ربما يعد “كورونا” من أخطر الفيروسات التي هاجمت العالم بشكل جدي منذ الإنفلونزا الإسبانية القاتلة عام 1918، والتي قتلت ملايين البشر، فطوال القرن الماضي مر على العالم الكثير من الأوبئة.

وأوقف كورونا كافة المجالات الأخرى بالحياة وعلى رأسها الرياضة عامة وكرة القدم خاصة، التي تعاملت معه بكل حزم وصرامة حتى عادت أغلب وأكبر الدوريات الأوروبية لنشاطها مرة أخرى وكذلك باقي دول العالم ومنها الشرق الأوسط ومصر قريبًا.

 

اقرأ أيضًا:

استكمال الدوري ورفض الزمالك.. تصعيد متبادل ومصير مجهول

 

ولكن ورغم خطورة كورونا عن الأوبئة التي هاجمت الكرة الأرضية سابقًا، إلا أن البشر استطاعوا التغلب عليه نسبيًا وعادت الحياة لطبيعتها تدريجيًا في الرياضة وكافة المجالات بعد توقف كامل لمدة قاربت الـ4 أشهر، فكيف تعامل العالم مع أخطر الأوبئة السابقة التي هاجمت الأرض؟.

الإنفلونزا الإسبانية

رغم أنها كانت الجائحة الأكثر فتكًا بالبشر والتي انتشرت في أعقاب الحرب العالمية الأولى في أوروبا والعالم وخلفت ملايين القتلى، إلا أن الرياضة بشكل عام حينها لم تكن منتشرة بالشكل الاحترافي والكبير الذي يوجد حاليًا، كما أنها كانت متوقفة لتبعات الحرب العالمية الأولى، فلم تتأثر بالشكل الكبير الذي يذكر مقارنة بالأوضاع في منتصف القرن الماضي أو الآن.

وكان قد تسبب في هذه الجائحة نوع خبيث ومدمر من فيروس الإنفلونزا، وتميز الفيروس بسرعة العدوى حيث تقدر الإحصائيات الحديثة أن حوالى 500 مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأظهروا علامات إكلينيكية واضحة، وما بين 50 إلى 100 مليون شخص توفوا جراء الإصابة بالمرض أي ما يعادل ضعف المتوفيين في الحرب العالمية الأولى.

 

والغريب أن الغالبية العظمى من ضحايا هذا الوباء كانوا من البالغين واليافعين الأصحاء، بعكس ما يحصل عادة من أن يستهدف الوباء كبار السن والأطفال والأشخاص المرضى أو ضعيفي المناعة.

وباء السارس

انتشر وباء سارس في الصين عام 2003، وتسبب في حالة من الذعر بين البشر في العالم أجمع، وتوقفت الأحداث الرياضية فترة حينها، وكان أبرزها تأجيل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مباراتين في تصفيات بطولة كرة القدم بأولمبياد أثينا 2004، نتيجة لتفشي المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي.

كما تسبب في تأجيل قرعة كأس العالم للسيدات في الصين قبل أن يتقرر نقلها إلى أمريكا، وكانت بالمصادفة مقرر لها أن تقام في مدينة ووهان التي شهدت الظهور الأول لفيروس كورونا.

إنفلونزا الخنازير

وباء آخر أدرك العالم وكان قويًا في بداياته لدرجة إنشاء حالة من الهلع الكبيرة، هو إنفلونزا الخنازير التي ضرب العالم في عام 2009، وقدر عدد المصابين به بين 9 و11 مليون شخص، لكنه لم يسفر عن عدد كبير من الوفيات وسرعان ما انتهى بعد فترة.

في حين أنه تسبب في تأجيل وإلغاء بعض الأحداث الرياضية كذلك، ولعل أبرزها كان إلغاء منافسات بطولة اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى لكرة القدم “كونكاكاف” لمنتخبات الناشئين تحت 17 عامًا، وعدة أحداث رياضية أخرى مثل دورة ألعاب البحر الكاريبي.

وباء الحمى

في بداية الألفية الجديدة ظهر وباء جديد أخاف البشر، رغم أنه يصيب الحيوانات ونادرا ما يصاب به البشر، وكان يعرف أيضًا باسم داء القدم واليد، وانتشر في عدة مناطق بالعالم، أبرزها بريطانيا.

 

اقرأ أيضًا:

توقف الكائنات الفضائية عن العمل.. هل انتهى عصر برشلونة الجميل؟

 

وتسبب هذا الوباء في تأجيل وإلغاء عدة أحداث رياضية وترفيهية، أبرزها مباريات في بطولة “الأمم الـ6” للرجبي في عام 2001، ولكنه لم يكن له تأثير فيروس كورونا المستجد.

فيروس إيبولا

الوباء الأقل خطرًا وظهر مؤخرًا ولم يحد تأثيرًا كبيرًا على العالم أو على الرياضة بشكل خاص، هو فيروس إيبولا الذي ظهر في قارة أفريقيا واستمر انتشاره بين عامي 2014 و2015.

 

 

ولكنه تسبب بشكل رئيسي في نقل نسخة 2015 من بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، من المغرب إلى غينيا الاستوائية، حيث رفضت الدار البيضاء استضافة الحدث الكروي الكبير خشية انتشار الفيروس.

فيما قررت كذلك عدة دول في غرب أفريقيا تعليق الأنشطة الرياضية في فترة تفشي إيبولا، منها ليبيريا التي حولت أحد ملاعبها الكبيرة إلى مركز لعلاج مرضى الوباء.