خرج ملف أزمة سد النهضة الإثيوبي، من أروقة مجلس الأمن، بعد الاتفاق على تسوية ذلك الملف داخل الاتحاد الإفريقي، برئاسة جنوب إفريقيا، خلال المفاوضات بين الدول الثلاث، حيث أعلنت الخرطوم الجمعة، عن بدء مباحثات الأزمة.

sss

واستؤنفت بعد ظهر الجمعة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث، بوساطة إفريقية برئاسة جنوب إفريقيا التي تتولى رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي.

إعلان المبادئ وحل الأزمة

وبحسب وزارة الري السودانية، فإن عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السوداني، قد تلقى رسالة من رئيس جنوب إفريقيا أثنى فيها على الدور الإيجابي والبناء الذي قام به فى الاجتماع الأخير لرؤساء دول وحكومات مجلس الاتحاد الأفريقي والسودان وإثيوبيا ومصر حول سد النهضة.

وقال إن مساهمة “حمدوك” في الاجتماع عبرت عن التزام السودان بالتوصل لحل سلمي متوافق عليه بين الأطراف، معربًا عن تقديره لامتناع السودان عن اتخاذ أية إجراءات أو الإدلاء بتصريحات من شأنها تعكير الأجواء والتأثير سلبا على المفاوضات.

وجاء في الرسالة، أن الاجتماع الاستثنائي لمجلس الاتحاد الإفريقي قد التزم بالتوصل لحل متوافق عليه في الإطار الإفريقي واستنادًا على إعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بين السودان ومصر وإثيوبيا.

وأعرب رامافوزا، عن أمله في أن تتوصل المفاوضات التي يتوسط فيها الاتحاد الإفريقي لحل مقبول يحفظ مصالح الأطراف الثلاثة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيرش، قد أكد في لقاء سابق بالمجموعة العربية في الأمم المتحدة أن نقطة الارتكاز في الحل المرتقب هي موقف السودان، وأشاد بمسودة الاتفاق التي أعدها السودان واعتبرها الإطار الأفضل للتفاوض للوصول لحل لأزمة تشغيل سد النهضة ونوه إلى أن المخرج من هذه المعضلة هو الموقف السوداني والجهود التي يضطلع بها رئيس وزرائه الدكتور عبد الله حمدوك.

 

 

وكانت الدول الثلاث “السودان ومصر وإثيوبيا”، قد وافقت على مبادرة لاستئناف التفاوض قدمها الرئيس رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا التي تترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، ووافقت إثيوبيا بموجبها تأخير البدء في الملء الأول لسد النهضة.

وتشير المادة 52 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة، إلى أن قيام المنظمات الإقليمية، بمعالجة الأمور المتعلقة بحفظ السلم والأمن الدوليين، لا يعطل فحص مجلس الأمن أي نزاع أو أي موقف قد يؤدي إلى احتكاك دولي، ولا يعطل أيضًا قيام كل عضو من منظمة الأمم المتحدة بتنبيه مجلس الأمن أو الجمعية العامة إلى أن نزاعًا أو موقفًا يقدر مجلس الأمن أن استمراه يهدد السلم والأمن الدوليين.

 

 

تهديد وجودي لمصر

وتؤكد مصر، أن مشروع سد النهضة الثيوبي، مصدر تهديد وجودي بالنسبة لها، حيث دعت مجلس الأمن الدولي إلى التدخل السريع لمنع ملئه.

وكان الاتحاد الإفريقي، الذي عقد الجمعة عبر الفيديوكونفرانس، قمة مصغرة حول السد، قال إن هذا الملف بات في عهدته، وأن الدول الثلاث ستبدأ برعايته مفاوضات على مستوى اللجان الفنية بغية الوصول إلى اتفاق في غضون أسبوعين.

وتحفظت إثيوبيا سابقًا على تدخل أطراف أخرى في النزاع، لا سيما بعد محاولة وساطة قامت بها الولايات المتحدة، بناء على طلب مصر، وانتهت في فبراير إلى الفشل، واتهمت أديس أبابا في حينه واشنطن بالتحيز للقاهرة، إلا أن أديس أبابا رحبت هذه المرة بمبادرة الاتحاد الإفريقي، مؤكدة أن “القضايا الإفريقية يجب أن تجد حلولا إفريقية”.

 

نافذة قد تُغلق بسرعة

وفي جلسة مجلس الأمن الأخيرة، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، التي قدمت الملف نيابة عن مصر، إن هذه المشكلة معروضة على المجلس، لأن الوقت قصير ونافذة التوصل إلى اتفاق قد تُغلق بسرعة، مطالبة الدول الثلاث بالامتناع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تقويض حسن النية الضروري للتوصل إلى اتفاق سريع.

وأوضحت “كرافت”، أن الولايات المتحدة على علم تام بالجهود الأخيرة التي بذلها الاتحاد الإفريقي لتسهيل إجراء محادثات إضافية بين الدول الثلاث بشأن سد النهضة”.

بناء سد النهضة

ويعتبر سد النهضة الذي بدأت إثيوبيا في بنائه في 2011 أكبر سد كهرومائي في إفريقيا، مع قدرة إنتاج بقوة ستة آلاف ميجاواط، لكن هذا المشروع الحيوي لإثيوبيا والذي أقيم بارتفاع 145 مترا، يثير توترات حادة بينها وبين كل من السودان ومصر، اللتين تتقاسمان مع إثيوبيا مياه النيل، وتخشيان أن يحد السد من كمية المياه التي تصل إليهما.