هل تخيلت يومًا أن تشارك في عمل فني يحكي قصتك الحقيقية؟، هذا ما حدث مع “هند البنا”، الشابة المصرية البالغة من العمر 36 عامًا، والتي أصيبت بحروق في يديها منذ 18 عامًا، في مطبخ منزلها، لتبدأ رحلة طويلة من المعاناة مع التنمر والرفض المجتمعي، حتى قررت نقل تلك الرحلة والتجربة المريرة في عمل توعوي عن مصابي الحروق.

أطلق مجموعة من طلاب قسم الإعلام بكلية الآداب بجامعة بنها، حملة توعية عن التنمر ضد المصابين بالحروق، وفيلمًا وثائقيًا بمشاركة مصابات حقيقيات بالحروق، يحكين تجربتهن المؤلمة في العمل، وتم اختيار “هند” لتكون إحدى بطلات فيلم “الدرجة الثالثة” الذي يدعو لتقبل المصابات بالحروق.

دعم المشاهير

بعد الإعلان عن الحملة، بدأت العديد من الوجوه الإعلامية المعروفة توجه الدعم لها، ومنها الفنانة ناهد السباعي، والفنان تامر هجرس، والداعية الإسلامي مبروك عطية، معربين عن سعادتهم بخروج عمل يوثق معاناة ضحايا الحروق.

 

اقرأ أيضًا:

في الذكرى السابعة لـ30 يونيو.. 5 وجوه نسائية فجرت الثورة المصرية

 

يحكي الفيلم عن سيدات تعرضن للحروق التي تسببت في انعزالهن اجتماعيًا، وتعرضهن للنبذ أيضًا من قبل المحيطين، وهو ما حدث مع “هند”، فعقب إصابتها بحروق في يديها، فُصلت من عملها في 2007 بإحدى المدارس بزعم أن الأطفال تخاف منها ومن شكل يديها، وتعرضت أيضًا للعديد من المواقف القاسية عند قدوم أحد لخطبتها.

 

حصلت “هند” على بكالوريوس خدمة اجتماعية، وهي كاتبة، صدر لها ثلاثة كتب جماعية، هي بداية وانعكاس و35 علامة تعجب، وكتاب منفرد بعنوان مملكة عشق، ولقبت في الأوساط الثقافية بـ”هند شهزاد” لعشقها للحكي وتأثرها بشخصية شهرزاد الأسطورية.

خيبات أمل

تعرضت “هند” للكثير من العثرات التي تراها خيبات أمل في طريقها بسبب إصابتها بالحروق، فهي لم تحصل على وظيفة دائمة بسبب تلك الحروق، كما أنها لم تنعم بالاستقرار العاطفي لهذا السبب أيضا، ليكون الفيلم الوثائقي مرآة لحياتها.

ربما الخيبة الأكثر وجعا كما تراها “هند” هي فشل قصة عاطفية استمرت نحو 4 سنوات، وقبل التجهيزات النهائية للفرح طلب خطيبها منها إجراء عملية جراحية في يدها فرفضت لتنتهي القصة مع ندبة جديدة بقلبها.

 

اقرأ أيضًا:

قضايا المرأة في السينما.. انتصار مبكر ثم خذلان في الأعمال الحديثة 

 

قررت “هند” تدشين مبادرة بعنوان “احتواء مصابي الحروق”، للمطالبة بحقوق مصابي الحروق في مصر والوطن العربي، ورفض تعرضهم للتنمر، وتحمل المبادرة أيضًا جانبًا توعويًا حول كيفية التعامل مع الحروق ودرجاتها، واستقبال المصابين بالحروق لتقديم الدعم لهم.

الحياة لن تنتهي

“الحياة لن تنتهي”، هذا هو الشعار المصاحب لـ”هند” طيلة حياتها، وهو ما تحاول نقله من خلال الفيلم للجمهور والمجتمع، ومن المقرر عرض الفيلم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي عقب الانتهاء منه، ثم المشاركة به في عدة مهرجانات وفقا للقائمين على إعداده.

 

أحمد عبد الرحمن، الطالب بقسم الإعلام بكلية الآداب، وأحد الطلاب القائمين على العمل، قال إن هدف الفيلم نبذ كل مظاهر العنف ضد المصابات بالحروق، تلك الفئة التي تعاني من تشوه طيلة الحياة، والمحيطون يعملون على زيادة الأمر بممارسة التنمر ضدهن، بالرغم من أن الدور المجتمعي يجب أن يكون بث الثقة فيهن، لأنهن تعرضن لحادث لا يد لهن فيه.