أعلنت وزارة الصحة والسكان، انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، مؤكدة أن الوضع مستقر منذ بدء مرحلة التعايش حتى الآن، وأن مصر قد تجاوزت مرحلة ذروة الإصابة بالفيروس ودخلت مرحلة التعافي وفقًا للمؤشرات المبدئة والأرقام المُعلنة، إلا أن المشهد في الشارع المصري قد يوحى بنتائج مغايرة، خاصة بعد خروج المواطنين للعمل ورفع حظر التجوال وبدء مرحلة التعايش.

أحدث رصد يومي من وزارة الصحة للفيروس

أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية في رصدها اليومي لفيروس كورونا أن عدد الإصابات الجديدة بالفيروس سجل 981 إصابة جديدة، بينما سجلت الوفيات 85 شخص، فيما بلغ إجمالي الإصابات في مصر نحو 80235 حالة، تم تعافي 23274 حالة من بينهم، وبلغت إجمالي حالات الوفاة 3702 شخص.

وكان العد التنازلي للإصابات قد بدء بالمزامنة مع الإجراءات الأخيرة التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي وبدء مرحلة التعايش.

تساؤلات عن استثناء مصر من ازدياد معدل الإصابة العالمي

محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء قال إن الأسس التي ترتكز عليها بيانات وزارة الصحة والسكان غير معلنة، كما أن معرفة الأرقام الحقيقية في مصر لن يخرج عن المناخ العام في دول العالم، فلازالت منظمة الصحة العالمية تحذر من خطر عودة النشاط الاقتصادي مرة أخرى، وتؤكد وجود زيادة في الأعداد وموجة جديدة محتملة من انتشار الفيروس حول العالم، فضلا عن مناقشة انتشار الفيروس عبر الهواء والتحذيرات المتتالية الناتجة عن زيادة عدد الإصابات عالميًا.

ماهر الجارحي، نائب مدير مستشفى حميات امبابة، أكد أن الأعداد انخفضت لأكثر من 50% مقارنة بالفترة السابقة، لعدد من الأسباب أهمها ضعف قوة الفيروس نفسه رغم انتشاره، بالإضافة إلى التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، مؤكدًا أنه في بداية انتشار الفيروس كان هناك تجاهل للإجراءات الوقائية، إلا أن المواطنين أصبحوا على درجة كبيرة من الوعي تأثرًا بما تبثه وزارة الصحة ووسائل الاعلام المختلفة وأصبحوا على درجة كبيرة من الالتزام بالتعليمات والضوابط.

التوسع في استخدام “العزل المنزلي” رسميا وشعبياً”

وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، أعلنت أن العزل المنزلي لمصابي فيروس كورونا بدأ في الأسبوع الثالث من شهر مايو الماضي، مؤكدة أنه بدءًا من يوم 17 وحتى 23 مايو كان توزيع المصابين على النحو التالي:” نسبة الاعتماد على المستشفيات 46% مقابل إقامة 43% من الحالات بنزل الشباب، و11% فقط بالعزل المنزلي”، وفي الفترة من “17 وحتى 23 مايو “، كان توزيع المصابين على النحو التالي:” نسبة الاعتماد على المستشفيات 44% مقابل 14% فقط يقيمون بالنزل، وتوسع العزل المنزلي ليشمل 42% من الحالات”.

لكن مدير مركز الحق في الدواء قال “أن الكثير من المواطنين قاموا بعزل أنفسهم في المنازل، ويتم صرف الأدوية لهم بدعم من وزارة الصحة التي طلبت منهم القيام بذلك، وأعداد الذين يقومون بعزل أنفسهم منزليًا حائل دون دقة البيانات الواردة في وزارة الصحة، خاصة أنه لا يوجد حصر حقيقي لعدد الذين دخلوا في العزل المنزلي والذين قد تتجاوز أعدادهم مئات الآلاف”.

وأضاف “فؤاد” أنه لكثرة عدد المرضى الذين قاموا بعزل أنفسهم منزليًا هناك عدد من الصيدليات في شوارع متفرقة تم وضع جهاز تنفس بها بعد تشارك الأهالي في شراءه كصدقه، مؤكدًا أنه حتى الآن لازال القائمين على إيجاد لقاح للفيروس يحاولون التعرف على هوية الفيروس، ولم يتم معرفة تركيبة هذا الفيروس وبمجرد الوصول إليها سيتم إيجاد علاج له.

