الاختراع الأهم لدى رجال الأعمال في السنوات العشر الأخيرة، كان من نصيب “المدن الذكية” أهم العوامل التي تساعد على التناغم والتواصل بين القطاعين العام والخاص، عبر وسائل اتصال حديثة وشبكات عنكبوتية متطورة، ساعدت في حل مشكلات حقيقية عبر تسهيلات ذكية.
إلا أنه وجب البحث عن إجابة سؤال هام، “ما الذي يجعل أي مدينة تتسم بالذكاء؟”، وبالبحث وإجراء المقارنات بين عدد من المدن الحديثة تبين أن هناك عدد من الخصائص تتواجد دائمًا في إطار المدن الذكية، كان في مقدمتها الأمن الإلكتروني، بمعنى أن جميع المدن الذكية تتسم بنظام عالي الجودة والكفاءة من حيث التأمين سواء باستخدام كاميرات متصلة بشبكة الإنترنت للمساعدة في الاستجابة السريعة في حالات الطوارئ المختلفة، أو من خلال السماح للمستخدمين بالتواصل مع خدمات المدينة عبر شبكة إلكترونية داخلية لكل مدينة، وهو ما يساعد على تخفيض معدلات الجرائم داخل تلك المدن.
بنية تحتية وبيئية
أيضًا تعد من أهم العوامل الهامة للمدن الذكية، أنها تملك بنية تحتية مختلفة عن بقية المدن، وذلك برفع قدراتها على مواجهة الكوارث الطبيعية والتغيرات البيئية، وربطها بأجهزة تنبؤ بالهزات الأرضية يجنبها صدمات الزلازل.
كذلك فإن المدن الذكية لديها قدرة على مراقبة التلوث ومستويات ثاني أكسيد الكربون، وذلك وفقاً للدراسات التي نشرتها مجلة نايت الألمانية، والتي أوضحت أن المدن الذكية تعد أقل الأماكن انبعاثاً للملوثات، ليس هذا فقط بل تعمل على إعادة توجيه مصادر التلوث للعمل بكفاءة دون أن تتسبب في زيادة نسبة التلوث.
اقرأ أيضًا:
عناصر رئيسية
كذلك لا يمكن إهمال التكنولوجيا في مراقبة مصادر الطاقة وفقاً لما أوضحه المهندس علي خليفة، أحد مهندسي الإنشاءات بالقرية الذكية بمنطقة السادس من أكتوبر، موضحًا أن المدن الذكية تقوم بمراقبة الطاقة وتكييفها بما يتلاءم جيدًا مع كل موقف، وتقوم بالكشف عن وجود أي تسرب خارج الخزانات أو الأنابيب لحل المشكلة بأسرع ما يمكن، وذلك من خلال تحليل استهلاك الطاقة على مستوى المدينة وتقديم إمدادات الكهرباء اللازمة لكل مبنى وفقًا لمعدل استهلاك أفرادها.
نماذج
أعلنت دولة الإمارات مطلع العام الجاري خلال فعــاليات منتدى المجتمع الشبكــي تقــرير مؤشــر المدن الذكية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وذلك من خلال دراسة عن 28 معياراً لتلك المدن، موضحة أن سكان تلك المدن بحلول عام 2030 سيعيش 60% منهم في مدن ذكية جيدة من حيث الجودة عالمياً.
وكان ترتيب المدن على النحو التالي المركز الأول كان لأبو ظبي بدولة الإمارات المتحدة، المركز الثاني لدبي بمنطقة الإمارات المتحدة، المركز الثالث لمدينة الدوحة بدولة قطر، المركز الرابع كان من نصيب القاهرة لدولة مصر، والمركز الخامس لمدينة اسطنبول في دولة تركيا، والمركز السادس لمدينة عمان بدولة الأردن، والمركز السابع لمدينة بيروت لدولة لبنان، المركز الثامن لمدينة جدة لدولة السعودية، المركز التاسع للمدينة الرياض بالسعودية، والمركز العاشر لمدينة الخرطوم بالسودان.