رغم رغبة أغلب المصريين والعرب المتابعين لكرة القدم، في رؤية النجم المصري محمد صلاح، لاعب فريق ليفربول الإنجليزي، في أول مباراة رسمية بعد عودة “البريميرليج” للدوران مجددًا في بلاد الضباب أمام إيفرتون في ديربي المدينة “ميرسيسايد”، إلا أن الألماني يورجن كلوب، مدرب الريدز، رفض تحقيق هذه الرغبة، وأبقاه طيلة المباراة على مقاعد البدلاء.
أثار هذا الأمر عدة تساؤلات حول جاهزية “صلاح” البدنية بعد فترة التوقف الطويلة، خاصة وأنه لم يشترك في التدريبات الجماعية سوى ليوم واحد قبل المباراة فقط، ما جعله خارج حسابات أفضل مدربي العالم، ولكن لماذا ضمه لمقاعد البدلاء رغم أنه غير جاهز؟.
ورغم أن “صلاح” يمتلك ذكريات سعيدة مع عودته للعب عقب فترة توقف، سواء للإصابة أو أي عارض آخر، فسجله من تلك الناحية رائع ويدعمه كثيرًا لتمزيق شباك الخصوم في المباريات اللاحقة، وكذلك تدعمه في مواجهة كريستال بالاس يوم الأربعاء المقبل بالجولة الـ31 من المسابقة، والتي بشكل كبير ستشهد عودته للمشاركة بعد غياب طويل.
سر لقاء إيفرتون
منذ استبعاده من آخر مباريات “الريدز” الودية قبل استئناف الدوري الممتاز، أمام بلاكبيرن روفرز بسبب تعرضه لإصابة خفيفة أثناء أدائه للتدريبات، ابتعد الفرعون عن المشاركة في المران الجماعي حتى اليوم الأخير قبل مباراة إيفرتون بالديربي.
اقرأ أيضًا:
وأكد “كلوب” في حديث للموقع الرسمي للنادي الإنجليزي، أن “صلاح” غير مستبعد من مواجهة إيفرتون، وجاهز بنسبة كبيرة، ولكن سيكون بديلاً وذلك لتفضيله إراحته لمباراة الأربعاء أمام بالاس ثم الخميس الذي يليه أمام مانشستر سيتي.
وتابع “أن فريقه تدرب على الأساسيات في الكرة بعد فترة طويلة من الراحة، ولكنه ليس متأكدًا من أن المشاكل الخاصة بلياقة بعض اللاعبين، لها أي علاقة بذلك، كل ما في الأمر، أنهم تدربوا ويمكن أن تحدث هذه الأشياء”.
وأشار إلى أن عدم مشاركة صلاح جاء بناءً على وجهة نظر فنية، حيث قام بسؤاله إذا ما كان جاهز للمشاركة في المباراة، فكان رد اللاعب أنه غير جاهز فقام باستبعاده من التشكيل الأساسي.
وقام بالأمر نفسه مع مهاجم الفريق روبرتو فيرمينيو وأجاب اللاعب بأنه جاهز للمشاركة وقد لعب بالفعل، حيث يقوم المدرب دائمًا بسؤال اللاعبين ويشركهم في الرأي قبل وضع التشكيل، وعادةً ما يدفع بالأكثر جاهزية، ولهذا كان “صلاح” خارج المباراة ليجهزه بشكل أكبر للقاء القادم والأكثر أهمية لحسم لقب الدوري الغائب منذ سنوات.
غضب جماهيري
رغم كل هذه التوضيحات من قبل المدرب الألماني، فإنها لم تعفه من هجوم وانتقاد كبير ولاذع من قبل جماهير “الريدز” عقب المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مساء الأحد، حيث كانت تأمل الجماهير أن يحقق الفريق الفوز وانتظار تعثر مانشستر سيتي أمام بيرنلي في مباراة اليوم، كي يتوج الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الغائب عن خزائن النادي منذ 30 عامًا.
ولم تفهم الجماهير السبب وراء استبعاد “صلاح” من التشكيلة الأساسي، ثم عدم الدفع به طوال المباراة، فلو كان غير جاهز بدنيًا لما تواجد مع الفريق على مقاعد البدلاء، وعلق أحد المشجعين على قرارات “كلوب” بالحساب الرسمي لليفربول بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قائلاً: “لا يعقل أن لا يلعب بروبرتسون ومحمد صلاح بعد توقف لأربعة أشهر، ويرفض الدفع بصلاح في الشوط الثاني ويستخدم تكتيكات سيئة”.
