يبدو أن سمة الفوضى لا تريد أن تترك حال الرياضة في مصر عامة، وكرة القدم خاصة، فبعد قرار الدولة متمثلة في الحكومة باستئناف النشاط الرياضي مرة أخرى في 25 يوليو المقبل، بعد فترة توقف طويلة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، انطلقت حملات رفض وغضب من بعض الأندية على رأسها الزمالك لهذا القرار مفضلين بدء بطولة جديدة.

وقاد مرتضى منصور، رئيس الزمالك، حملة الرفض، وأعلن أنه لن يلعب الدوري ولن يتحمل مسئولية أي إصابة، ودعمه مجلس إداراته، ثم تلاه قائد الفريق شيكابالا وكل اللاعبين، قبل أن تثبت إصابة حارس مرمى الفريق الأول محمد عواد.

هذا التصعيد الأخير تسبب في زيادة نبرة الغضب والرفض من قبل الزمالك ورئيسه لعدم استكمال المسابقة، خاصة مع ظهور عدة حالات في بعض الأندية بعد إجراء المسحات الأولى والثانية لكل فرق الممتاز، وقوبل كل ذلك الضجيج بحسم وثبات من قبل الوزير واتحاد الكرة، اللذان أكدا أنه لا مفر من تنفيذ قرار الدولة باستكمال المسابقة وأن من يخالف سينال جزاءه وفقًا للوائح والقوانين الخاصة بمعاقبة الممتنعين عن تنفيذ القرارات واللعب واستكمال المسابقة.

 

الخطيب ومصلحة النادي

على الجانب الآخر، يتمسك النادي الأهلي ورئيس مجلس إدارته محمود الخطيب بشدة بمصلحة النادي، باستكمال الدوري كما أعلن الوزير والوقوف بجانب قراراته لأنها تهدف للصالح العام، بيد أنها تحمل صالح النادي أيضًا الذي يحتل صدارة الدوري المتوقف بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه، ونظريًا المرشح الأبرز للفوز باللقب، وبالتالي عدم استكمال البطولة سيحرمه من لقب هذا العام على الأقل، وسيغضب جماهيره ضد مجلس الإدارة لتفريطه في بطولة سهلة إذا ما حدث العكس وتم إلغاؤها.

 

اقرأ أيضا:

 استئناف الدوري.. 5 مشاهد ترسم ملامح العودة المنتظرة

 

لتصبح الفوضى  متصدرة المشهد الكروي والرياضي بمصر، وربما تكون أكثر خطرًا من فيروس كورونا، ناهيك عن التلاسن والتراشق وتبادل الاتهامات والإهانات بشكل يومي بين القطبين عن طريق قناتيهما الفضائيتين، والقريبون من مجلسي الإدارة والمدافعون عن موقف كل فريق يخصه، وكذلك بعض الصحفيين والإعلاميين، ويبقى مصير استكمال الدوري بين مطرقة مصلحة الأهلي وقرار الدولة وسندان الرفض الزملكاوي، فمن سينتصر بالنهاية؟.

 

حالة كورونا ورفض عام

ظهور محمد عواد، حارس الزمالك، وإعلانه عن إصابته بفيروس كورونا المستجد، كان بمثابة تصعيد كبير وخطير لمنحنى الأزمة، فرغم خطورة المرض المستجد إلا أن آخرين أكدوا أن هذا محض افتراء من أجل مصلحة الزمالك وبتخطيط من رئيسه.

وكان على رأسهم إعلامي رياضي كبير ينتمي للنادي الأهلي في تلميح واضح لذلك الأمر، ثم قام كل لاعبي الزمالك بعد ذلك بإعلان عدم اللعب نهائيًا وعصيان قرار الحكومة والوزير، تضامنًا مع قرار مجلس إدارة النادي.

 

:اقرأ أيضا

عودة الدوريات الأوروبية.. قوة الأداء تحرج جمود الدوري المصري 

 

منع مرتضى من الظهور إعلاميًا

تسربت  تقارير تؤكد اتخاذ قرارًا بمنع ظهور مرتضى منصور على قناة الزمالك نهائيًا، حتى في المداخلات لحين إشعار آخر بسبب ما يقوم به من تراشق وإهانات غير مبررة تشعل الأجواء بالوقت الحالي، بحسب مراقبين.