نائب مدير مستشفى حميات إمبابة أكد أن العزل المنزلي لا يتم على إطلاقه كما يظن البعض، بل أن هناك إجراءات تتبع كي يدخل المريض في عزل منزلي إذا كان مصابًا بفيروس كورونا، فيتم إجراء الفحوصات اللازمة له والتأكد من أنه لا يعاني من مرض مزمن أو ضغط أو سكر وليس من كبار السن، فضلا عن كونه في المرحلة الأولى من الإصابة والأمر مستقر ومن ثم يسمح له بالعزل المنزلي.

وأضاف “الجارحي” أنه في حال ثبوت احتياج المريض للوجود في المستشفى لأي سبب قد يحول دون تعافيه السريع واستجابته للعلاج يتم احتجازه على الفور.

 عدد المسحات يتحكم في معرفة عدد المصابين الفعلي

محمود فؤاد أكد أن عدد المسحات التي تم إجراءها أحد أدوات احتساب الإصابات، فكلما زاد عدد المسحات بالتبعية يزيد عدد المصابين وهو ما تم فعليا في عدد كبير من الدول العربية والأوروبية.

وأكد “فؤاد” ن اللافت في الأمر أيضًا أن المسحة لا تخرج نتيجتها لحظيًا وهذا ما يعنى أن الأرقام المُعلن عنها لا ترتبط باليوم ذاته التي صدرت فيه فضلا عن احتمالية تعايش المواطنين والعزوف عن إجراء المسحات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حثت عدد من دول العالم من بينها مصر علي زيادة عدد المسحات التي يتم اجراءها كضرورة حيوية لمعرفة أكبر قدر من المصابين وحصر انتشار العدوي.

دكتورة هالة زايد قالت في مداخلة لأحد القنوات الفضائية: “غلط نعمل تحليل كورونا لكل المجتمع”، مضيفة أن الوزارة تعمل وفق المعطيات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية وتقوم بعزل المخالطين أيًا كان عددهم مؤكدة أن نسبة الشفاء من الفيروس مرتفعة والأوضاع تتجه نحو الأفضل.

بيان سياسي. والانتخابات كلمة السر

محمود فؤاد، مدير مركز الحق في الدواء أكد أنهم طالبوا أكثر من مرة بحصر عدد المصابين في المحافظات وخروج بيانات أكثر تفصيلًا بشأن الفيروس للتعرف على حجم انتشاره وأماكن تمركزه، بالإضافة إلى تفاصيل أكثر حول أسباب زيادة الأعداد ومدى ارتباط ذلك بدرجة الحرارة كما انتشر في مواقع التواصل وبعض المواقع الإخبارية.

وأعتبر “فؤاد” أن البيان الذي يصدر عن وزارة الصحة لرصد الحالات بشكل يومي هو : “سياسي لا علاقة له بالصحة وينقصه الكثير من الحقائق”، وربما هذا ناتج عن قرب حلول الانتخابات وعدم إمكانية الحفظ على التباعد الاجتماعي، خاصة أن اللجنة الواحدة داخل الفصل بها نحو 15 شخص، مؤكدًا أنه يلتقي ببعض مدراء المستشفيات والمعاهد ويؤكدون على زيادة الاعداد لدرجة أن الأطباء أنفسهم لا يجدون أماكن لعلاجهم.

 مؤشرات واحتمالات

وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم كانا قد أجريا مسحة كاملة لـ 50 شخصًا من كل ناد في الدوري الممتاز، تشمل اللاعبين والجهاز الفني والإداريين، بمجموع 900 مسحة لـ 18 نادي، وجاءت نتيجة الفحص إصابة 27 شخص بينهم 20 لاعبا و7 من الاداريين بنسبة 3%، كما حظرت الصين رحلة جوية من مصر بعد اكتشاف اصابة 6 ركاب على متنها بفيروس كورونا بنسبة تقترب أيضا من 3% من عدد الركاب بافتراض أن الرحلة كانت تضم 200 راكب.

لو استخدمنا هذه النتيجة كمؤشر على احتمالات الإصابة العامة في مصر سيصبح من المحتمل إصابة 3 مليون شخص من بين 100 مليون عدد سكان مصر الآن، وهو ما يطرح تساؤلات حول حقيقة الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة ليس بسبب عدم دقتها، فالمؤكد أن أداء مصر في الازمة قد حظي بإشادة من “منظمة الصحة العالمية، غير أن عدم قدرة النظام الصحي علي الوصول لكل المصابين والذين لا يبلغون عن حالات إصابتهم، بالإضافة إلى قلة المسحات المتاحة من النظام الصحي، قد تكون سببا في تسرب الكثير من المصابين دون رصدهم ضمن حدود التقارير الرسمية.