كما أضاف مشجع آخر: “عدم إشراك صلاح كان خطأ من كلوب .. إنه مجنون، كيف لا يشركه”.
ذكريات سعيدة
مع البحث وراء عودة “صلاح” السابقة مع كل توقف أو إصابة يتعرض لها، تجد الغالبية أن التألق يلازمه في المباراة الأولى بعد هذا التوقف، سواء بإحراز هدف أو صناعة آخر، وذكرياته مع تلك الحالات تدعمه كثيرًا لتحقيق نفس التألق أمام كريستال بالاس في المباراة المقبلة، بعد عدم مشاركته أمام إيفرتون أمس الأحد.
اقرأ أيضًا:
فالجميع يتذكر إصابته الشهيرة بخلع في الكتف رفقة ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018، بعد طرحه أرضًا من قبل سيرخيو راموس قائد ريال مدريد، فغاب صلاح فترة طويلة وكان المنتخب المصري في أشد الحاجة إليه في نهائيات كأس العالم بروسيا بعد غياب يقارب الثلاثة عقود.
وبعد فترة طويلة عاد صلاح في المباراة الثانية أمام روسيا بعد غيابه في الأولى أمام أوروجواي، وأحرز هدفًا من ركلة جزاء رغم خسارتنا من الدب الروسي بثلاثة أهداف لهدف، وأحرز هدفًا آخر أمام السعودية في المباراة الثالثة قبل توديعنا البطولة العالمية بعدها للخسارة في كل المباريات.
كذلك مع فترات إصابته القليلة بعض الشيء رفقة ليفربول، فكان دائم التألق مع عودته لملامسة العشب الأخضر مرة أخرى، ففي شهر أكتوبر من عام 2019 الماضي كان صلاح عائدًا لتوه من إصابة مزعجة بكاحل قدمه وغاب 3 أسابيع عن فريقه، وفي مباراة أمام توتنهام نجح في تسجيل هدف الفوز لفريقه وحافظ على فارق النقاط لفريقه مع ملاحقه مانشستر سيتي بـ6 نقاط حينها.
قبل أن تتجدد إصابته ثانية بعد هذا اللقاء، ويشارك أمام السيتي بشهر نوفمبر وهو غير جاهز ويتألق كذلك ويحرز هدفًا في فوز فريقه بثلاثية لهدف، ولكنه يخرج مستبدلًا بهذا اللقاء، لتأثره بالإصابة التي تعرض لها خلال مباراة ليستر سيتي بالجولة الثامنة، بعد تدخل عنيف من البلجيكي حمزة تشودري.
موعد مع التألق
مع الأخذ بالمعطيات السابقة، وعدم مشاركة الفرعون أمام إيفرتون، تصبح مباراته أمام كريستال بالاس الأربعاء المقبل، هي الأولى للدولي المصري بعد توقف أشهر طويلة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، موعدًا منتظرًا للتألق من صلاح رفقة فريقه صاحب الرداء الأحمر الشهير.
كما أنها تحمل ميزة أخرى، أنها ربما تكون مباراة الفوز العظيمة بلقب البريميرليج في حال تعثر ملاحقه مانشستر سيتي، ما يعني أنها تحمل أهمية مضاعفة تدفع صلاح بكل تأكيد لزيارة الشباك والتألق لمساعدة فريقه على تحقيق ذلك الإنجاز، بخلاف ذكرياته السابقة مع التألق عقب التوقفات.
فيما يعد بالاس أحد فرق أندية الوسط في الدوري الإنجليزي، وبالتالي ستكون أسهل نسبيًا على “صلاح” للتهديف والتألق، خاصة وأنه مازال متواجدًا بسباق الحذاء الذهبي كهداف للمسابقة ويرغب في زيادة غلته ليلحق بجيمي فاردي متصدر قائمة الهدافين، حيث يبتعد عنه بفارق 3 أهداف فقط مع تبقي 8 جولات على نهاية المسابقة، فهل يفعلها الفرعون مجددًا؟.