أجبر فيروس كورونا، المجتمعات على النظر من جديد إلى الدور المهم لمهنة التمريض وما يصاحبها من تضحيات، الأمر الذي أشادت به منظمة الصحة العالمية وجعلتها تطلق على هذا العام “عام التمريض”، وتعاني مهنة التمريض في المجتمع المصري بالتهميش، رغم أن عملهم يجعلهم دائما في مواجهة الخطر.

يواجه التمريض جائحة كورونا جنبا إلى جنب مع الأطباء داخل المستشفيات العامة، وحتى الآن توفي ما يقرب من 10 في المئة من صفوف التمريض بعد إصابتهم بالفيروس، وفقا لما أعلنته نقابة مهنة التمريض.

عدد أعضاء هيئة التمريض، القائمين بالعمل بالفعل في مصر 221 ألف ممرض بالقطاع الحكومي، بحسب أخر إحصائيات للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2018، بالإضافة إلى أن 24379 بالقطاع الخاص، غير أن الإحصاءات أيضا تشير إلى أن مصر تعانى من عجز في عدد الممرضات صل إلى 60 ألف ممرض وممرضة، حيث تبلغ نسبة الممرضات إلى عدد المرضى في كثير من المستشفيات الحكومية، ممرضة واحدة لكل 20 مريضاً.

 

لعلها فرصة أن يغير المجتمع نظرته لمهنة التمريض، بتلك المقولة بدأت همت فهمي، التي تعمل بمهنة التمريض منذ أكثر من 10 أعوام حديثها، وتقول:” نحن أكثر الفئات التي تعمل في المجال الطبي احتكاكا بالمرضى، لكن رغم ذلك دائما ما نتعرض للتهميش والتنمر أحيانا بسبب مهنتنا”.

تضيف:” الدراما والفن أثروا كثيرا بالسلب على مهنة التمريض، حيث يجسدون الممرضة على أنها فتاة ليل أو ما شبه ذلك، رغم أن العاملين في مهنة التمريض كثيرا ما يعملون في أكثر من مكان لسد احتياجاتهم المعيشية”. تشير “همت” إلى ضعف رواتب العاملين بالمهنة، وتأمل أن يعاد النظر في تلك الرواتب حتى تتناسب مع مجهودهم في العمل”.

اقرأ أيضا:

الصيادلة واتهامات التربح من “كوورنا”.. ملاذ المصابين الأخير يئن من الشكوى

 

“همت” تفتخر بمهنتها التي اختارتها وتعمل فيها بشغف وحب، وتؤكد أن هذه المهنة تستحق تقديرا أكثر، وتأمل بأن ما تقوم به في ظل جائحة كورونا أن يساهم في تغيير الصورة الذهنية للممرضة التي رسمتها الدراما في الأذهان.

تقضى ” همت” ساعات طويلة في العمل داخل المستشفيات تصل إلى 12 ساعة يوميا، وقد تضطر إلى المبيت في المستشفى حال وجود عجز في أطقم التمريض.

 

اختلفت قصة “همت” عن “ليلى” تلك الفتاة التي تعمل في مهنة التمريض، لكن تفاصيل العمل والمجهود تشابهت كثيرا.

تقول ليلى إبراهيم: “العالم كله ينظر إلى الأطباء وما يقدمونه من تضحيات في العمل، لكن التمريض فعليا هو الأكثر احتكاكا بالمرضى والأكثر عرضة بالإصابة والمخاطر”.

وتضيف: “أعمل في ظروف عمل قاسية، ورغم إنني مصابة بأمراض مزمنة، ليس لدي رفاهية التقاعس عن العمل، وخصوصا مع ظهور الجائحة، فمن واجبي أن أكون موجودة ضمن فريق العمل في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العالم أجمع”.

 

اقرأ أيضا:

110 أيام بدون رؤية الأبناء.. طبيبات العزل.. أمومة متوقفة لهزيمة الوباء

 

وتابعت: “لكن مع الأسف إدارة المستشفى التي نعمل فيها ترى أنه ليس للممرض الأولوية في إجراء المسحات والتحاليل للتأكد من الإصابة بالفيروس من عدمه، حتى لو ظهرت علينا أعراض”، وتؤكد أنه من الشهر الأول التي بدأت فيه المستشفى في استقبال حالات كورونا أصيب ما يقرب من نصف طاقم التمريض بسبب عد تدريبهم جيدًا على طرق التعامل مع الوباء”.

كما تشير إلى أنهم يعانون أيضًا من التنمر ويتعرضون للتعدي عليهم من قبل أسر بعض المرضى بعد وفاة أحد من ذويهم داخل المستشفى”، وتأمل في قانون رادع يوفر الحماية للأطقم الطبية.

وقالت الدكتورة كوثر محمود، نقيب مهنة التمريض: “نعاني من ظلم من قطاع الدراما، مطالبة بضرورة تحسين صورة الممرضات، مشيرة إلى أن هناك تقدير شعبي ورسمي للمهنة لما يقدمون من تضحيات أثناء الجائحة”، مطالبة طالبت بضرورة إصدار قانون مزاولة لمهنة التمريض من جانب وزارة الصحة.