رفض الاتحاد الأوروبي، السبت، طلبا تقدم به نواب أمريكيون، الجمعة، لإدراج جماعة «حزب الله» اللبنانية، بذراعيّها السياسي والعسكري، “منظمة إرهابية”، فيما أعلنت دولة كوسوفو وحدها، عن تصنيف الجماعة بالكامل تنظيما إرهابيا دوليا.

وبرر الاتحاد رفضه هذا الطلب بأن الجماعة “جزء لا مفر منه من المشهد السياسي اللبناني”، وأنه “سيواصل العمل مع الحكومة اللبنانية بأسرها” من أجل حل المعضلة السياسية والتدهور الاقتصادي الحاصل في البلاد، ما يعني ضرورة إبقاء “خط اتصال مفتوح” مع “حزب الله”، حتى إشعار آخر.

وتقدّم أربعة مشرعين في الكونجرس الأمريكي بمجلسيّه “النواب والشيوخ”، أمس، بمخاطبة رسمية إلى الاتحاد الأوروبي، طالبوا فيها بإدراج جماعة «حزب الله» اللبنانية، بذراعيّها السياسي والعسكري، “منظمة إرهابية”، بما في ذلك حظر أنشطة الجماعة في القارة الأوروبية، ومنعها من إقامة الفعاليات السياسية، أو تلقي أي تمويلات مالية من مواطنين أو مصارف تعمل في نطاق دول الاتحاد. وذلك وفقا لموقع «ذا هيل» الأمريكي.

 

أوروبا.. خزانة “حزب الله”

كان الاتحاد الأوروبي، صنف الجناح العسكري للجماعة تنظيما إرهابيا، دون السياسي، في يوليو 2013، مبررا استثناء الجناح السياسي للجماعة من ذلك بأنه محاولة لإبقاء “قنوات مفتوحة” معها للحفاظ على الدور الأوروبي في لبنان، خصوصا أن “حزب الله” تمتلك الكثير من النفوذ في الشأن اللبناني، وهو الأمر الذي طالب المحتجون في بيروت ومدن أخرى بإنهائه، محملين الجماعة مسؤولية الأزمة الراهنة التي تمر بها البلاد. 

 

اقرأ أيضًا:

تحذيرات من “إرهاب داخلي” خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية

 

وقدم الطلب كل من النواب: مارشا بلاكبيرن، ولي زيلدن، العضوان في الحزب “الجمهوري”، وجاكي رووزين، تيك دويتش، وهمن من نواب الحزب “الديمقراطي”، الذي أرسلوا خطابا ممهورا بتوقيعاتهم، إلى بعثة الاتحاد الأوروبي في العاصمة الأمريكية، واشنطن.

وجاء في الطلب، على لسان النواب الأمريكيين الأربعة، أن “السماح بمواصلة أنشطة جماعة “حزب الله” السياسية في أوروبا، يمكنّه من جمع الأموال وتمويل الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها في مختلف دول العالم”، مشيرين إلى نشاط الجماعة يمتد عبر القارات على طيف واسع من الدول، منها بلدان في أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وأن “حزب الله” يقوم بأعمال غير مشروعة منها تهريب المخدرات على نطاق دولي، من أجل تمويل نشاطاته الإرهابية.

 

وقال النواب في خطابهم: «لسوء الحظ، استخدم (حزب الله) أوروبا بشكل متزايد كمنصة إطلاق لأنشطته الإجرامية والإرهابية، بما في ذلك غسل الأموال وتهريب المخدرات والتجنيد والتدريب». وتابعوا: «أنتجت أنشطة جمع الأموال والأنشطة التجارية غير المشروعة للجماعة عائدات سنوية إضافية تستخدمها المنظمة لدعم إرهابها الدولي، ما جعل أوروبا بمثابة خزانة الجماعة”.

وحظرت ثلاث دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، هي ألمانيا، وبريطانيا، وهولندا، من قبل، ثم كوسوفو اليوم، أنشطة “حزب الله” بالكامل، وأغلقت جميع مكاتبه بعد شن حملات مداهمات واعتقالات طاولت أعضاء في الجماعة ومتعاطفين معها، فيما استمرت باقي دول الاتحاد في الفصل بين جناحيه العسكري والسياسي حتى الآن.

ووجه النواب في نهاية خطابهم الترحيب والشكر، بالإجراءات التي اتخذتها الدول الأوروبية المشار إليها، بحق أعضاء وقيادات في «حزب الله» مثمنين “عمل هذه الدول الجاد لأجل إصدار تصنيف رسمي للحزب بأذرعه كافة منظمة إرهابية، وحظر أنشطته داخل حدودها”.

 

اقرأ أيضًا:

“سماسرة الخداع”.. لماذا يدعم الغرب المشروع الصهيوني؟

 

من جانبه، قال المتحدث باسم الاتحاد، في تصريحات اليوم، إن “الجناح السياسي لـ (حزب الله) هو جزء لا مفر منه من المشهد السياسي اللبناني، منوها إلى أنه “نظراً لتعقيد التوازن السياسي بين المجتمعات في لبنان، والوضع الهش الراهن في المنطقة، فإن الاتحاد الأوروبي لا يزال مقتنعاً بأن الانخراط في حوار بناء مع جميع الاحزاب السياسية الموجودة في البلد يظل مفتاحاً لاستقرار لبنان”.