كتب دينية قبطية، طبع تحمل اسم المسيح من الخارج، تضمن محتواها بعض الشروح المسيئة والتي تخالف العقيدة المسيحية داخل الكنائس، لتتسبب في أزمة تتصاعد خلال الساعات الماضية، بإصدار كل الجهات القبطية تحذيرات شديدة اللهجة، لما لكلماتها من خطورة على العقيدة، ولاهوت السيد المسيح.

المعنى الصحيح لإنجيل المسيح، الحوار الصحيح لحواري المسيح، الإنجيل.. قراءة شرقية، وقراءة صوفية لإنجيل يوحنا”.. هكذا جاءت أسماء الكتب الأربعة التي أثارت غضب مسؤولي الكنائس في البلاد، وما زاد الأمر حدة مشاركة القس إكرامُ لمعي، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر، في كتابة أحدها.

محتوى الكتب الأربعة

شرح القس رفعت فتحي الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، محتوى الكتب الأربعة، قائلًا إنها مجموعة من الكتب تُترجم الكتاب المقدس، وتحول آياته من اللغة اليونانية التي كُتب بها قديمًا إلى اللغة العربية، دون مراعاة الفروق بين اللغة اليونانية القديمة والحديثة وبعض معاني الكلمات.

وأضاف الأمين العام لسنودس النيل الإنجيلي وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، أن العهد الجديد من الإنجيل مكتوب باللغة اليونانية، لكن الكتب الجديدة التي تم توزيعها في الأسواق ما هي إلا أوراق تحتوي على معلومات مغلوطة، مؤكدًا أن أصحاب تلك الكتاب لم يأخذون رأي مجلس الكنائس أثناء كتابتها، وأنها كتب غير موثوق فيها ولا يمكن استخدامها.

القس إكرامُ لمعي وعلاقته بالكتب المحرفة

وعن وجود اسم القس إكرام لمعي، على أغلفة أحد الكتب المتداولة قال القس إن “إكرام” ليس مترجمًا، كما أنه ليس متخصصًا في اللغة اليونانية، لأنه من المفترض أن يكون على معرفة بها، كما أنه كان مجرد مستشار أبدى رأيه في بعض النقاط، ولكن لا علاقة له بالترجمة.

وكان القس إكرام لمعي، قد أصدر بيانًا بعد تداول أغلفة الكتب المُنتسبة لكتب العهد الجديد من الكتاب المقدس، نافيًا مشاركته في ترجمات الكتب لأنه ليس من أهل التخصص في ذلك الشأن، وأن اسمه وضع على أغلفتها بهدف الترويج لها، ونشرها على نطاق واسع في مصر.

اختلافات الكتب الجديدة مع الترجمات المعتمدة

أما عن اختلاف الكتب الجديدة عن الكتب المُعتمدة، يقول القس بيشوي حلمي، أستاذ اللاهوت العقيدي بالكلية الإكليركية، إنه اطلع على الترجمات الجديدة، وعندما قارنها بالترجمات المعتمدة، وجد أنها تختلف اختلافًا جوهريًا، فتعتمد على إخفاء حقائق أساسية خاصة بالعقيدة المسيحية، بأنها تساوي المسيح مع الأب.

ويضيف أستاذ اللاهوت العقيدي بالكلية الإكليركية، أن الترجمات الخاصة بالإنجيل يتم الاعتماد فيها على عدة نُسخ تتفق الكنائس عليها، أما الكتب الموزعة خلال الفترة الماضية، فتخفي بين طياتها الحقائق المعروفة عن الكتاب المقدس، ويوجد بداخلها عدد من الأفكار “الأريوسية” التي تهدف بدورها لزعزعة إيمان المواطنين، وإشعال فتنة بين المسيحين وبعضهم البعض.

الكتب قديمة ولا يمكن منعها

ويؤكد القس رفعت فتحي، أن الكتب التي تم تداولها خلال الفترة الماضية موجودة منذ عدة أعوام، وتمت طباعتها في بيروت، وهي اجتهادات من بعض المترجمين في محاولة منهم للتقريب بين الأديان، على حد قولهم، لافتًا إلى أن هناك عددًا كبيرًا من كتب التحليل على الإنترنت، لكن أن يتم طباعتها تحت اسم تراجم أمر مرفوض.

ويشدد رفعت، على أن الوقت الحالي هو الأمثل لنشر تلك الكتب، في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد في البلاد، واتجاه أغلب الشباب للكتب الدينية، لذا يجب مواجهة الفكر بالفكر، لزيادة وعي الشباب، لحماية الفكر المسيحي من الأفكار المسيئة للمسيح.

الكنيسة الأثوذكسية تحذر

ويوضح القس بوليس حليم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، أن الكتب المنتشرة هي ترجمات العهد الجديد تحاول جذب القارئ عن طريق وضع المسيح في عناوينها، لكنها ترجمات فاسدة، يحاول كل من شارك فيها إحياء هرطقات أريوسية استطاعت الكنيسة أن تنتصر عليها منذ فترة طويلة.

الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بالترجمات

وينوه الأنبا باخوم النائب البطريركي لشئون الإيبارشية البطريركية، إلى أن الكنيسة الكاثوليكية لا تعترف بالترجمات المنتشرة للكتاب المقدس “العهد الجديد”، وأنها لم تشارك في إخراجها من قريب ولا من بعيد، وترفضها رفضًا تامًا، بسبب تعارض محتواها مع العقيدة المسيحية.

أريوس والهرطقة

ولد أريوس في قيروان، عام 270 ميلاديًا، وجاء إلى مصر ليدرس في مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، استطاع أن ينال الكهنوت، ونشب بينه وبين بطريرك الإسكندرية البابا بطرس خلافًا وقتها، بحسب كتاب تاريخ الكنيسة القبطية للقس منسى يوحنا.

وعاد أريوس، مرة أخرى في عهد البابا أرشلاوس، وبدأ وقتها ينشر هرطقته وعلى الرغم من محاولات البابا بطرس لإرجاعه عن أفكاره التي يحاول نشرها بين الناس، بإنكاره لاهوت المسيح، ليبدأ الإشكال الهرطوقي في النصف الثاني من حياته.

تصدت الكنيسة لأفعال أريوس، حيث عقدت مجمعًا من الآباء المحليين بالإسكندرية لأول مرة، وحضره 100 أسقف، بعد تفسير أريوس للآيات بشكل خاطئ، ثم انعقد المجمع المسكوني بعدما تسلل الخوف إلى الملك قسطنطين من الانقسام الحادث بسبب بدعة أروس.

كان في ذلك الوقت البابا ألكسندروس، هو من يتصدى ويرد على كل كلام أريوس، واستطاع أن يُقنع كل أسقف أيد أريوس، إلا أسقفان فقط، وكان العالم ليصبح أريوس لولا تصدي الكنيسة له.