جاء إحياء اليوم الدولي لدعم ومساندة ضحايا التعذيب هذا العام، وسط حالة من الغضب العارم التي اجتاحت العالم، جراء مقتل المواطن الأمريكي جورج فلويد مختنقًا تحت أقدام أحد أفراد الشرطة، ما تسبب في تفجر تظاهرات عاصفة منددة بتلك الواقعة التي رصدتها عدسات المصورين على مرأى ومسمع من الجميع.
sss
وتحت شعار التعذيب: جريمة ضد الإنسانية “، أحيا العالم هذا العام اليوم الدولي، تزامنًا مع أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة يعيشها كافة قاطني الكوكب الأزرق، بعدما ضربه فيروس كورونا المستجد، إلا أن مناهضة التعذيب ودعم ضحاياه لم تسقط من أجندة الدول.
وفي الملف الذي أطلقنا عليه “أريد أن أتنفس” سعينا لإلقاء الضوء على عدد من الملفات القائمة على رصد ما جرى وطبيعة ما يجرى واستقراء المشهد العالمي المناهض للتعذيب، مستوحين هذا الشعار من آخر ما قاله “فلويد” قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
أمريكا بلد الحريات والتعذيب حتى الموت (كروس ميديا)
ففي مصر يصحبنا أحد الزملاء إلى صفحات من التاريخ المصري الذي رصد فيه عدة وقائع تعذيب تعرض لها مواطنون ألقت ببعض رجال الداخلية في أقفاص الاتهام ووضعت مصائرهم تحت عدالة قاض الأرض فمنهم من برئ ومنهم من أدين.
من عماد الكبير إلى مجدي مكين.. جرائم تعذيب قادت ضباطًا للمحاكمة
وعبر مجموعة من الفقهاء والخبراء في الملف الحقوقي في مصر، ألقينا الضوء على الوضع الراهن وجهود الدولة المصرية في هذا الملف الشائك الذي أثار حفيظة المصريين لسنوات عدة.
وعالميًا لم يختلف الوضع كثيرًا إذ تعددت وقائع التعذيب حول العالم حتى أن بعضها أفضى إلى الموت كما حدث في الولايات المتحدة، وكذلك بسجون الاحتلال الإسرائيلي وبعض المعتقلات.
إحدى زميلاتنا في فريق العمل جاب بين طيات التشريعات والقوانين والمواثيق العالمية والتي لم تكن بمعزل عما يجري بل سعى المشرعون لتطوير الصكوك القانونية والقواعد المعمول بها لمجابهة تلك الظاهرة الوحشية.
البعيدون عن السياسة وأهلها ظاهريًا كانوا شركائنا في هذا الملف فرصد زملاؤنا بعض الرياضيين الذين لطالما اعتبروا أحد أبرز عوامل الرقي والتحضر، إلا أنهم لم يسلموا من التعرض إلى هذا الملف، وستجد منهم من هو جان أو حتى مجني عليه.
زميلتنا الهادئة التي دومًا ما ترصد أخبار عالم الترفيه لم تكن بعيدة بما يكفي عن الانضمام لهذا الملف فعالم الفن كان شاهدًا غربًا وشرقًا على آليات التعذيب الممنهج سواء في فيلم التجربة الأمريكي أو البرئ المصري مرورًا بـ”بتوع الأتوبيس”.
“دماء على الشاشة الفضية”.. حكايات التعذيب من “ناصر” إلى “مبارك”
كذلك الجانب السيكولوجي للمعذِب أيضًا كان لزامًا علينا أن نلقي عليه نظرة متعمقة في الدوافع التي ربما يمكنك من خلالها معرفة كيف تصبح شخصًا وحشيًا في عدة خطوات، ولهذا عليك الحذر من هذا التحول.
اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب.. تشريح نفسي وسلوكي لشخصية الجلاد
“يعزف سيمفونية دموية هادئة”.. المُعَذِب ضعيف وعدواني
وفي ظل العتمة الغالبة على ملف التعذيب، إلا أنه كانت هناك جوانب مصيئة تساعد على استكمال السير في دعم الضحايا، وكان منها قضية تعذيب المواطن طلعت شبيب، والتي تعد أحد أبرز قضايا التعذيب في مصر، والذي تمكن فيها من الحصول على حكم بإدانة المتهمين.
وحتى تربية الأطفال لم تعد سهلة كما كانت، فبعض الأهالي صاروا يستخدمون بعض آليات التعذيب عن غير قصد، كالحرق والاعتداء الجسدي واللفظي بغرض التربية، إلا أن تلك الطرق تعد تعذيبًا يعاقب عليها القانون.
“تعذيب الأطفال”.. ميلاد مريض نفسي جديد فى المنزل
كذلك لم نغفل الأساليب الوحشية التي استخدمت في التعذيب، والتي فاقت في بشاعتها في بعض الأحيان التخيل، حيث أشرنا إلى 10 أساليب منها.
قفص الفئران والنعش المعلق.. أشهر 10 طرق تعذيب ابتكرها البشر عبر التاريخ
ويرتبط ملف التعذيب في الكثير من الأحيان، بالمعتقدات الدينية، حيث تُمارس في هذا الصدد انتهاكات واسعة، حفلت بها حقب التاريخ المختلفة.
كل ما ستجده في هذا الملف لم يحمل سوى السعي وراء إنقاذ ما تبقى من إنسانيتنا وإضاءة بضع شموع أمام الباحثين وصناع الرأي والقرار، علنا نكون سببًا في إنقاذ شخص قد يتعرض لأبشع ما يمكن لبشري أن يتعرض له، آملين في جعل العام المقبل عامًا خاليًا من التعذيب، وأن يجعلنا نتنفس الحرية.