يبدو أن العالم أجمع يسير في اتجاه، ونحن في مصر وخاصة في الرياضة وكرة القدم نسير في اتجاه آخر معاكس، فمع الخوف المتزايد من فيروس كورونا المستجد الخطير الذي هاجم العالم أوائل العام الحالي، والتعامل بحذر كبير وإجراءات احترازية شديدة لمواجهته، يظهر الحال في الدوري المصري عكس ذلك.

استخدمت بعض الأندية فيروس كورونا للضغط على اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة لإلغاء مسابقة الدوري العام، مفضلة بدء مسابقة جديدة، فأعلنت إصابة لاعب لديها أو أكثر أو من الجهاز الإداري والفني بالمرض الخطير، فقط لمحاولة التأثير على القرار وعرقلة استكمال المسابقة دون مراعاة لخطورة الأمر.

قبل أن تتراجع في ادعاءاتها تلك وتعلن سلبية الحالة تلك، بعدما قام اتحاد الكرة بعمل مسحة أولى وثانية وثالثة لكل الفرق المشاركة في المسابقة، للتأكد من سلامة الجميع قبل استكمال المسابقة، مما وضع تلك الفرق في موقف حرج للغاية، كونهم فضلوا المصلحة الشخصية البحتة لهم على الصالح العام، وأضروا بسمعة لاعبيهم هؤلاء الذين ادعوا إصابتهم بالمرض الخطير.

 

الزمالك بين وبين

قبل إجراء المسحات، خرج علينا حارس الفريق الأبيض محمد عواد ليعلن إصابته عبر حسابه الرسمي بمواقع التواصل الاجتماعي بالفيروس الخطير، ولكنها إصابة شكك بها الكثيرون، لاسيما أنها جاءت في خضم الأزمة بين الزمالك من جهة واتحاد الكرة والأهلي من جهة أخرى، حول استكمال الدوري المتوقف، والذي تزعم الزمالك جبهة الرفض له برئاسة مرتضى منصور.

الشك ازداد بشكل أكبر عندما أعلن عواد نفسه بعد أقل من 4 أو 5 أيام شفائه السريع من المرض الذي يأخذ في العادة 14 يومًا لتظهر النتيجة الثانية له، وقام الحارس بالدفاع عن نفسه عن تلك الاتهامات قائلاً بأنه شعر بضيق في التنفس خلال الفترة الماضية، فكيف يشككون بإصابتي؟، وعلى الجميع أن يفكر بعقلانية أكثر، فقد أولهم التعصب إلى مرحلة صعبة، لقد التزمت بفترة الحجر المنزلي، ثم عملت مسحة وأنا في سيارتي متجهًا إلى الجونة في إجازة فظهرت أنها إيجابية رغم عدم وجود أعراض علي، وقمت بالإعلان عن ذلك.

 

اقرأ أيضا:

توقف الكائنات الفضائية عن العمل.. هل انتهى عصر برشلونة الجميل؟

 

وانتهى الأمر عند هذا الحد عندما التزم الجميع بالمسحات الرسمية التي يقوم بها اتحاد الكرة عن طريق اللجنة الطبية به لكل فرق الدوري، والتي أظهرت الحقيقة كاملة على كل من ادعوا ذلك المرض.

فيما قرر الزمالك بعد فترة رفض كبيرة الدخول في معسكر لإعداد لاعبيه اليوم “الخميس”، في مدينة الإسكندرية، استعدادًا لاستئناف مبارياته في الدوري المصري الممتاز ودوري أبطال إفريقيا.

ويحتل الفارس الأبيض المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري المحلي برصيد 28 نقطة، بينما على المستوى الإفريقي، يُنتظر أن يلاقي الرجاء المغربي في قبل النهائي.

 

أندية مصابة بالفعل

بكل شفافية أعلنت بعض الأندية التي أقامت مسحة على نفقتها للاعبيها، قبل مسحات اتحاد الكرة، عن إصابة بعض لاعبيها واداريها بـ “كورونا”، وكان أولهم نادي الجونة الذي كشف عن حالة واحدة إيجابية ودخلت الحجر الصحي لتناول العلاج.

كذلك الأمر لنادي إنبي الذي أعلن إصابة 2 من أفراده بالفيروس المستجد، ودخلا في الحجر الصحي وبروتوكول العلاج لكي يشفيا قبل انطلاق المسابقة، وأيضًا نادي طنطا الذي أعلن عن إصابة 6 من لاعبيه في البداية ثم انخفضت إلى 4 بعد فترة العلاج.

والزمالك نفسه أعلن إصابة مصطفى فتحي وأحد إداريه وأخيرًا كريم بامبو، بفيروس كورونا بعدما جاءت المسحة إيجابية لهم، ودخلوا مرحلة العلاج سريعًا ليلحقوا بالفريق قبل ارتباطاته المهمة المقبلة، فيما أعلن الأهلي سلبية كل المسحات لأفراد فريقه تمامًا وبدأ التدريبات قبل عدة أيام بالفعل.

 

اتحاد الكرة واللجنة الطبية

رغم بعض الاختلاف والاضطراب الذي شهد عمل اللجنة الطبية المكلفة من قبل اتحاد الكرة بإجراء المسحات على فرق الدوري، إلا أنها قامت بعمل وجهد كبير، عن طريق 3 مسحات لكل أعضاء فرق الدوري الـ 18، وظهرت عدة حالات في الأولى ثم قللت في المسحة الثانية، وأخيرًا في المسحة الثالثة وصل العدد لأقل من 15 حالة إجمالاً بكل أندية الدوري.

اقرأ أيضا:

استكمال الدوري ورفض الزمالك.. تصعيد متبادل ومصير مجهول

 

وأعلن الاتحاد في بيانات له خلال الأيام القليلة الماضية، عن هوية تلك الإصابات وجاءت كالآتي: 4 إصابات من نادي طنطا، و4 إصابات بصفوف فريق حرس الحدود، ولاعب من طلائع الجيش، والاتحاد السكندري، والمقاولون، والجونة، بالإضافة إلى 3 لاعبين من إنبي.

ومن المتوقع أن يعود الدوري المصري يوم 6 أغسطس المقبل، بمباريات المؤجلة من الجولات السابقة للدوري المتوقف قبل 4 أشهر من الآن، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وستكون ضربة البداية لمباراة الأهلي مع إنبي.