يُعرف عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضمها العديد من الأقليات الدينية والعرقية بين جنباتها الوطنية، وتعد الطائفة الشيعية هي الأكثر عددًا في البلاد، والتي سعت بصورة أو بأخرى للسيطرة على أي طموحات انفصالية ربما تكون من أعداء النظام الملالي، أو حتى مدفوعة برغبتهم في الحكم الذاتي.

 الأقليات في إيران، لا تُعامل بذات المعاملة التي يلقاها الجميع، بل تنقسم لفئات ومستويات عدة، فمنها من يحصل على كافة الحقوق الدينية والمدنية وحتى السياسية، ومنها من يحصل على بعض منها، ومنها من لم يحصل على شيء.

وبالنظر إلى تلك الأقليات التي اعترف بها الدستور الإيراني وهي المسيحية واليهودية والزرادشتية التي تسعى لتشكيل كتلة موازية لحجم الأغلبية الشيعية، فستجد أن الأقلية المسيحية التي تتركز في في محافظات “أصفهان وطهران وأذربيجان” تحظى باحترام النظام الساعي لتوطيد علاقته بها، إذ يسمح لها بممارسة الطقوس الدينية بحرية كاملة ولم يمنع بناء الكنائس الجديدة، ولها ميزانية سنوية لترميم دور عبادتها، ولها حق التمثيل البرلماني كما أن لها… اقرأ المزيد

 

https://www.facebook.com/110562830478858/videos/1201834266819688

 

أما اليهود، فمنحوا حقهم في العبادة وممارسة الطقوس الدينية بحرية مطلقة تصل حد السفر لإسرائيل وكذلك تعلم اللغة العبرية وإنشاء مدارس ومستشفيات خاصة بهم ولكن يحظر عليهم العمل في المناصب رفيعة المستوى بالدولة، مع إعطاء حقهم في التمثيل البرلماني، إلا أن إسرائيل تسعى لتجنديهم عبر وسائل مغرية وهو ما جعل اليهود الإيرانيين.. اقرأ المزيد 

 

https://www.facebook.com/110562830478858/videos/570860560467392

على النقيض تمامًا يمكنك أن ترى أقصى درجات الاضطهاد وطمس الهوية للأقليات السنية التي تنقسم للأقليتين البلوش والأحواز اللتين تسكنان إقليم الأحواز وبلوشستان، فالأقلية الأحوازية يمكن اعتبارها الأكثر اضطهادًا في بلاد فارس، والتي لم تحظى بأدنى حقوق منذ العهد البهلوي، وحتى عقب قيام الثورة الإسلامية، ما جعلها مستمرة في استهداف السلطات الإيرانية معلنة تمردها على سوء أحوالها، واحتجاجًا على الاضطهاد المُمنهج ضدها، ما ألصق بها تهمة الإرهاب الدائم من قبل النظام الملالي الذي توعدها بأشد أنواع العقاب حتى بلغ الأمر حد… اقرأ المزيد

 الأحواز الأقلية الأكثر اضطهادًا في إيران

البلوش لم يكونوا بحال أفضل من أقرانهم السنة إذ عمدوا لتنفيذ عدة ثورات مسلحة لنيل استقلالهم وتقول الناشطة الحقوقية البلوشية “منيرة سليماني”، إن الشعب البلوشستاني يتعرض إلى قمع واضطهاد مُمنهج من قبل السلطات الإيرانية، وأنهم بلا حقوق دينية، ولا يحق لأبنائهم الترشح لمناصب عليا في الدولة كونهم من السنة، كما أن الدستور الإيراني يتخذ من المذهب الشيعي مذهبًا رسميًا للدولة، ومن ثم يهمش أنصار المذهب السني، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى … اقرأ المزيد

البهائيون الأقلية الأكبر عددًا في بلاد فارس من غير المسلمين، يجدون صعوبة تامة في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، حيث حرمتهم الحكومة الإيرانية من التعليم والمناصب وزجت بهم داخل السجون، ويتراوح عددهم بين 300 إلى 400 ألف شخص، وتعمل الحكومة هناك على تدمير معابدهم، إلا أنهم ظلوا أصحاب حق في تولي مناصب حكومية، وحق التعليم، حتى قيام الثورة الإسلامية، التي كنت لهم العداء الواضح حتى بلغ الأمر … اقرأ المزيد

 

وبالرغم من قدرتهم على الوصول لسدة الحكم إذ انتخب من بينهم أحمدي نجاد رئيسًا للبلاد واختير المرشد الأعلى للدولة من أصولهم، فإن الأذريين المنتمين للأقلية صاحبة السطوة والنفوذ الأعلى بين الأقليات، تسعى للانفصال وتكوين إقليم يتمتع بالحكم الذاتي.. اقرأ المزيد

الزرادشتية يعانون من الاضطهاد والقمع والتهميش

الأقلية الأهم داخل المجتمع الإيراني الذي يضم أقليات تصل حد التشرذم، هي الزرادشتية، التي يعاني أتباعها كل المعاناة من الاضطهاد والقمع والتهميش داخل البلاد التي تأسست فيها، إلا أن أسباب ربما تكون غير سياسية من الطراز الأول قد تكون سببًا في ضعف قواها، إذ أسلم عدد كبير من أنصارها، وتزوجوا على النهج الإسلامي مدفوعين بضغوط الـ… اقرأ المزيد

ويمكن من قراءة المشاهد السابقة، معرفة طريقة تعامل الدولة الإيرانية مع أقلياتها إذ تتبع الوزن النسبي لتلك الأقليات وليس العددي، حيث تبحث عن الأقوى لتوطد علاقتها به وتُقصي من تظن أنهم مصدر خطر عليها، فتارة تدعُم اليهود وتارة تضطهد السُنة، تُنصر المسيحيين وتهدم معابد البهائيين، وهكذا حتى اندثرت معظم الأقليات أو اندمجت بفعل الضغوط الحكومية تاركة خلفها إرثها التاريخي والحضاري، معلقة آمالها العريضة على أجيال جديدة قد ترتقي لحد مواجهة القبضة الأمنية الإيرانية وتنال استقلالها.