لا يزال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وممارساته على الساحة الدولية، تلقى تنديدات واسعة، حيث يواصل تدخله العسكري المباشر في ليبيا، واستخدام القوة الناعمة في تونس واليمن والصومال والقرن الإفريقي.

في أحدث سلسلة من التدخلات التركية في ليبيا، وقع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، اتفاقية عسكرية تتضمن مصالح بلاده مع حكومة الوفاق.

واستقبلت حكومة الوفاق “آكار” ورئيس هيئة الأركان العامة بتركيا الجنرال يسار جولر بمراسم عسكرية رسمية.

وقالت تركيا إن الزيارة جاءت لبحث الأنشطة التي نُفذت ضمن نطاق مذكرة التفاهم للتعاون العسكري.

جاء هذا بعدما أجرى “أردوغان”، الخميس، زيارة عمل لمدة يوم واحد إلى العاصمة القطرية الدوحة.

 

اقرأ أيضًا:

الخلاف الفرنسي – التركي.. أوروبا أمام نموذج روسي جديد

 

وحل “أردوغان” في قطر مصحوبًا بعدد من المسؤولين الأتراك؛ من بينهم وزير المالية، بيرات البيرق، ووزير الدفاع خلوصي أكار، ومدير اتصالات الرئيس التركي، فخري ألتون، والمتحدث باسم الرئيس إبراهيم قالين، ومدير الاستخبارات التركية هاكان فيدان.

وقال “أردوغان” “إن وزير دفاعه بدأ زياته إلى ليبيا لمواصلة التعاون القائم مع الحكومة الليبية بتنسيق أوثق”.

 

وتابع في تصريحات للصحفيين بإسطنبول نقلتها وكالة الأناضول التركية، “أن تركيا مستمرة في التعاون مع الحكومة الليبية الشرعية بكل عزم وإصرار، وزير دفاعنا في زيارة إلى ليبيا لمواصلة التعاون القائم بتنسيق أوثق”.

حماية مصالح تركيا

وقالت مصادر مطلعة، إن حكومة الوفاق وتركيا وقعتا اتفاقية تضمن حماية مصالح الأخيرة في ليبيا، كما توفر الاتفاقية الجديدة حصانة للقوات التركية، بالإضافة إلى حصانة للجنود الأتراك ضد أي ملاحقة قضائية.

وأضافت المصادر الاتفاقية تعطي الضباط الأتراك في ليبيا صفة دبلوماسية لعدم ملاحقتهم، مؤكدة أن الاتفاقية مع حكومة الوفاق تتيح لأنقرة التدخل المباشر في ليبيا.

وتنص أيضًا على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في ليبيا لضمان مصالح أنقرة.

تشابك الأضلاع

وذكر موقع تركيا الآن، “أن الزيارة تهدف إلى تأجيج تشابك الأضلاع في تلك الحرب القائمة في الداخل الليبي، حيث لاتكون هناك فرصة للعودة إلى الوراء مرة أخرى، سيكون سيناريو أشبه بالكابوس بالنسبة لتركيا”.

وأضاف الموقع “أن دولة أردوغان التي تنهار اقتصاديًا، تجد نفسها مجبرة على الوصول إلى الموارد النفطية في ليبيا في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى مواصلة الحرب بتلك الأموال التي ستسرقها من ثروات الشعب الليبي، هذا إلى جانب تلبية جزء من الطلب على العملات الأجنبية في الداخل التركي المشتعل”.

رئاسة مخابرات “الوفاق”

وفي الوقت ذاته، كشف موقع “أفريكا إنتلجينس” المتخصص في الشؤون الاستخبارية والاستراتيجية، عزم تركيا فرض مرشحها خالد الشريف لتولي رئاسة المخابرات في حكومة فايز السراج.

وتدفع أنقرة بقوة لتعيين الشريف القيادي فيما يعرف بـ”الجماعة المقاتلة” المقربة من تنظيم القاعدة، في منصب رئيس المخابرات.

كما تحاول جماعات متطرفة تقديم مرشحين للمنصب من بينهم قائد العمليات الخاصة في الزنتان عماد الطرابلسي ورجل الأعمال المصراتي محمد العيساوي.

حوار ليبي – ليبي

في الأثناء أجرى رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، محادثات في موسكو مع سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي وبحثا آليات إيقاف القتال وتنفيذ مقررات برلين وإعلان القاهرة.

وقال “لافروف” إن إعلان القاهرة ومخرجات برلين ممكن أن يكونا قاعدة لحوار ليبي – ليبي.

وأضاف أن “روسيا ستواصل جهودها لحل الأزمة الليبية”، وأوضح لافروف أن “روسيا ستستأنف عمل سفارتها في ليبيا من تونس”.

 

كما أجرى عقيلة صالح محادثات مع فالنتينا ماتفيينكو، رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، واستعرض خلالها تطورات الوضع في ليبيا وضرورة إيقاف القتال وبدء الحوار السياسي.

زيارة الدوحة

وبالعودة إلى زيارة “أردوغان” إلى قطر وعلاقاتها بالاتفاقية الليبية التركية، أشار تقرير لصحيفة آراب ويكلي، إلى أن “أردوغان” ذهب في مهمة لتحصيل الضرائب من الدوحة، ولتحصيل التمويل المطلوب للحروب التركية في سوريا وليبيا وتنفيذ مشروع شرق المتوسط.

 

اقرأ أيضًا:

انتهاكات تركية وأحلام “أردوغان”.. الأكراد شعب بلا وطن

 

وقالت مصادر خليجية، إن الرئيس التركي يضغط على قطر لتمويل حملاته العسكرية في سوريا وليبيا.

وأشارت المصادر إلى أن تركيا تطلب من قطر تمويل المشروع الذي لم تتمكن أنقرة من تنفيذه رغم ضخ أموال ضخمة لفرض السيطرة العثنمانية في دول “الربيع العربي” بدعم لوجستي ومالي وإعلامي.

ووصفت مصادر خليجية مطلعة زيارة “أردوغان” إلى الدوحة بأنها مهمة تحصيل ضرائب ، مثلما كان يفعل أسلافه العثمانيون مع مستعمراتهم العربية السابقة لقرون.