يبدو أن فيروس كورونا المستجد بات يمثل تهديدًا كبيرًا لصناعة السينما في الهند، حيث ضرب العديد من أبرز نجومها خلال الفترة الأخيرة، وأدى لوفاة واحدًا من أساطيرها، وأخيرًا أصاب النجم العالمي أميتاب باتشان أشهر هؤلاء العمالقة في تلك الصناعة المثيرة، التي تعلق بها الجميع طوال السنوات الماضية وخاصة من السبعينيات حتى نهايات القرن الماضي.
كما أصبح نجومها ألمع من قرص الشمس حول العالم، ومع المشاكل العديدة التي دخلت على تلك الصناعة العملاقة في الهند، والتي يطلق عليها اختصارًا اسم “بوليوود” نسبة لاسم مدينة مومباي القديمة “التي تحتضن مقر تلك الشركات الضخمة”، وكذلك هوليوود الاسم الأشهر في السينما الأمريكية، جاء فيروس كورونا ليضربها في مقتل، ويكون أحد أخطر تلك المشاكل التي ربما تهدد ميراثها الأهم ،وهو نجومها بعد وفاة أحدهم وإصابة ألمعهم.
فرغم أكبر مشكلتين تهددان مصير تلك الصناعة العملاقة، وهما القرصنة على الأفلام حيث تعد الهند من أكبر الدول عبر العالم تتعرض للقرصنة في مجال السينما، حيث تصور الأفلام وتنسخ وتباع منها نسخ كثيرة، مما يجعلها تخسر كثيرًا من الأرباح على عكس الحال في هوليوود على سبيل المثال.
المشكلة الأخرى هي عدم التجديد في القصص والأحداث، فأصحبت الأجيال الجديدة عامة ومشاهدو السينما الهندية خاصة، على دراية بأغلب النهايات للأفلام وقصصها، فقل الشغف بها كثيرًا عن وقت ذروتها بنهايات القرن الماضي، وهو ما تهدف الصناعة حاليًا للتغلب عليه بإنهاء الأفلام بشكل غير متوقع وتغيير القصص والأفكار بشكل جذري حتى تجذب الجمهور مرة أخرى لها كما كان في عصرها الذهبي، ولكن كورونا بات أخطر تلك المشاكل وأحدثها على الصناعة، لما أحدثه من خسائر وإصابات لأكبر نجومها الذين يمثلون رأس مالها الحقيقي.
وفاة أحد نجوم بوليوود
بدأت القصة مع فيروس كورونا بإصابة ثم وفاة واجد خان، أحد أبرز ملحني أغاني الرقصات بصناعة السينما في بوليوود، وقد توفي في شهر يونيو الماضي عن عمر ناهز 42 عامًا، وقال شقيقه إنه كان يعاني من مشكلة في الكليتين، وتسبب كورونا في وفاته بمدينة مومباي جراء سكتة قلبية.
وتسببت أول وفاة في بوليوود مرتبطة بالوباء بصدمة كبرى في هذه الصناعة، التي كانت لا تزال متأثرة برحيل عرفان خان وريشي كابور في أبريل الماضي.
إصابة الأسطورة
آخر الضحايا كان الأسطورة أميتاب باتشان، والذي أعلن على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أن الفحوصات التي قام بها أثبتت إصابته بفيروس كورونا الخطير وتم نقله للمستشفى.
وأضاف النجم اللامع صاحب الـ77 عامًا أن الاختبارات أثبتت إصابته بكورونا، ونقل للمستشفى التي أبلغت السلطات بذلك، وقامت بإجراء اختبارات للأسرة والموظفين.
ونقل لمستشفى نانافاتي في مومباي مركز المال والترفيه بالهند، وقال متحدث باسم المستشفى إن “باتشان” تُجرى له اختبارات مكثفة.
ويعد أميتاب واحدًا من ألمع وربما أهم النجوم في السينما الهندية، حيث يتمتع بشعبية واسعة بدأت منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين بأفلام عظيمة قام بأدائها، كما عٌرف باسم الشاب الغاضب هناك، وظهر منذ ذلك الحين في أكثر من 180 فيلمًا في حياته المهنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود.
ويعتبر “باتشان” أحد أعظم الممثلين الأكثر تأثيرًا في تاريخ السينما الهندية، وبسبب ذلك التأثير دعاه المخرج الفرنسي فرانسوا تروفو بـ”رجل صناعة السينما الوحيد”.
كما فاز “باتشان” بالعديد من الجوائز الكبرى في حياته المهنية، من ضمنها ثلاث من جوائز الفيلم الوطني لأفضل ممثل، و14 جائزة “فيلم فير” والعديد من الجوائز الأخرى في المهرجانات السينمائية الدولية، وهو أكثر ممثل ترشح لجوائز “فيلم فير” في الفئات الرئيسية حيث يمتلك 39 ترشيحًا.
كما أنه بالإضافة للتمثيل، عمل أميتاب كمغني ومنتج أفلام ومقدم برامج تلفزيونية، ولديه أيضًا تجربة في السياسة بسنوات الثمانينات، وقامت الحكومة الهندية بتكريمه بجائزة “بادما شري” في عام 1984، وبجائزة “بادما بهوشان” في عام 2001 وبجائزة “بادما فيبهوشان” في عام 2015 لإسهاماته في مجال الفن.
النجمة الأبرز
أثبتت الفحوصات الطبية التي قامت بها نجمة بوليوود آيشواريا راي باتشان وابنتها إصابتهما بفيروس كورونا أيضًا، وذلك بعد يوم واحد من نقل والد زوجها وأشهر نجوم السينما الهندية أميتاب باتشان، وزوجها الممثل أبهيشيك للمستشفى لتلقي العلاج من كورونا.
وقال راجيش توب وزير الصحة بولاية ماهاراشترا في تغريدة نشرها بحسابه على “تويتر”، إن الفحوصات أثبتت إصابة آيشواريا وابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، ولم يتضح ما إذا كانت نُقلت إلى المستشفى مثلما نُقل أميتاب وأبهيشيك بعد ظهور الأعراض عليهما.
وعملت آيشواريا صاحبة الـ46 عامًا، والتي سبق أن فازت بلقب ملكة جمال العالم، في عدد من أفلام بوليوود وهوليوود ولها شعبية كبيرة كذلك وتعد من نجمات السينما الهندية الكبار.
رقم مرعب لـ”كورونا” في الهند
وسجلت الهند أمس الأحد زيادة قياسية في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى نحو 850 ألفا، مما أجبر السلطات على إعادة فرض إجراءات عزل جزئية في بعض المناطق المكتظة بالسكان.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة الاتحادية تسجيل ما يزيد على 27,100 حالة إصابة جديدة في الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما ارتفع عدد الوفيات إلى 22,674 بعد تسجيل 551 وفاة في يوم واحد.