمال نهب وسرقة، أدت إلى إصابة عدد من أفراد الشرطة، وخرج الأمر “عن السيطرة” تمامًا .

ونقل موقع الإذاعة الألمانية “دويتشة فيله”، عن متحدث باسم الشرطة قوله إن الوضع في شتوتجارت خرج عن السيطرة، حين انفجر عند منتصف الليلة الماضية، مع مواجهات شارك فيها حوالي 500 شخص، قرب “ميدان القصر”، في قلب المدينة.

وقال المتحدث إن مئات الأشخاص قاموا بأعمال نهب للمحال التجارية وتحطيم النوافذ ومهاجمة رجال الأمن بالزجاجات والحجارة، ما أسفر عن إصابة عدد من عناصر الشرطة.

كما وصل دعم من شرطة ولاية بادن ـ فورتمبيرج، التي تقع فيها مدينة شتوتجارت، ولم يتم السيطرة على الوضع إلا حوالي الساعة الساعة الثالثة صباحا.

 

اقرأ ايضًا: “الشيطان يسكن تمثال الحرية”.. تاريخ طويل من اضطهاد الأمريكيين الأفارقة

رشق بالحجارة واعتقالات

وأظهرت مقاطع فيديو، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أشخاصًا يمارسون أعمال تخريب في المحال التجارية ويرشقون الشرطة بالحجارة وأشياء أخرى.

وقالت الشرطة في شتوتجارت إن “العنف بدأ عندما كان الشرطة تقوم بالتحقيق وعمليات تفتيش بحادث له علاقة بالمخدرات”، إلا أنها قوبلت بعدوانية شديدة وعنف غير مبرر.

وقال بيان الشرطة الصادر في هذا الشأن إن بعض المشاركين في أعمال الشغب رشقوا سيارات الشرطة بقطع من حجارة الأرصفة وغيرها من المقذوفات، وتطور الأمر بعد ذلك مما أدى إلى “خروجه عن السيطرة”.

 

 

ودفعت الشرطة بحوالي 200 من قواتها للسيطرة على الموقف في وسط المدينة، وقالت قوات الأمن إن العديد من المتاجر تعرضت للنهب أثناء تلك الأحداث.

وأكدت شرطة المدينة الألمانية أنها اعتقلت حوالي 20 شخصا مع البدء في البحث عن أدلة وشهود عيان، بما في ذلك الفيديوهات التي التقطت بهواتف ذكية.

بينما ذكر متحدث باسم الشرطة، أنه لا تتوفر لديه معلومات فورية عن الجناة أو دوافعهم الدقيقة مضيفاً أن “أضراراً تمّ تسجيلها بالفعل”.

اقرأ أيضًا: أخطر من “كورونا”.. العالم ينتفض ضد “العنصرية”

 

التعامل بحزم

من جانبه، تعهد توماس شتروبل، وزير داخلية ولاية بادن فورتمبرج الألمانية بالتعامل بمنتهى الشدة مع المخربين وذلك في أعقاب أعمال الشغب التي شهدتها مدينة شتوتجارت،عاصمة الولاية، ليلة السبت/الأحد الماضية.

وقال السياسي المنتمي إلى حزب المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، اليوم الأحد، إن ” أحداث الشغب التي شهدناها في شتوتجارت في الليل، كانت ذات نوعية لم تحدث من قبل أبدا في بادن فورتمبرج”.

وأضاف “شتروبل” أنه لن يتم التسامح مع أعمال النهب والتخريب ومرتكبي جرائم العنف، مشيرا إلى أنه تم تشكيل مجموعة تحقيق تضم 40 فردا في رئاسة الشرطة في شتوتجارت، وستتولى هيئة مكافحة الجريمة التحقيقات في الأحداث.

وقال “شتروبل” إنه سيطلع لجنة الداخلية في برلمان الولاية على ما حدث في جلسة خاصة قبل انعقاد الجلسة العامة لنواب البرلمان.

الثورة البلشفية

ويبدو أن الوضع لم يقف عن هذا الحد، إذ تم تداول مقاطع فيديو لنصب الحزب الماركسي اللينيني الألماني، تمثالا مثيرا للجدل لقائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين، أمام مقره في مدينة جيلزنكيرشن الغربية.

وبعد أكثر من 30 عاماً على انتهاء الحقبة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية على الأراضي الألمانية، عاد قائد الثورة البلشفية، فلاديمير لينين في مدينة جيلسنكيرشن .

اقرأ ايضًا: بالفيديو.. وحشية الشرطة الأمريكية خلال احتجاجات “فلويد”

 

وقال الحزب إنه أول تمثال من نوعه ينصب على أراضي ألمانيا الغربية السابقة، بعد عقود من انهيار الدولة الشيوعية في ألمانيا وسقوط جدار برلين وانحلال شرطة “شتازي” السرية.

وأوضحت جابي فيشتنر رئيسة الحزب في بيان “لقد انتهت حقبة المعالم الأثرية للعنصريين والمعادين للسامية والفاشيين والمعادين للشيوعية”، مضيفةً أنه، على النقيض من ذلك، “كان لينين مفكراً سابقاً لعصره بأهمية العالم التاريخية، وهو مناضل مبكر من أجل الحرية والديمقراطية”.

وحاولت سلطات المدينة إيقاف نصب التمثال وأطلقت هاشتاج على الإنترنت بعنوان “لا مكان للينين”، لكن المحكمة رفضت الدعوى، وازيح الستار عن التمثال، أمس السبت.

وكان لينين قائد الثورة البلشفية الروسية عام 1917 وقاد البلاد حتى وفاته في عام 1924، وخلفه جوزيف ستالين

ونشر عمدة جيلزنكيرشن، فرانك بارانوفسكي، اعتراضه على نصب التمثال في سلسلة مقاطع فيديو على قناة المجلس المحلي للمدينة على يوتيوب، و قال “نحن نعيش في وقت تعيد فيه العديد من دول العالم النظر فيما لديها من نصب تذكارية”.

وأضاف “من الصعب أن نتحمل حقيقة أن ديكتاتورا من القرن الماضي يتم صنع نصب تذكاري له ، للأسف قررت المحاكم ذلك ويجب علينا قبول قرار المحكمة، ولكن ليس بدون تعليق”.

بينما أشارت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذه المواجهات، فقد وقعت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، اشتباكات بين الشرطة ومجموعة أغلبهم من الشباب، لكن لم يصل الوضع إلى ما وصل إليه في شتوتجارت.

ومثل عدم كشف الشرطة عن عدد الأشخاص الذين تم القبض عليهم، فإنها لم تقدم حتى الآن أي معلومات عن خلفية ودوافع ما حدث ليلة أمس، وعما إذا كانت هناك جهة ما تقف خلفها.