خلال الفترة القليلة الماضية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الصحفية المحلية منها والعالمية بخبر تصنيع أول روبوت مصري في المجال الطبي، جاء ذلك تماشيًا مع الاتجاه العالمي نحو استخدام التكنولوجيا في مكافحة جائحة كورونا، التي تسببت في سقوط الآلاف من الأطقم الطبية حول العالم، بين وفاة وإصابة.

مخترع “روبوت كورونا”: هدفي مساعدة الأطباء وتقليل الإصابات.. ومثلي الأعلى صلاح (حوار) 

وبعد أكثر من شهرين من العمل في محاولة منه لمساعدة الأطقم الطبية في تجاوز أزمة تفشي فيروس كورونا، صمم المهندس محمود الكومي، إنسانا آليا “روبوت” يتم التحكم فيه عن بعد، يساعد بشكل كبير الأطباء في التعامل مع مصابي كورونا دون الاحتكاك بهم، وفي حوار خاص مع صاحب الابتكار، سنتعرف على ما يقدمه “الروبوت” بعد تطويره.

تخرج “الكومي”، والذي يبلغ من عمره 27 عاما في كلية الهندسة بجامعة طنطا عام 2017 متخصصا في مجال “الميكاترونيات”، ومنذ تخرجه حلم أن يقدم شيئًا يكون علامة فارقة ومميزة في مجال التكنولوجيا، عمل مع العديد من الجهات المسؤولة في الدولة في مشاريع خاصة بها، لكنه لأول مرة منذ تخرجه يعمل في مشروع خاص باسمه وهو “الروبوت كيرا” الذي لازال في مراحل تطوره.

بداية.. ما الأسباب التي دفعتك لتصنيع “الروبوت”؟

كما تقول الحكمة الرائجة “الحاجة أم الاختراع”، فقد أصبحنا في أزمة تفشي فيروس كورونا في  مصر، والتي سجلت نسبة عالية من الإصابات والوفيات بين الأطقم الطبية، ومن هنا جاءت فكرة الروبوت، خاصة أن هناك تجارب دولية سبقت مصر في إصابات الفرق الطبية، وشاهدنا ما حدث للنظام الطبي بسبب احتكاك الأطقم الطبية بالمصابين ، ما أدى إلى انهيار المنظومة الصحية، فجاء التفكير في إنتاج الروبوت من أجل المحافظة على الأطقم الطبية والمنظومة الصحية عمومًا.

وماهي مراحل تطور الروبوت وكم استغرقت من الوقت للانتهاء من تصنيعه؟

تم إنتاج الروبوت على 3 مراحل، الأولى “كيرا- 1” ومن تطويرها إلى المرحلة الثانية “كيرا-2 ” تم الانتهاء منهما بعد عمل دام شهران ونصف، أما المرحلة الثالثة والنهائية ” كيرا -3″ مازلنا نعمل على تطويرها، وسأنتهي منها في غضون شهر أو شهرين على الأكثر، وسيكون متطورًا بقدر كبير وبه كل الإمكانيات التي صنع من أجلها.

 

اقرأ أيضًا:

الصيادلة واتهامات التربح من “كوورنا”.. ملاذ المصابين الأخير يئن من الشكوى

 

ما تم ظهوره إعلاميا خلال الفترة الماضية هو ” كيرا-1″ المحطة الثانية من مرحلة تطوير الروبوت، والذي يستطيع أن يقوم بقياس درجة حرارة الجسم، وأخذ مسحات من الأشخاص المشتبه في إصابتهم.

ما التكلفة المالية للتصنيع.. وهل هناك أي مصدر مساعدات أم هو تمويل ذاتي؟

تكلف الروبوت في نسخته الأولى ما يقرب من 150 ألف جنيه، لكنه حتى الآن لازالت التكلفة النهائية غير محسومة، حيث إنه مازال في مراحل تطويره، أما عن مصادر التمويل فقد تبنى رجل أعمال، الأمر منذ بدايته ودفع مبلغ ماليًا لإنتاج الروبوت.

