حذرت دراسة بعنوان «مشكلة الإرهاب المتزايد في الولايات المتحدة» أعدها الدكتور سيث ج. جونز، مدير مشروع “التهديدات العابرة للدول” في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، من تزايد احتمالية وقوع “أعمال إرهابية داخلية” خلال الانتخابات الرئاسية، المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل.

وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في تقرير لها عن الدراسة، أمس الأول، أن “العنف الذي تمارسه الجماعات والأفراد اليمينيون، قد يبرز كواحد من أخطر التهديدات الإرهابية التي تواجهها سلطات إنفاذ القانون داخل الولايات المتحدة، حيث أظهر تحليل البيانات أن معظم الهجمات والمؤامرات طوال الـ 25 عاما الماضية جاءت من اليمين المتطرف”.

 

 

اقرأ أيضًا:

أمريكا تطلب “صورة جميلة” من زعيم داعش!.. لماذا من الصعب القبض عليه؟

 

وأشارت الدراسة إلى أن مصدر هذا “التهديد المحتمل” ليس جماعات اليمين المتطرف، التي يهدد بعض أنصارها باللجوء إلى العنف ضد معارضي الرئيس الحالي دونالد ترامب، فحسب، بل إن الجماعات اليسارية المتشددة قد تشكل أيضا تهديدا إرهابيا كبيرا، خاصة في ظل سعي ترامب إلى حظر منظمات مثل “أنتيفا”، بتهمة التشجيع على العنف والتخريب خلال المظاهرات الأخيرة.

 

ودعت الدراسة إلى ضرورة قيام كل أطراف المجتمع في الولايات المتحدة بدور مهم في مواجهة الإرهاب، معتبرة أن هناك حاجة ملحة إلى أن يشجع السياسيون الأمريكيون، وفي مقدمتهم ترامب، على إظهار المزيد من “التحضر” وتجنب اللهجة العدائية في المعترك السياسي، وتجنب أي أعمال عنف من شأنها الإضرار بـ “القيم الديمقراطية الأمريكية”، التي ستتلقى ضربات موجعة حال استمرار الاحتقان السياسي الراهن في البلاد.

“مقاتلون من أجل ترامب”

يرجّح “جونز”، في الدراسة، أن يزداد التهديد الإرهابي في الولايات المتحدة خلال الفترة المتبقية من عام 2020 والعام المقبل، وأن تكون الانتخابات الرئاسية مصدراً كبيراً لمشاعر “الغضب والاستقطاب” الذي ستزيد من إمكانية وقوع حوادث الإرهاب، منوها إلى أن عددا كبيرا من الناس في الولايات المتحدة قد فقدوا إيمانهم بـ “الحلم الأمريكي”، جراء اندلاع الاحتجاجات العنيفة المناوئة للعنصرية إثر مقتل جورج فلويد على أيدي الشرطة يوم 25 مايو الماضي. 

 

واستعانت الدراسة بوثائق ومقاطع مصورة تحتفظ وزارة العدل الأمريكية، أظهرت بعض المتطرفين اليمينيين الذين يسمون أنفسهم «مقاتلون من أجل ترامب»، وهم مدججون بالأسلحة، ما يشكل تهديدا للأمن القومي للبلاد، منوهة بأنه إذا ما خسر ترامب، قد يلجأ بعض المتطرفين إلى العنف بدعوى حدوث “تلاعب” في عمليات التصويت، وهو الأمر الذي ذكره الرئيس بنفسه في إحدى تغريداته على موقع “تويتر”، أو بحجة أن انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن رئيسا سيقوض أهدافهم المتطرفة، أي أنهم – في النهاية- سيجدون مبررا ما، للجوء إلى العنف والإرهاب.

المدير التنفيذي لـ “مؤسسة الحقوق الغربية”: نحن قلقون للغاية من فكرة أي نوع من القانون يخلق تعريفًا قانونيًا حول الإرهاب المحلي

من جهة أخرى، أوضح “جونز” أن ثمة احتمالية قائمة لأن تلجأ بعض عناصر اليسار المتطرف – بدروها- إلى تنفيذ عمليات إرهابية ضد أنصار اليمين، إذا ما أُعيد انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية، حيث سبق أن مارست كل من الشبكات “اليمينية واليسارية” المتطرفة أعمال العنف ضد بعضها بعضاً، في ولايتي كاليفورنيا وفيرجينيا عام 2017، مما يعني وجود إمكانية لتصاعد العداء بين الطرفين أثناء أو بعد الانتخابات.

وشددت الدراسة على ضرورة وضع تعريف قانوني محكم لـ “الإرهاب المحلي”، من شأنه ردع أي مخططات إرهابية قد ينفذها أنصار اليمين أو اليسار على السواء، خلال الفترة المقبلة، والتي اعتبرها “فترة حساسية ومصيرية” بالنسبة إلى مستقبل الولايات المتحدة.

وتعليقا على ذلك، قال إيريك وارد، المدير التنفيذي لـ “مؤسسة الحقوق الغربية” في تصريحات لـ “الجارديان”: “نحن قلقون للغاية من فكرة أي نوع من القانون يخلق تعريفًا قانونيًا حول الإرهاب المحلي، فهناك قوانين بالفعل تواجه تحديات هذه اللحظة”، فيما دعا ماكس روز، عضو الكونجرس، إلى استحداث “تصنيف رسمي” للجماعات اليمينية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي لها روابط ذات طبيعة دولية مع منظمات إرهابية أجنبية.