الأغنية الأمريكية الشهيرة “أبدًا لن تسير وحدك”، أو بالإنجليزية “You’ll Never Walk Alone”، تلك الأغنية التي اشتهرت بغناء جماهير ليفربول لها داخل مدرجات الملعب الخاص بهم في مقاطعة “أنفيلد رود”.

كتب كلمات أغنية “أبدًا لن تسير وحدك”، الأمريكي رودجرز وهامرشتاين، وغناها في البداية مواطنة فرانك سيناترا ضمن أحداث مسرحية غنائية تدعي “دوامة الخيل” في عام 1945 ، ثم غناها أكثر من مغني مشهور أبرزهم لويس آرمسترونغ وكذلك المغنية نينا سيمونه.

 

 

 

عندما كتب رودجرز وهامرشتاين، كلمات هذه الأغنية لم يكن يعلم أنها خلال سنوات ليست بالكثيرة ستصبح من أشهر الأغاني التي تنشدها جماهير كرة القدم، حيث بدأ جمهور نادي ليفربول الإنجليزي في غنائها في الستينيات من القرن الماضي بالتحديد عام 1960 في ملعب “أنفيلد” الذي كان من أوائل الملاعب التي تمتلك سماعات مكبرة خاصة بها في إنجلترا.

اُعتمدت الأغنية من قِبل إدارة ليفربول كأغنية رسمية للنادي عام 1965، عندما غناها مشجعوا النادي الأحمر في ملعب ويمبلي بلندن خلال نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي الذي فاز به ليفربول كأغنية تتويجية للفريق.

ومنذ ذلك الحين لا تمر مباراة واحدة سواء هامة أو ودية إلا وترددها جماهير الريدز، قبل وبعد انتهاء المباراة، بل ويحفظ اللاعبون أيضًا كلمات الأغنية ويرددونها مع الحضور.

 

اقرأ أيضًا:

“الممر الشرفي للأبطال”.. روح رياضية.. وأحيانًا خدعة

 

لم تكن أغنية “أبدًا لن تسير وحدك”، حكرًا على مشجعي الريدز، حيث تغنى بها العديد من مشجعي الأندية الرياضية المختلفة، نظرًا لما تحتويه الأغنية من كلمات حماسية، وألحان ملهمة، فكان من الصعب أن تنتمي لفريقًا وجمهورًا واحدًا، فرددها مشجعو فرق أخرى ورياضات أخرى حول العالم.

بروسيا دورتموند

في السابع من أبريل عام 2016، استقبل فريق بروسيا دورتموند الألماني فريق ليفربول الإنجليزي في مباراة الذهاب لدور الثمانية من الدوري الأوروبي EURO LEAGUE، البطولة التي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية في القارة العجوز.

ولعب فريق ليفربول، تحت الإدارة الفنية لمدربهم الحالي يورجن كلوب الذي كان هو المدير الفني السابق لبروسيا دورتموند، ومن أجل الوفاء لما قدمه هذا الرجل غنت جماهير الفريق الألماني أغنية “أبدًا لن تسير وحدك”، عبر مكبرات الصوت داخل الملعب موجهة رسالتها إلى كلوب عرفانًا منهم بفضل كلوب فيما حققه فريقهم.

شاركت جماهير ليفربول، جماهير دورتموند، ليقدما لوحة فنية رائعة أدت بدورها لحصول الفريقين متقاسمين علي جائزة أفضل جمهور في العالم من الاتحاد الدولي الفيفا في هذا العام.

لم تكن المرة الأولى التي غنت فيها جماهير بروسيا دورتموند تلك الأغنية، فقبل هذا الحدث بشهر تقريبًا توفي أحد مشجعي الفريق داخل مدرجات ملعب سيجنال أدونا بارك، وفي المباراة التالية قام مشجعوا النادي بغناء الأغنية وأهدوها لروح للمشجع.

 

اقرأ أيضًا:

“سحر الفراعنة”.. الملك صلاح “رمسيس” يعيد ليفربول إلى عرش الكرة الإنجليزية

 

 

نزاع الأقدمية في الأراضي الأسكتلندية

 

يمتلك نادي سيلتك الأسكتلندي، روابط كبيرة من المشجعين داخل بلاده، نظرًا لقوة الفريق وتاريخه الكبير، أسكتلندا هي إحدى الدول القريبة للغاية في كل شيء من بريطانيا من حيث اللغة والعادات، ومن المعروف منذ فترة كبيرة أن الفرق الأسكتلندية كانت تسافر إلى إنجلترا في الصيف للعب المباريات الودية والتحضيرية للمواسم الجديدة.

في السبعينيات من القرن الماضي سافر فريق سيلتك ومعه بعض مشجعيه، إلى أنجلترا وتحديدًا إلى مدينة ليفربول للعب مباراة ودية مع الريدز، وشهدت المباراة حضورًا كبيرًا من جانب جماهير ليفربول، وكعادتهم غنى مشجعو ليفربول أغنية ناديهم الرسمية قبل وبعد المباراة.

وأعجب مشجعي الفريق الأسكتلندي، بحماسة الأغنية وقاموا بغنائها في أول مباراة لفريقهم أمام رينجرز جلاسكو الغريم التقليدي لهم داخل أسكتلندا.

بعدها حدث سجال كبير بين مشجعي ليفربول وسيلتك حول أي فريق قام بغنائها قبل الأخر، واستطاع فريق ليفربول إثبات أقدميتهم عبر تسجيل صوتي في إذاعة البي بي سي أثناء بثها لإحدى مباريات الفريق في الدوري الإنجليزي وسماع جماهير ليفربول تغني الأغنية.

ولكن استمرت جماهير سيلتك، بعدها في إنشاد الأغنية حتي وقتنا هذا ولكن ليس بصفة رسمية للنادي وإنما بصفة المشاحنة التاريخية مع جماهير ليفربول.

 

 

أبدًا لن تسير وحدك حول العالم

استعان عدد كبير من مشجعي الفرق في العالم، “أبدًا لن تسير وحدك” بغنائها تارة وباستعمال الجملة فقط كشعار لهم في مرحلة ما تارة أخرى، هذا الشيء إن دل فيدل على أن اختيار جماهير ليفربول للأغنية كان موفقًا للغاية، وأن تلك الجماهير قد ألهمت العالم بحماستهم في غنائها، ربما حتى أن كلماتها تستطيع وصف ما حدث مع الفريق في بطولة الدوري التي حصل عليها بعد غياب 30 عام، وبعد محاولات عدة فاشلة قبل ذلك.

كلمات الأغنية

عندما تسير عبر العاصفة أبقي رأسك مرفوعاً

ولا تخشى الظلام

عند نهاية العاصفة توجد سماء ذهبية

وغناء اللارك الفضي الجميل

سر عبر الرياح

سر عبر المطر

حتى و لو قُذفت أحلامك وطارت

سر، سر والأمل في قلبك

ولن تسير وحدك أبداً

لن تسير وحدك أبداً

سر، سر والأمل في قلبك

ولن تسير وحدك أبداً

لن تسير وحدك أبداً