والانتهاء من تطوير الروبوت متوقف فقط على توفير بعض القطع التي نحتاجها والوصول لصورته النهائية.

 

هل تواصل معك أي أحد من الجهات المسؤولة لتبني فكرة الروبوت للتنفيذ؟

نعم تواصلت معي كل الجهات تقريبًا من المحافظة، للوزراء لجهات أمنية، وهناك تحفيز شديد للفكرة، وفي انتظار الانتهاء منها والوصول لصورته الأخيرة.

 

اقرأ أيضًا: لماذا يوافق المصريون على انتهاك الهواتف الذكية لحياتهم الشخصية؟

 

 

هل هناك فريق عمل يساعدك؟

نعم .. فالجزء الفني والتقني مسؤوليتي، أما الجزء الخاص بالأبحاث والإداريات والتواصل مع الإعلام مسؤولية أفراد آخرين في فريق العمل.

ما الاستفادة التي تراها في استخدام مصر لهذا الروبوت؟

هناك العديد من الفوائد التي تعود على مصر، أولا  الروبوت مخصص لأن يعمل في المستشفيات والبنوك والمولات التجارية وغيرها، ثانيًا يستطيع الروبوت أن يتعرف على المشتبه في إصابتهم، وبذلك يقلل من فرصة مخالطة المصابين وبناء عليه يقل عدد المصابين.

كذلك يعمل على تقليل الاحتكاك بين الأطقم الطبية والمصابين، وخاصة أن شخصًا واحدًا يستطيع أن يتحكم في الروبوت عن بعد، ما يقلل من نسبة الإصابات والوفيات بين الأطقم الطبية، إلى جانب الخروج من أزمة التكلفة العالية لإنتاج المستلزمات الصحية لأن الروبوت يتعامل هو مع المرضى في أخذ المسحات وقياس الحرارة وغيرها من الأشياء، بالإضافة إلى أن به خاصية التعقيم الذاتي كيمائيًا وأيونيًا وإشعاعيًا.

هل هذه أول تجاربك في التصنيع؟

لا قمت بتصنيع وتطوير بعض الأشياء الأخرى، لكنها كان في إطار مؤسسي كان من بينها الفنية العسكرية، لكن هذه أول تجربة تخرج للنور باسمي.

ما هي الصعوبات التي واجهتك في تصنيع الروبوت؟

أولا عدم توافر الخامات في السوق المصرية، ثانيا تهالك البنية التحتية للبحث العلمي في مصر ما أدى إلى  وصعوبة الحصول على الأدوات المستخدمة في الروبوت.

كيف ترى خدمة التكنولوجيا للبشرية في أزمة كورونا؟

استطاعت التكنولوجيا أن تخدم البشرية كثيرًا خلال السنوات الماضية، لكن هذا ظهر بوضوح مع أزمة كورونا، فقد لجأ الكثير من دول العالم إلى استخدام الروبوت سواء في المجال الطبي وغيره لتقليل نسبة الإصابات ولتحقيق فكرة التباعد الاجتماعي التي أوصى بها العديد من الأطباء وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية.

 

هل ترى أن هناك إمكانية في أن تتبنى المشروع جهة دولية؟

نعم هناك العديد من الجهات الأجنبية تواصلت معي خلال الفترة الماضية، وهي تنتظر النسخة النهائية من الروبوت.

من مثلك الأعلى؟.. ولماذا؟

لاعب الكرة محمد صلاح، ليس فقط لأنه لاعب كرة عالمي، ولكني آراه سفيرًا لمصر بالخارج، اىستطاع أن يمثل مصر تمثيلا يحتذى به أمام دول العالم.

كيف تقيم مستوى مصر في البحث العلمي؟.. وهل ترى أننا نسير في الاتجاه الصحيح؟

مستوى مصر في البحث العلمي بدأ في التطور إلى حد ما، لكنه مازال يفتقر إلى الكثير، بالإضافة إلى أن البنية التحتية للبحث العلمي تحتاج إلى إعادة نظر والعمل على تقويتها والاهتمام بها أكثر من ذلك.