يبدو أن فيروس كورونا المستجد، لم يكتف بالتأثير فقط على حياة البشر في العالم، بل امتد تأثيره إلى النشاط الكروي في العالم وتحديدًا الدوريات الأوروبية الكبيرة، فساهم التوقف الذي حدث لحوالي 3 أشهر بدوريات القارة العجوز، إلى قلب موازين بعض تلك المسابقات بعد العودة واستكمالها، وأخرى لم يؤثر عليها بالشكل الكبير وبقي الحال فيها كما هو عليه.

فرغم العودة بدون حضور جماهيري في المدرجات، وبإجراءات احترازية بالتباعد وعدم التصافح وخلافه، إلا أن هذا لم يؤثر كثيرًا على التنافسية في تلك الدوريات وخاصة على قمة جدولها، وحسم صراع قمة الترتيب ومعرفة هوية البطل لهذا الموسم الاستثنائي.

في حين أنه أنهى دوريات كبيرة أخرى مثل الفرنسي بالإلغاء، الذي حسم بقرار الاتحاد الفرنسي لصالح باريس سان جيرمان المتصدر قبل فترة التوقف، الأمر الذي سبب ظلم شديد واعتراض لبعض الأندية التي كانت تبحث عن فرصة الظهور أوروبيًا وكان لها فرصة واعدة في ذلك لتقارب النقاط ولكن حسم أمرها بقرار خشية كورونا.

المصير نفسه كان للدوري الهولندي ولكن بدون معرفة هوية البطل، فقرر الاتحاد الهولندي إلغاء المسابقة دون تحديد البطل أو الهابطين للدرجة الأدنى، للمرة الأولى بتاريخ المسابقة منذ عام 1945 إبان الحرب العالمية الثانية حينها، ولذلك نستعرض موقف البطل في الدوريات الكبرى التي استكملت دورانها بعد توقف كورونا وكيف بات الصراع على القمة بها.

الدوري الألماني

نجا نادي بايرن ميونيخ المتصدر للمسابقة قبل فترة التوقف، من تأثير شبح كورونا المخيف عليه بعد العودة من التوقف، فكان الدوري الألماني أول تلك الدوريات الأوروبية الكبيرة العائدة وذلك في منتصف مايو الماضي، وكان البايرن في المقدمة ويحتاج لنقاط معينة ليحسم اللقب حسابيًا لصالحه.

ورغم محاولات ملاحقه بروسيا دورتموند الحثيثة في بداية العودة من التوقف لمزاحمته على الصدارة بالفوز بعدة مباريات متتالية، وإبعاد اللقب عنه ولو وقتيًا، إلا أنه سقط في فخ خسارة النقاط فيما بعد مع فوز البايرن بمبارياته تمكن من حسم اللقب الثامن على التوالي لصالحه بفارق 7 نقاط عن دورتموند قبل 3 جولات من نهاية البطولة، ليقهر شبح كورونا وتقلباته وتحولاته الكثيرة صحيًا وكذلك كرويًا.

الدوري الإسباني

انقلبت الأمور رأسًا على عقب بالليجا على عكس البوندسليجا، فبعد أن كان برشلونة متصدرًا لجدول الترتيب بفارق نقطتين عن ريال مدريد ملاحقه قبل توقف الكرة تمامًا بسبب تداعيات كورونا، نجح الريال في العودة سريعًا بعد عودة الدوري للاستئناف بشهر يونيو الجاري.

حين سقط برشلونة في فخ التعادل مع إشبيلية بالجولة الماضية، وفاز الملكي على ريال سوسيداد خارج الديار، ليتصدر المسابقة بنفس رصيد النقاط “68 نقطة” مع البارسا، لكن بأفضلية المواجهات المباشرة.

 

اقرأ أيضًا:

“صلاح” والتألق.. ذكريات سعيدة بعد العودة من طول غياب

 

ومع تبقي 7 جولات من عمر الدوري المثير، وليس بينهم مباراة كلاسيكو لتحسم الفائز بالمسابقة، فمن غير المتوقع أن يخسر الملكي نقاطًا في قادم المباريات ليكون قريبًا بشدة من الفوز باللقب على عكس الوضع قبل فترة التوقف بسبب كورونا.

الدوري الإنجليزي

لم يختلف الحال كثيرًا في البريميرليج عن نظيره بالدوري الألماني، فرغم تعثر ليفربول رائد الترتيب وبفارق كبير “20 نقطة” عن أقرب ملاحقيه مانشستر سيتي، أمام إيفرتون بديربي الميرسيسايد بالتعادل بدون أهداف، ومع تبقي 8 مباريات على انتهاء المسابقة كان يحتاج ليفربول 4 نقاط فقط منهم لحسم الدوري لصالحه.

 

والذي يغيب عن خزائنه منذ 30 عامًا، ولكن حسمت الجولة الـ٣١ من المسابقة اللقب الغالي لصالح ليفربول سريعًا وقبل نهاية البطولة بـ٧ جولات كاملة، بعد فوز الليفر على كريستال بالاس برباعية نظيفة وتعثر مان سيتي بالخسارة أمام مضيفه تشيلسي بهدفين لهدف ضمن نفس الجولة مساء الخميس، ليصبح الدوري الثاني من الكبار الذي تغلب على شبح كورونا كذلك ولم يؤثر في ترتيبه التوقف الذي حدث.

 

اقرأ أيضًا

مع توقف الكرة.. “نيمار” يعزف بيانو ولاعبون “على باب الله”

 

وأصبحت تلك بطولة خاصة لنجمنا المصري محمد صلاح، كونه أول مصري يحمل لقب الدوري الأغلى والأقوى بالعالم، وثاني عربي ينال هذا الشرف بعد الجزائري رياض محرز مع ليستر سيتي ومان سيتي من قبل.

الدوري الإيطالي

يهيمن نادي يوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي بالسنوات الثمانية الأخيرة، فلم يعرف الكالتشيو بطلاً سوى السيدة العجوز طيلة تلك المواسم، ومع تغير المعادلة تلك في بداية الموسم الحالي، مع ظهور منافس شرس هذه المرة بصفقات ومعنويات مختلفة مثل إنتر ميلان مع مدرب اليوفي السابق أنطونيو كونتي، توقع كثيرون منافسة كبيرة على اللقب وربما إنهاء احتكار البيانكونيري عليه.

ولكن مع المنعطف الأخير قبل مهاجمة فيروس كورونا لإيطاليا وتسببه في توقف النشاط، تراجع الإنتر عن منافسته الشرسة لليوفي بفارق 4 نقاط، ولكن مع ظهور متحدي جديد وبقوة وهو نادي لاتسيو بفارق نقطة فقط عن البيانكونيري.

ومع عودة الكالتشيو للاستكمال بالشهر الجاري تعادل الإنتر مع نابولي وابتعد عن اليوفي بفارق 8 نقاط كاملة، فيما أكمل القطب الثاني لمدينة روما السباق ولكنه ابتعد أيضًا بفارق 4 نقاط بعد نهاية الجولة الـ27 من عمر المسابقة وتبقي 11 مرحلة على النهاية، التي وارد أن تحمل الكثير من المتغيرات وكذلك قد تشهد استمرار احتكار يوفنتوس للقب الذي يتصدر ترتيبه حاليًا.