تحت عنوان “غريزة البقاء”، قرر الشاب المصري محمد شاهين إطلاق فيلم تسجيلي، جديد من نوعه وفكرته في مصر، يشرح خلاله صراع البقاء والتمسك بالحياة، في مشاهد تم تصويرها بالصحراء المصرية.

جاءت الفكرة لذهن محمد شاهين بعد وفاة والده، حيث ظل قرابة 10 أعوام، “غير مستوعب صدمة الفراق” بحسب قوله، فقرر إعلان ما شعر به نحو التمسك بالحياة وغريزة البقاء التي تتواجد داخل كل شخص، في فيلم تسجيلي.

طبيعة مدينة سيوة

ساعد “شاهين”، على إطلاق فيلمه طبيعة مدينة سيوة، التي انتقل للعيش بها منذ نحو 10 سنوات، بعد وفاة والده، فأثرت الطبيعة ومشاهد الصحراء من حوله في أفكاره، واتجه للعمل على فيلمه الذي أطلق عليه نفس الاسم “غريزة البقاء”.

 

شاهد الشاب المصري العديد من الأفلام الأجنبية المترجمة وغير المترجمة حول الفكرة، ليخرج في النهاية عملا جديدا لم يُعرض من قبل، وكان هدفه الأول والأخير هو التركيز على غريزة البقاء لدى الإنسان، قائلا “إنه من الممكن أن يجد الإنسان نفسه تائها في الصحراء دون طعام أو ماء، وهنا لابد أن يتمسك بغريزة البقاء حتى يتمكن من الحياة فغريزة البقاء تعني التمسك بالحياة”.

10 أشهر لتنفيذ الفيلم

استغرق الفيلم في تنفيذه 10 أشهر، تم تصوير جميع مشاهده بواحة سيوة، وثق خلالها 8 أيام حياة في الصحراء، وساعده في تصوير الفيلم وإنتاجه، مجموعة من الأصدقاء المتطوعين الذين آمنوا بالفكرة، وهي في الأساس كيف يتصرف الإنسان في المواقف الصعبة، والتأكيد على ضرورة إصراره على البقاء والتحدي.

 

اقرأ أيضًا:

ملكة جمال القطن.. محطات الفن والموضة وتكريم الرؤساء في حياة رجاء الجداوي

 

يقول “شاهين”، إنه رصد أماكن عدة بالواحة المصرية لا يعرف عنها الكثير، كما أنه مارس هواية الصيد التي بدأ في التدرب عليها، لأنها من المهارات الأساسية للحياة في الصحراء، وتناول البول والحشرات في الفيلم، لأنه لو وجد نفسه في الصحراء دون طعام أو ماء سيفعل هذا الأمر حتى يتمكن من الحياة، وهو ما يلخص غريزة البقاء، التي تطوع لك ما حولك للعيش والحياة.

“اسكريبت” ارتجالي

السيناريو والحوار في الفيلم كان بشكل ارتجالي، فرصد “شاهين”، ما تعرض له في الصحراء وكيف واجهه دون “اسكريبت”، ليتحدى نفسه هو الآخر كما قال، وعرض الفيلم في العديد من الفعاليات، والأماكن ومنها ساقية الصاوي، والذي حضر إليه ما يقرب من 300 شخص، وأبدوا إعجابهم بالعمل.

 

مدة الفيلم ساعة و10 دقائق، ترصد تفاصيل 8 أيام  لشاب وجد نفسه في الصحراء دون طعام أو ماء، وتصور الأحداث كيف يتعامل مع الصحراء الموحشة، وكيف يؤكد على إصراره وتمسكه بالحياة.

تخرج “شاهين”، في كلية الفنون التطبيقية، ولكنه اتجه لحب الصحراء التي تعتبر مكانًا موحشًا ومخيفًا للجميع، وبدأ الأمر عند مشاركته لأصدقائه في رحلة لواحة سيوة، وبدأ من هنا البحث عن كل ما يتعلق بالصحراء، وما يجب على الإنسان فعله لو وجد نفسه وحيدًا في الصحراء.

سيوة هي مدينة وواحة في الصحراء الغربية، تبعد حوالي 300 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسى مطروح، وتتبع محافظة مطروح إدارياً، وتنتشر في أرجائها الآبار والعيون التي تستخدم لأغراض الري والشرب وتعبئة المياه الطبيعية والعلاج، وبها أربع بحيرات كبرى، فيما اكتشف بها عدة أماكن أثرية مثل معبد آمون، الذي يشهد ظاهرة الاعتدال الربيعي مرتان كل عام، ومقابر جبل الموتى، وأعلنت بها محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كم، تضم عدة أنواع لأشكال الحياة الحيوانية والنباتية.

 

اقرأ أيضًا:

المُثقفة رجاء الجداوي.. من جدران الكتاب إلى عرش الفن

 

يقطن الواحة نحو 35 ألف نسمة تقريبًا، يعمل أغلبهم بالزراعة أو السياحة، ويسود المناخ القاري الصحراوي الواحة، فهي شديدة الحرارة صيفًا، أما شتاؤها فدافئ نهاراً شديد البرودة ليلاً.