أظهر استطلاع الرأي الذي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام “بصيرة”، حول إصابات فيروس كورونا في مصر، زيادة نسبة الإصابة بين صفوف المتعلمين وحاملي الشهادة الجامعية أكثر من الأميين وذوي التعليم المنخفض.

بحسب تقرير المركز فإن عدد الإصابات بـ «كورونا» في مصر تصل إلى 616 ألف من سن 18 عامًا فما فوق، وهو ما يمثل 10.1 إصابة لكل ألف مواطن، مقارنة بـ 58 ألف إصابة رسمية.

الدكتور ماجد عثمان، الرئيس التنفيذي لمركز “بصيرة”، قال إن الحاصلين على تعليم منخفض بلغت نسبة إصابتهم 8 لكل ألف، بينما الحاصلين على تعليم جامعي كانت نسبة الإصابة بينهم 16 لكل ألف، ما يعني أن حاملي الشهادات أكثر عرضة للإصابة بالفيروس ممن لم ينالوا حظهم في التعليم.

“الإصابة أقل في صفوف الأميين لأن إدراكهم الإصابة بفيروس كورونا والتعبير عن الشعور بأعراضه أقل بكثير من الجامعيين، فالمتعلم يلجأ للعلاج بشكل أفضل من غير المتعلم، نظرا لثقافته ومستواه المادي” يتحدث الباحث الاقتصادي، محمود نجم، عن أسباب تفشي الفيروس بين أوساط المتعلمين مقارنة بالأميين.

 

يشرح “نجم”، في تصريحات لـ”مصر 360” أن كوفيد 19 كان نخبويًا في بداية انتشاره، فكان يصيب فقط من يعمل في مجال السياحة الذين فرضت طبيعة عملهم مخالطة أجانب ناقلين للفيروس داخل الوطن وخارجه، وكذلك العائدين من رحلات العمرة، وغيرهم من المصريين الوافدين من بلاد أوربية وخليجية، وجميعهم بالطبع من المتعلمين، لكن هذا الأمر لم يستغرق شهرا حتى بدأ في الانتشار بين جميع فئات الشعب، فالفيروس لا نتقي في لدغاته، لكن المتعلم  أكثر إدراكا بوجود الفيروس وأعراضه وكيفية التعامل معه مقارنة بالأمي أو قليل التعليم الذي قد يصاب به ولا يعلن أو لا يعرف كيف يتصرف.

يقول “نجم”، إن خريطة توزيع الأميين في مصر بالدلتا والصعيد تعطي مؤشرا لأسباب تراجع الإصابة في أوساطهم، خاصة أن القاهرة الكبرى هي أكثر محافظات إصابة بالفيروس مقارنة بالصعيد والريف والمحافظات الحدودية.

 

اقرأ أيضًا:

الأعداد الحقيقية لحالات كورونا بمصر.. المعلن رسميًا نحو 10% فقط

 

وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يوجد في مصر حوالي 18.4 مليون شخص غير متعلم، ويبلغ معدل الأمية في الريف 32.2% مقابل 17.7% بالحضر، وفقا لآخر إحصاء في 2017. وتسجل محافظات الوجه القبلى أعلى معدلات للأمية، حيث بلغ المعدل 37.2% في المنيا، 35.9% في بنى سويف، 34.6% في أسيوط، 34% في الفيوم، 33.6% في سوهاج، وحققت أســوان أقل معدل بين محافظات الوجه القبلى بلغ 19.1% ، أما أعلى معدل بالمحافظات الحضرية بلغ 19% في الإسكندرية، 16.2% في القاهرة، 15.3% في السويس، وأقل معدل بلغ 14.1% في بورسعيد، فيما سجلت محافظات الحدود أقل معدلات للأميـة حيث بلغت 12% في البحر الأحمر، 16.6% في جنوب سيناء.

يلفت “نجم” إلى أن انخفاض الوعي بين الطبقات الفقيرة تسبب في عدم معرفتهم بفيروس كورونا، كما أن انتشار الخوف بالوصم الاجتماعي بأنك مريض كورونا قللت من نسب الإعلان بين هذه الفئات، فهم يخشون وصمهم وفقدان وظيفتهم في حالة ذيوع أخبار الإصابة، أما المتعلم ليس لديه الإحساس نفسه ولا يخشى من إعلانه إصابته بالفيروس واتخاذ الإجراءات الصحية السليمة التي تتبعها وزارة الصحة سواء بالعزل المنزلي أو بتلقي العلاج في مستشفى العزل.

وشهدت مصر على مدار الأسابيع الأولى من انتشار فيروس كورونا حملات تنمر مكثفة لوصم ضحايا المرض بين الأطباء والممرضين تحديدا، في المناطق الريفية، أبرزها على سبيل المثال واقعة الطبية سونيا عبدالعيظم بقرية شبه البهو في الدقهلية، بعد رفض الأهالي دفنها بالقرية خوفا من انتقال الفيروس إليهم.