كل الأمور بتوصل لبعض، حتى وإحنا مش واخدين بالنا، الرعب اللي بنربي به ولادنا، الصوت العالي، محاولات حبس البنت فى إطار من القلق والخوف، فكرة إن البنت لما تخرج تاخد معاها اخوها حتى لو طفل، ففكرة الذكر الحامي هنا متحققة فى وجود ذكر، بغض النظر إنه طفل وإنه هو اللي محتاج رعاية بحكم عمره.

بيدلع بنته ويناديها يا أم أبوها، أما الأم فبتوصي بنتها إنت أمهم مش أختهم، واحنا بنعمل كدا مش واخدين بالنا أننا بنفسد بناتنا بمثل بالمسئولية دي.

 ليه بنقول الكلام دا فيه مسئولية؟

فاكرين الرجالة اللي بتشتكي إن زوجاتهم بمجرد ما بتخلف بتخرج من الخدمة، وما بيلاقيش ست تشاركه الحياة، يتحول كل اهتمامها للطفل، مع إنه نفس الرجل اللي لما هيخلف بنت أول حاجة هيعملها إنه هيزرع فيها الأمومة وهيقول عليها أم أبوها.

بسبب الاهتمام بالأولاد على حساب الزوج بتبوظ علاقات كتير، إحنا وقتها بناقش حاجات كتير غير إننا بنربي بناتنا إنهن أمهات وبس.

أم أبوها وأم اخواتها كلمات لطيفة، مليانة بالتقدير والحنان، لكنه فخ بنقع فيه واحنا بنربي بناتنا.

يا تري واخدين بالنا إنه فى وقائع التحرش، البنت بتخاف تحكي لأبوها، الأب اللي لا شعوريا بيتعامل مع بنته إن لها المكانة المقدسة للأم، الأم اللي ما ينفعش حد يجي على سمعتها أو يشوفها مع رجل تاني غير الأب، حتى الأخ بيكون جواه نفس الإحساس. ودا اللي بيخلي أي موقف يخص البنت هو كارثة وبالتالي فإن محاولات الحماية بيكون مبالغ فيها وبتأثير سلبي على البنت.

فليه البنت لما تشوف واحد بيسرقها مش بتتصرف زي الراجل فى نفس الموقف؟ لأن اللي حواليها هيستنكروا ويستغربوا إنها تحاول تضربه ولا تجري وراه، المجتمع عايز يسجن بناته فى دور الضعيفة المحتاجة دايما لمن يحميها، الدور المعزز لذكورية المجتمع، واللي كل المميزات هي ذكورية بالأساس، ولنا في مثل “ست بميت راجل خير مثل”.

طيب البنت لما بتتعرض لموقف سرقة أو تحرش أو ابتزاز ليه بتقعد تبكي وما تعرفش تتصرف، وبنات كتير ممكن تضعف وتخضع للابتزاز، لأننا ببساطة ما بنزرعش الثقة فى بناتنا، ودا طبعا مش مطلق، أكيد في ناس بتربي بناتها علي الثقة وإنها تكون عندها وجهة نظر وشخصية، بس للأسف كتير من البنات من النوعية دي بتفشل في حياتها الزوجية، لأن شخصيتها اللي في الغالب بتكون قوية، ومش معتمدة علي حد ولا حاسة بنقص، في حين إن الرجل بشكل تلقائي اتعود علي الأنثي الضعيفة المنحصر دورها إنها تخلف،  وهنا تحصل الصراعات وعدم التوافق، فتبوظ العلاقة، هو عايز الست الضعيفة قليلة الحيلة اللي يعرفها بغض النظر إنه بيرجع يشتكي من نفس الأنثي.

ناس هتشوف وإيه المشكلة لما نربي بناتنا إنهن أمهات طيب ما دا دورها الطبيعي؟

محتاجين بس نفكر شوية، كل مشاكلنا بمعني كل، هي حصاد التربية الغير مسئولة والغير واعية، البنات اللي بنربيها علي إن دورها في الحياة أنها تتزوج وتصبح أم، فمتعرفش أنوثتها، وتغفل طموحها، وفي المقابل تشعر بالنقص لو تأخر سن الزواج، حتي الأسئلة من نوعية مش ناويين تخلفوا، او ناويين تخاوه هى تأكيد إن دور المرأة بس إنها تخلف، وغير كدا هي كائن غير مكتمل.

أراء كتير متضاربة عن واقعة المتحرش اللي تحرش وانتهك عرض واغتصب ربما أكثر من 100 بنت، ليه مفيش بنات اتكلمت

والواقعة دي تخص طبقة اجتماعية المفروض إنها عليا فيها مستوي ثقافي واجتماعي ومادي، ورغم كدا محدش عمل أي اجراء.

طيب هي البنت لو اتكلمت هنصدقها؟، كام أب وأم لما يعرفوا إن واحد ضايق بنتهم هينتفضوا، مش هيتخانقوا معاها ويحملوها المسئولية، ويشوفوا إنها السبب، ويبصوا علي سمعتهم اللي هتتأثر لأن واحد تحرش ببنتهم؟

غالبية الأسر لا تثق فى بناتها لمجرد إنهن بنات، وطبعا فيه أسر بتثق في بناتها، بس احنا أكتر من ميت مليون والغالبية طالعة بتاكل وتعيد زراعة نفس القيم والأدوات.

القيود علي البنت لمجرد إنها بنت، والحرية المطلقة للولد لأنه ولد، بنربي بناتنا إنهن ناقصات، وكل واحدة لازم تكتمل وحلم الاكتمال فى الزواج والخلفة.

البنت لو اتدلعت ولا حاولت ترقق صوتها تسمع ما لذ وطاب من أمها قبل أبوها، احنا ماكينات لإعادة تصنيع القهر، الست مننا ممكن تتجوز بس علشان تهرب من قهر أبوها وأخوها، بس لما تخلف تعيد نفس الظروف لبنتها.

البنات اللي بتتعرض لمشاكل مع رجالة حواليها، بتحتفظ بمشاكلها سرًا، وممكن تتورط اكتر لأن الخوف هو أكبر مدمر لكل رغبة فى الحياة او النجاح.

الخوف من التعنيف، والسخرية، والحبسة والعنف الجسدي، الخوف من الدفع بها لأي زوج للتخلص من عارها.

مجتمعنا مليان بالتشوهات، وللأسف طول الوقت بنعيد إنتاجها وتدويرها، وكأننا ملتزمين بمساحة قهر ومساوئ علينا ننتجها سنويًا، والمحزن إن لا المستوي الثقافي ولا الاجتماعي ولا المادي ضمان إن أصحابهم بيربوا اولادهم خاليين من التشوهات.

ربوا أولادكم من غير ما تحطوهم في قوالب مش بتاعتهم، بنتك هي بنتك بالكتير قوي صديقة لما تكبر، والولد هو ابن وبرضه صديق لما يكبر، ما تحملوش أولادكم مسئوليات وتضغطوهم، وتنزعوا منهم الثقة فى قدرتهم على الخطأ والتراجع، لما بنت تعرف ولد ويحاول يستغلها لازم تلاقي حماية من اهلها، وموقف ينزع عنها الظلم مش عقاب وإهانة تخليها تخضع للاستغلال على اعتبار انه محدش عارف أو شايف، بطلوا تشوهوا عيالكم، التربية السليمة هي البداية لو عايزين نتخلص من مشاكلنا.