وقرر النادي عقد اجتماع طارئ اليوم “الأحد” لاتخاذ قرارات مهمة، والحصول على رأي أعضاء المجلس “في موضوع هام وخطير يمس كرامة النادي” على حد وصف البيان، قبل أن يقرر تأجيل اجتماعه الطارئ ذلك لمدة 48 ساعة بدون أسباب معلنة.

 

اتحاد الكرة 

تمسك اتحاد الكرة المؤقت الذي يرأسه عمرو الجنايني، بموقفه الحاسم في استكمال المسابقة والمضي في كل خطواته الاحترازية التي يقوم بها خلال الفترة المقبلة، حتى يصبح كل شيء جاهزًا، لاستئناف الدوري المتوقف مرة أخرى وفقًا للموعد المعلن من الحكومة والوزير، وكذلك الخطة التي حددها حتى تكون العودة مؤمنة من كافة النواحي حرصًا على سلامة كل المنظومة.

كما عقد جلسات مع أغلب الأندية الرافضة بالدرجتين الأولى والثانية، من أجل طمأنتهم بشكل كامل على العودة، فيما أكد تطبيقه لكافة العقوبات واللوائح المنصوص عليها لدى الاتحاد، على أي نادٍ يخالف قراره وقرار الدولة في هذا النطاق، إعمالاً بمبدأ أنه من يدير المسابقة وليس الأندية، التي ليس عليها سوى الامتثال لقراراته أو التعرض لعقوباته الواضحة.

 

العقوبات المنتظرة

تنص لائحة اتحاد الكرة الأساسية، على هبوط أي نادٍ يصر على الانسحاب من المسابقة المحلية ورفض المثول لقرار استكمال الدوري، للدرجة الأدنى، وبالتالي سيكون على الزمالك الهبوط للدرجة الرابعة بالإضافة لغرامة مالية كبيرة، وكذلك الحرمان من المشاركة في مسابقات الاتحاد لمدة عام.

وكان اتحاد الكرة قد أكد من قبل، أن موقف الزمالك لا استثناءات فيه ويخضعه للائحة، وأن الهبوط للدرجة الرابعة مع العقوبة المالية سيكونان العقوبة المنتظرة له حال الاستقرار على الانسحاب.

وهذا سيكون مفجع لكل عشاق القطب الكروي الثاني في مصر والوطن العربي، وبالتالي ستكون هناك أزمات أكبر بالشارع الكروي المصري ربما لا يتم السيطرة عليها مستقبلاً.

فيما يراهن “مرتضى” على قرار إلغاء المسابقة وهي نسبة ضئيلة للغاية، لذلك يلوح بالانسحاب، ومنتظر في حالة استكمال المسابقة وتنفيذ الاتحاد والوزارة قرارهم بالفعل، أن يلجأ منصور للعدول عن قراره ذلك وهو الأمر الذي اعتاد عليه كثيرًا في عدة قضايا وانسحابات سابقة له وللنادي الأبيض.

مخرج للأزمة

رغم إصرار الزمالك على الرفض بالوقت الحالي بكل ما أوتي من قوة، وكذلك الأهلي الذي يتمسك بقوته باستكمال المسابقة المتوقفة، وأيضًا وزير الرياضة واتحاد الكرة بتنفيذ قرارهما، تتبقى حلول قليلة للغاية للخروج من تلك الأزمة بدون أزمات أكبر من التي تعيشها البلاد وخاصة الوسط الكروي.

فبخلاف عودة الزمالك في قراره لتفادي العقوبة بالهبوط للدرجة الرابعة، في حال تمسك الكل باستكمال الدوري، وهو حل مقبول للأغلبية، هناك حل آخر بإنهاء المسابقة المتوقفة بنفس ترتيب جدولها قبل الإيقاف كما حدث بالدوري الفرنسي على سبيل المثال، وإعطاء الأهلي اللقب، وبدء مسابقة جديدة في موعدها الطبيعي منتصف أغسطس أو أول سبتمبر المقبل، لكن حتى مع تلك الحلول يظهر العناد والرفض من جانب مجلسي إدارة القطبين، لتبقى الأزمة سارية إلى أجل غير مسمى!.