أصيب معارض إيراني بجروح خطيرة في هجوم بسكين وقع بمدينة ليواردن الهولندية، أمس الأول السبت، حيث كان الرجل عائدا إلى بيته مساء فعاجله شخص مجهول بطعنات نافذة في البطن والصدر، ثم فر الجاني على إثر ذلك هاربا من مكان الحادث، وسقط المعارض الإيراني مضرجا في دمائه على رصيف الشارع.

جاء هذا الاعتداء بعد يوم واحد فقط من إعلان الشرطة الرومانية العثور على جثة قاض إيراني يدعى غلام رضا منصوري، كان ملاحقا من قبل سلطات طهران في قضايا فساد داخلية، لكنه هرب إلى خارج البلاد، وعُثر على القاضي مقتولا في ساحة النزل الذي كان يقيم فيه.

وقالت مصادر المعارضة الإيرانية إن “منصوري” كان جزءا من ماكينة القمع والترهيب التي استخدمها النظام ضد معارضين في الداخل وضد حرية التعبير، وسبق أن طالبت منظمات حقوقية باعتقاله قبل تصفيته جسديا، وسط معلومات عن أن القاضي ربما هدد بالكشف عن أسماء عدد من معاونيه المتورطين في قضايا فساد ممن لازالوا في مواقع السلطة، فعجّل ذلك بنهايته المأساوية.

دبلوماسيون وقتلة

كانت صحيفة “ذود دويتشه تسايتونغ” الألمانية حذرت في يناير الماضي من احتمالية ووقوع “موجة اغتيالات” للمعارضين الإيرانيين في أوروبا. وقالت الصحيفة: “هناك كلمتان فقط تصنعان معا أكبر قلق للأوروبيين حاليا: إيران وإرهاب الدولة، ففي شيء لم يسبق حدوثه من قِبل أي دولة، دأب حكام طهران في العقود الأخيرة، على إرسال (فرق موت) إلى مناطق مختلفة من العالم، لاغتيال معارضيهم”.

اقرأ أيضًا:

تهاوي النفوذ.. الثعلب الإيراني يواصل دفع ثمن مقتل “سليماني”

 

صحيفة ألمانية: في شيء لم يسبق حدوثه من قِبل أي دولة، دأب حكام طهران في العقود الأخيرة، على إرسال (فرق موت) إلى مناطق مختلفة من العالم، لاغتيال معارضيهم

وتابعت الصحيفة: “أجهزة الاستخبارات تعمل على فرضية أن إرسال تلك الفرق هو فقط البداية، وأن طهران تهدد أوروبا بموجة إرهاب جديدة، مشيرة إلى فرنسا والدنمارك أحبطتا من قبل هجمات على معارضين إيرانيين، فيما تعتقد وكالات الاستخبارات الهولندية أن طهران أرسلت بالفعل أوامر لعناصرها في هولندا لبدء موجة الاغتيالات الجديدة للمعارضين.

وفي 20 مايو الماضي، أدرجت الولايات المتحدة على قائمة العقوبات مسؤولا إيرانيا يدعى علي فلاحيان، بسبب “معلومات موثوقة حول تورّطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أثناء ترؤسه وزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية”

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في مستند منشور على موقعها في شبكة الإنترنت، إن “فلاحيان توّرط خلال فترة عمله في اغتيال العديد من المعارضين السياسيين الإيرانيين في أوروبا، بما في ذلك الحالات التي أصدرت فيها المحاكم السويسرية والألمانية أوامر باعتقاله. إلى جانب توجيهه للاغتيالات الفردية”.

وثيقة أمريكية: منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، تورّط النظام الإيراني في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية في أكثر من 40 دولة

وذكرت وثيقة صادرة عن الخارجية الأمريكية أنه “منذ وصوله إلى السلطة عام 1979، تورّط النظام الإيراني في عمليات اغتيال ومؤامرات وهجمات إرهابية في أكثر من 40 دولة. وشملت حملة الإرهاب العالمية التي شنّتها إيران ما يقرب من 360 اغتيالًا مستهدفًا في دول أخرى، وهجمات بالقنابل أدت إلى مقتل وتشويه المئات”.

وشرعت القيادة الإيرانية في حملة اغتيالات استهدفت أفرادا اعتبرت أنهم يعملون ضد “مصلحة النظام الإسلامي” ويجب قتلهم. وانخرطت إيران في هذه الاغتيالات وغيرها من الهجمات بشكل أساسي من خلال “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني ووزارة الاستخبارات والأمن الوطني، ولكن أيضًا عبر أطراف أخرى ووكلاء مثل “حزب الله” اللبناني.

اقرأ أيضًا:

“قمع مطلق” وإرهاب وظلم.. ثلاثية تطارد اللاجئين الأفغان بإيران

وتورط موظفون دبلوماسيون إيرانيون مرارا في اغتيالات في الخارج، كما يتّضح من مذكرات التوقيف وتحقيقات القضاء والشرطة وأجهزة المخابرات وتقارير الشهود. وبسبب التدقيق المتزايد الذي سببه القتلة الإيرانيون الذين يستخدمون الغطاء الدبلوماسي، أظهرت إيران استعدادا لاستخدام العصابات الإجرامية وعصابات المخدرات وأطراف ثالثة أخرى لتنفيذ خططها للاغتيال في الخارج.

ويجرى الادعاء العام في ألمانيا منذ 2018 حتى الآن، تحقيقات مع 10 أشخاص من أفغانستان وتركيا وباكستان، يتبعون “الحرس الثوري”، لقيامهم بالتجسس على أهداف محتملة في ألمانيا، وشروعهم في تنفيذ مخطط لاغتيال عدد من المعارضين الإيرانيين.