في سابقة طريفة، خاطب برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة، على حسابه الرسمي الناطق باللغة العربية في “تويتر”، حجي عبد الله، زعيم “داعش” الجديد بالقول: “إن صورتك هذه ليست بجميلة إطلاقا! اطلب من أصدقائك الإرهابيين أن يبعثوا لنا صورة أجمل لو سمحت”!، في حين ذكرت وسائل إعلام عراقية محلية أنه من الصعب إلقاء القبض عليه، لأنه شديد الحذر.
جاء هذا الطلب الفريد من نوعه، بعد تكرار نشر صورة يبدو فيها “عبد الله” متجهمًا، ويُعتقد أن الصورة تعود إلى عدة سنوات مضت، ما يعني أنها قديمة، ولا تصور ملامحه الحقيقية حاليًا، وأن البرنامج في حاجة إلى استبدال هذه الصورة بأخرى أحدث.
وأعلن البرنامج على صفحته، عن أنه تم مضاعفة “المكافأة” المالية المرصودة لمن يدلي بمعلومات قد تؤدي إلى القبض على “حجي عبد الله”، واسمه الحقيقي محمد سعيد عبد الرحمن المولى الصلبي، إلى 10 مليون دولار، مشيرا إلى أنه “مع هزيمة داعش في ساحة المعركة، لا تزال الولايات المتحدة مصممة على تحديد وإيجاد قادة التنظيم الإجراميين. حان الوقت للعدالة!”
وبهذا الإعلان، تم زيارة المكافأة المالية المعروضة على أي شخص سيسلم معلومات ستتيح القبض على زعيم “داعش” الجديد، إلى الضعف، من خمسة إلى عشرة ملايين دولار.
وقالت وزارة الخارجية، في تغريدة عبر حساب برنامج: “مكافآت من أجل العدالة”: “إلى الأخوة أهل الغيرة العراقيين، قام هذا الإرهابي الـداعشي حجي عبد الله، بجرائم لا تعد ولا تحصى ضد الأبرياء من إخوانكم. تواصلوا معنا إن كانت لديكم معلومات تؤدي إلى التعرف عليه أو تحديد موقع هذا الإرهابي”.
وذكرت وسائل إعلام عراقية محلية أنه من الصعب إلقاء القبض على الرجل، لأنه شديد الحذر، ويستخدم في تنقلاته أسماء أخرى مثل “أبو عمر التركماني، وأبو عمر عبد الله، وعبد الأمير الصلبي”، ما يصعّب مهمة اعتقاله، أو معرفة أي معلومات قد تؤدي إلى القبض عليه.
وتؤكد جميع الروايات أنه تخرج في جامعة الموصل، وأنه كان ضابطًا سابقًا في الجيش العراقي، وتم فصله من الخدمة العسكرية بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2013، وكان في بادئ الأمر باحثًا دينيًا في تنظيم “القاعدة” قبل إنشاء “داعش”، وصدر له كتاب بعنوان “مسائل في فقه النوازل”، وترقى إثر صدور هذا الكتاب، ليتولى دورًا قياديًا كبيرًا في التنظيم.
اللجنة المفوضة
وأشرف “حجي” على ما يسمى “اللجنة المفوضة” منذ أواخر 2018، وهي الجهة المنوط بها إدارة تنظيم “داعش”، وكانت تشرف على “الدواوين الداعشية”، كما تتولى التواصل والتنسيق مع أفرع التنظيم الخارجية، واختيار «ولاة» داعش في سوريا والعراق وخارجهما.
وأضاف الموقع أن “عبد الله” هو أحد منظّري “داعش” القدامى، وقد ساعد في تبرير اختطاف وذبح الأقلية الدينية الإيزيدية في مدينة سنجار شمال غربي العراق، والمتاجرة بهم، وتولى زعامة التنظيم بعد مقتل أبو بكر البغدادي في غارة أمريكية.
وثمة معلومات حول وجود علاقة قديمة بين “حجي” وجهاز الاستخبارات التركي، وذكرت صحيفة “القدس العربي” التي تصدر في لندن، في تقرير لها نشرته منتصف يناير الماضي، أنه قد يكون قام بـ “دور فاعل” خلال مفاوضات مع الجانب التركي من أجل إطلاق سراح الدبلوماسيين الأتراك الذين احتجزهم تنظيم “داعش” في الموصل عام 2014. وقد قام “حجي” بنقلهم بنفسه من مدينة الموصل إلى منطقة آمنة، ومنها توجهوا إلى تركيا.
ويتردد في العراق حاليًا أنه يستخدم اسم “أبو عمر التركماني” لإرضاء الدولة التركية، والتعمق في علاقاته مع الأتراك، وأنه ليس من المستبعد وجوده في مدينة إدلب، التي تسيطر عليها فصائل موالية لأنقرة.