المخ والعضلات، كلمتان من أحد مشاهد مسرحية “مدرسة المشاغبين”، كانتا تعبران عن شخصين، يمتلك أحدهما العقل فقط بينما يمتلك الآخر القوة، يكملان بعضهما البعض، لينجحا في تنفيذ مشروعهما أو مخططهما داخل القصة.

أما في كرة القدم فهناك شروط من أجل أن يكلل اللاعب مسيرته الرياضية بنجاح موازٍ خارج الملاعب، تلك الشروط هي أن يمتلك ما تدل عليه كلمتان أيضًا، وهما “العقلية ثم الموهبة”، ويفصل بين الكلمتين بـ”ثم” للتأكيد على أن العقلية أهم بكثير من الموهبة، حيث إن اللاعب الذي يفشل في إدارة موهبته قد تذهب به أدراج الرياح.

منذ بداية عصر الاحتراف ودخول عالم الأموال إلى كرة القدم كفيصل في تحديد العديد من أحداثها، أنجبت تلك الرياضة لاعبين تركوا بصمات كبيرة في عالم الساحرة المستديرة، وصعدوا إلى قمة المجد، وما إن اعتزلوا حتى هبطت أسهمهم، ومروا بأوقات عصيبة ذهبت بهم إلى قاع المجتمع وتبخرت ثرواتهم وآل الأمر ببعضهم إلى السجون.

مارادونا.. اللاعب الذي بكت الكرة عندما أدمن غيرها

في عام 2009 طالب القضاء الإيطالي، من الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا أن يدفع مبلغ 50 مليون دلار أمريكي، بعد اتهامه بالتهرب الضريبي خلال الفترة التي لعب فيها لنادي نابولي الإيطالي في الثمانينيات من القرن الماضي.

بهذا الحكم تحركت السلطات الإيطالية، لتصادر ممتلكات دييجو في إيطاليا من فيلل وساعات ثمينة ومجوهرات قيمة يمتلكها، وتم التحفظ عليها لحين استئناف اللاعب وصدور الحكم النهائي.

 

بعدها تم تخفيف الحكم إلى مطالبته بدفع 39 مليون دولار، وتم فك الحجز على ممتلكاته، وسوى النجم الأرجنتيني جزءً كبيرًا من الغرامة مع القضاء الإيطالي وإلى وقتنا هذا مازال النزاع على الجزء المتبقي.

 

اقرأ أيضًا:

انتحار الرياضيين.. الأموال والشهرة ليست كل شيء

 

أسامواه جيان.. ثروة مليونير هبطت إلى 760 دولار

أعلن النجم الغاني أسامواه جيان، أن حسابه البنكي به 760 دولارًا فقط في الوقت الذي كان يتقاضي فيه 288 ألف دولار أسبوعيًا خلال لعبه لناديه الصيني.

وأكدت زوجة جيان، أن اللاعب لم يتواصل معها أو مع أبنائه منذ فترات كبيرة، مشيرة إلى أنها ترجح قيام اللاعب بتبديد ثروته بسبب عدم قدرته على إدارة أمواله.

ديفيد جيمس.. الطلاق والإفلاس

جمع حارس مرمى المنتخب الإنجليزي السابق ديفيد جيمس ثروة جيدة خلال مشواره في عالم كرة القدم تقدر بـ 25 مليون دولار، إلا أن تلك الثروة ذهبت بعد طلاقه من زوجته الذي كلفه أموالًا طائلة للغاية، بل إنه باع كل ممتلكاته من تحف وتذكارات وعقارات وكتب وحتى جميع ألعابه وأعلن إفلاسه.

رونالدينهو.. سذاجة أذكى لاعبي العالم عبر التاريخ

لم يكن أحد يتوقع أن يقع النجم رونالدينهو، الذي متع الكثيرين بسبب مهاراته الاستعراضية غير المسبوقة، في فخ الإفلاس وأن يصل الأمر بعد كل هذه المسيرة الرائعة أن يتم حبسه، وحسابه البنكي لا يحتوي إلا على 7 دولارات.

مُنع رونالدينيو من السفر خارج البرازيل بسبب تراكم الديون عليه، كما مُنع من بيع 57 عقارًا من ممتلكاته بسبب غرامات بيئية بعد بناء رصيف في منزله بجانب بحيرة في بورتو اليغري المدينة البرازيلية التي يقطن بها، وأصبح مجموع ديونه من كل الغرامات لدى الحكومة فقط 4.5 مليون دولار، فتم مصادرة جواز سفر اللاعب لحين حل النزاع القضائي، وحاول الهرب لباراجواي ولكن تم القبض عليه وتوجيه تهمة تزوير جواز سفر باراجواياني هو وشقيقه روبيرتو ثم إيداعه سجن أجروباسيون إسبيسياليزادا في باراجواي.

 

عبد الله سليمان.. للاعبين العرب قصص إفلاس أيضًا

ووقع عبد الله سليمان لاعب كرة القدم السعودي ولاعب الأهلي والهلال السابق، والذي شارك مع المنتخب السعودي في كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة و1998 بفرنسا و 2002 بكوريا واليابان، في فخ مزعج عندما قام بكفالة أحد أصدقائه في التزامات شهرية، لكن بعدها ساءت أحوال اللاعب الاقتصادية وقضت المحكمة السعودية بسجن اللاعب بدلًا عن زميله بعد عدم الالتزام بدفع الأقساط الشهرية.

 

اقرأ أيضًا:

عودة الدوريات الأوروبية.. قوة الأداء تحرج جمود الدوري المصري

 

بول ميرسن.. القمار والاستثمار

يعد بول ميرسن، واحدًا من أفضل اللاعبين الذين ارتدوا قميص أرسنال الإنجليزي، والذي ظل يلعب كرة القدم حتى تجاوز الـ50 عامًا متنقلًا بين درجات الدوري المختلفة في إنجلترا.

حقق اللاعب، نجاحات كبيرة وجنى أموالًا طائلة من وراء ممارسة لعبة كرة القدم، حيث إنه كان يتحصل على مبلغ 25.000 دولار أسبوعيًا في وقت كانت قيمة التعاقدات فيه أقل بكثير لغيره، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حيث أدمن بول لعبة القمار والمخدرات والكحول، وفقد بسببها 3 ملايين جنيه استرليني، وقام ببيع ممتلكاته من أجل تسوية الغرامات عليه.

البعض يحسد لاعبي كرة القدم على حياة الرفاهية التي يعيشونها من بذخ وإعلانات وشهرة، لكن دائما هناك جانب سلبي في شخصية بعض اللاعبين لا يعلمه الجمهور، تلك السلبيات في أغلب الأحيان تهبط باللاعب من أعلى قمة الجبل إلى أسفل القاع وبسرعة كبيرة، لذلك يلجأ العديد من اللاعبين الآن إلى إقامة مشروعات عقارية عقب الاعتزال، خاصة أن سوق العقارات من المشروعات التي تأتي بربح سريع وفي وقت قليل من أجل تأمين مستقبلهم من أي خطأ قد يقومون به فيما بعد.