أعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، سلسلة من القرارات الهامة بشأن فيروس كورونا المستجد، والتي جاء في مقدمتها انتهاء حظر التجوال، إضافة إلى فتح المقاهي والمسارح ودور السينما بقوة تشغيل 25%، وهو الأمر الذي أبهج الكثير من المواطنين حيث اعتبروه مؤشرًا على اقتراب موعد انتهاء الفيروس، فيما صدم الكثيرين أيضًا، وزادت مخاوفهم نتيجة قناعتهم بانتشار الفيروس وتفاقم الوضع بشكل كبير بينما اعتبره عدد من الأطباء “كارثة”.

“يوم السبت بقى هنسهر للصبح”.. إحدى الجمل التي بدأ يرددها الكثيرون خلال الساعات الماضية، بعض المواطنين يعانون من ضغط العزل المنزلي، والتقيد بمواعيد الحظر والبعض الآخر يبحث عن عمل، خاصة أن قرار الحظر وغلق المحلات التجارية حرم الكثيرين من مصدر دخلهم، بينما لازال البعض مُحاصر بمخاوفه تجاه عودة الحياة وفتح المجال للتعامل دون قيد، فيما ذهب البعض لرأي وسطي وهو الانتظار أسبوع على الأقل قبل تفعيل هذه القرارات على أنفسهم.

نقطة انطلاق

اعتبر الكثير من الشباب قرارات رئيس الوزراء الأخيرة “عين العقل” خاصة في رفع حظر التجوال، وبدأت التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي تنطلق مغردة بالبهجة التي وصفوها أنها “ينقصها الشيشة”.

“إيناس” فتاة ثلاثينية أكدت “أن القرارات الأخيرة كانت ضرورية، فقد ألزم حظر التجوال وغلق المقاهي والمسارح والنوادي المواطنين البقاء في منازلهم لما يقرب من شهرين متتاليين، وهو أمر يصعب تحمله”، مؤكدة “أن نسبة الإشغالات التي تم إعلانها خاصة في المقاهي ليس لها معنى، لأن أغلبها تعمل بنسبة مقاربة في الأساس فالكثير منها لا يمتلئ دومًا”.

وتبادل الكثير من الشباب التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، حول انطلاقة يوم السبت المقبل، والتي جاءت بعد طول انتظار، ليؤكد لنا خالد فؤاد، مواطن أربعيني، أنه نشر عبر “فيس بوك” و “توتير”، أن القرارات لا تعني نهاية الفيروس بينما هي مجرد تبديل أدوار، فالمسؤولية هنا يتحملها الفرد وليست الدولة، وهو ما أكد عليه الدكتور مصطفى مدبولي في مقولته “نعتمد على وعي المواطن” مشيرًا إلى أن الخروج الجماعي قد ينتج عنه أيضًا دمار جماعي.

 

القطاع الطبي وزيادة المصابين

الدكتور علي عبد الله، المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الدوائيه والإحصاء ومكافحة الإدمان، أكد أن القطاع الطبي لن يتحمل أي زيادة في الإصابات، فأثناء فرض حظر التجوال زاد الضغط على المنظومة الطبية مما دفع وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد إلى مخاطبة المواطنين بالتوجه إلى العزل المنزلي حال ظهور أي أعراض لفيروس كورونا وتلقى العلاج.

وأضاف “عبد الله” في تصريحات خاصة لـ “مصر 360” أن القرارات الأخيرة لا تعنى انتهاء الفيروس بل تطلب التعايش معه، وهو ما يستلزم عددًا من الإجراءات الاحترازية التي يجب الالتزام بها، مؤكدًا أن نتيجة هذه القرارات لن تظهر قبل 10 أيام من بدايتها.

قرارات اقتصادية

أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، أكد “أن القرارات الأخيرة اقتصادية ولا تمت للمنظومة الصحية بصلة، ولكن الطبيب غير قادر على تغيير الواقع، لذلك يجب التعامل مع الأمر بقدر كبير من الحرص ووضع ضوابط واضحة للتعامل في المرحلة المقبلة خاصة مع توقع زيادة أعداد المصابين”.

وأضاف “حسين” “أن توعية الفريق الطبي بطرق الوقاية أصبحت أولوية في الوقت الراهن، إضافة إلى ضرورة السعي للقضاء على أي مظاهر للبيروقراطية داخل المستشفيات والتأكيد على طواقم العمل من أطباء وتمريض وعمال عدم الاختلاط مع المرضى دون ارتداء الواقيات.

اقرأ أيضا:

110 أيام بدون رؤية الأبناء.. طبيبات العزل.. أمومة متوقفة لهزيمة الوباء

 

الوصايا التسع للتعايش مع  كورونا

المدير التنفيذي للمركز المصري للدراسات الدوائية والإحصاء ومكافحة الإدمان، الدكتور على عبد الله، أكد أن هناك عدد من الإجراءات التي يجب أن تُتبع ليحمي المواطن نفسه أثناء التواجد في عمله أو احتكاكه بغيره في ظل الزحام المتوقع بداية من السبت المقبل ومنها:

  • ارتداء الكمامة بشكل دائم حتى في مكان العمل.
  • تطهير اليدين الدائم بالكحول أو غسلها بالصابون.
  • الحفاظ على التباعد في المسافات بين الأفراد.
  • عدم التواجد في أماكن مغلقة كالمسارح ودور السينما.
  • عدم وضع اليدين على الوجه قبل غسلهما.
  • العمل بشكل مستمر على تعزيز المناعة سواء من خلال الأدوية أو الأطعمة المتوازنة.
  • شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا.
  • عدم استخدام أدوات الغير بشكل عام.
  • الحفاظ على بقية الإرشادات التي أصدرتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية المرتبطة بالتعامل مع الغير.

اقرأ أيضًا:

“كورونا والتعليم”.. المتعلمون أكثر إصابة والأمي لا يُعلن

 

 زيادة التوعية 

الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، أكد “أن أغلب المواطنين يرتدون الكمامة بشكل خاطئ والبعض يضعها على الذقن وآخرين يشترون الكمامة القماش التي قد تنقل بعض منها الفيروسات وهو الأمر الذي يحتاج لمزيد من التوعية”.

وأكد “حسين” في تصريحاته لـ”مصر 360″، أن طريقة استخدام “الكمامة” الصحيحة، تتطلب عدم لمسها خاصة قبل ملامسة العين والأذن، وأيضًا التخلص منها دون ملامسة الأثاث في المنزل، فضلا عن ضرورة معرفة أن أغلب “الكمامات” التي يتم تداولها لا تصلح لأكثر من يوم واحد.