لم تنجو الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي من وقائع التحرش التي تلاحقهن.. رسائل وصور وإيحاءات جنسية يستخدمها المتحرش عبر الفضاء الإلكتروني للتحرش بضحيته، تحرش من نوع جديد طرأ على الساحة مع توسع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
شيماء فايد تروي تجربتها مع التحرش الإلكتروني، تقول، دون أي مبرر أو سبب من وقت لأخر استقبل رسائل إلكترونية على “فيس بوك”، وعندما افتحها أجد أنها من أحد الشباب، إما تحتوي على صور جنسية أو إيحاءات أو عرض جنسي أو غيرها من الأشياء التي تجعلني غاضبة جدا.
وتضيف السيدة الثلاثينية:”كنت متخيلة إني فقط من يحدث معي هذا الأمر، مع الوقت وجدت فتيات كثيرة تتعرضن للأمر نفسه، وكأن التحرش في الشارع انتهي، وانتقل إلى السوشيال ميديا”.
وتابعت: “دائمًا ما يلقون باللوم على الفتاة في قضايا التحرش بسبب اللبس والتصرفات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يقرر شاب ناضج وواعي ان يتحرش بامرأة عبر الفضاء الإلكتروني ؟، وهل لو كانت الفتاة فعلا هي المسؤولة عن التحرش كان ظهر هذا النوع من التحرش أيضا!”.
أمل حسن، كثيرا ما تتعرض لمضايقات عبر الرسائل الخاصة على “فيسبوك”، وكانت تتعامل مع الأمر بالتجاهل وغالبا ما كانت تقوم بحذف الرسائل وحظر المرسل، لكن هناك بعض الأشخاص الذين يتفننون في هذا النوع من التحرش ويصل الأمر بهم في تعدد الحسابات على التطبيق الأزرق، ففي حالة حظر الفتاة للحساب يستخدم حسابا أخر.
وتابعت الفتاة العشرينية: “مع هؤلاء الأشخاص ألجا للتهديد بالإبلاغ لمباحث الإنترنت، الذي لم أسمع عنه سوى مؤخرا بعد سؤالي لأحد المحامين بسبب هذا النوع من المطاردات”، وتابعت وبالفعل هناك شخص حتى الآن يستخدم هذا الأسلوب وأنا الآن أفكر جيدا في الإبلاغ عنه”.
جرائم إلكترونية
الجرائم الإلكترونية يعاقب عليها القانون، وجريمة التحرش تدخل ضمن هذه الجرائم، يقول ياسر أسعد، المحامي الحقوقي، إن الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش عبر الإنترنت لديهم وسيلة لأخذ حقهن والإبلاغ عن هذا النوع من التحرش، عن طريق مباحث الانترنت، وكل ما تقوم به توثيق واقعة التحرش بها عن طريق أخذ صور ضوئية من الواقعة الإلكترونية، ثم التوجه لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، والتي بدورها تقوم بتحرير محضر وتتحرك لضبط المتحرش، والأمر نفسه في قضايا الابتزاز الجنسي.
اقرأ أيضاً:
كُره الجسد ورفض العلاقة الجنسية.. مصير الفتيات بعد التحرش
ويضيف:” من الأفضل أن تستعين بمحامي من أجل تفاصيل المحضر، لكن في حالة ان توجهت الفتات بمفردها فعليها أن تذكر كافة التفاصيل في الواقعة مهما كانت مؤلمة لما لها من أهمية في القضية”.
سجن وغرامة
وأكد “أسعد” أن التحرش الالكتروني جريمة يعاقب عليها القانون وفقا لقانون العقوبات وقانون مكافحة الجرائم الإلكترونية، فقد نصت المادة 306 مكرر (أ) بأنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية.
العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه. وفي حالة العودة تضاعف عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى.
بالإضافة إلى أن نص المادة 306 مكرر (ب) والتي تنص على أنه: يعد تحرشا جنسيا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة 306 مكرر (أ) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، ويعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وإذا كان الجاني ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتكبت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحا تكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه”.
اقرأ أيضاً:
العنف ضد المرأة.. عندما تكون الجريمة عابرة للحدود
التحرش الإلكتروني لا يستهدف المشاهير فقط بل الجميع معرض له، وتبعًا لدراسةٍ أجراها Pew Research Center فإن %18 من الأشخاص المشاركين بالاستطلاع قد أفادوا أنهم عرفوا أشخاصًا تعرضوا للتحرش الإلكتروني. بينما صرح 8 % منهم أنهم تعرضوا لذلك شخصيًّا.
كما أظهر الاستطلاع أن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18-24 عامًا قد تعرض 7 % منهم للتحرش الإلكتروني، و %13 منهم تمت مضايقتهم جنسيًّا، كما تبين أن النساء أكثر عرضةً للمضايقات الجنسية على الإنترنت أو للتحرش الإلكتروني، حيث تعرضت النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18-24 عامًا للكثير من الحوادث المسيئة، فكانت نسبة من تعرضن للتحرش الإلكتروني %26 ونسبة من تعرضن للمضايقات الجنسية %25.3.