“البريك الزوجي”، أو البعد بين الزوجين لفترة، معينة، تُعد فرصة لاستعادة المشاعر وكسر روتين الحياة اليومية والابتعاد عن المشاكل لمعرفة أسبابها وإمكانية حلها من عدمه، وهو اللقرار الذي اتخذه الممثل الأمريكي ويل سميث وزوجته جادا بينكيت، لمراجعة الحسابات وحسم مصير العلاقة بينهما.
ويل سميث والبريك الزوجي
قالت جادا بينكيت، إن ما بدأ كصداقة وجهد عائلي لمساعدة ألسينا قبل 4 سنوات أصبح نوعًا مختلفًا من الارتباط، في الوقت الذي اعتقدت فيه هي وسميث أن زواجهما قد انتهى، قال سميث: “ارتباط؟ علاقة؟”، مطالبًا زوجته أن تكون أكثر تحديدًا، خلال النقاش الصريح الذي يعرض على فيسبوك ووتش.
وتابعت بينكيت: “نعم، لقد كانت علاقة، كنت أشعر بالكثير من الألم، كنت حزينة للغاية، الآن، أدرك تمامًا أنه لا يمكنك العثور على السعادة بعيدًا عن ذاتك، أود بالتأكيد على أننا فعلنا كل ما بوسعنا للابتعاد عن بعضنا البعض، لكني أدركت أن ذلك لم يكن ممكننا”.
“البريك من العلاقة الزوجية”، أو البعد بين الزوجين، يقبله أزواج، ويرفضه آخرون، وفي أغلب الأحوال لا يقبل أي طرف منهما قيام الطرف الآخر بإقامة علاقة في هذا “البريك”، رغم أن فكرة البعد تُبنى على اختبار مشاعر كلًا منهما، ولن يتم هذا الاختبار إلا بوجود أشخاص جدد، ومن هنا يستطيع الشخص تحديد ما يحتاجه، هل هو بحاجة للعودة لشريكه السابق، أم يمكنه الاستمرار في العلاقة الجديدة.
ما فعلته جادا فعله ويل سميث أيضًا، ففي يوليه 2018، أعلنت عدد من وسائل الإعلام العالمية عن وجود علاقة تجمع سميث بأنجلينا جولي، منذ أكثر من عام، عقب انفصال أنجلينا عن براد بيت، خاصة بعد إعادة نشر مجموعة من الصور التى جمعت الإثنين أثناء قيامهما بنزهة خلوية وسط البحر.
خيانة زوجة سميث، أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، التي أوضحت أبعاد أخرى للقضية، وهي كيف يرى المجتمع هذا التصرف في ما يطلق عليه “البريك الزوجي”، فجاءت التعليقات النسوية داعمة لموقف جادا لأنها قامت بهذا الأمر في وقت توقفت في العلاقة مع زوجها، رغم أن تلك التعليقات كانت العكس عند الحديث عن علاقة سميث وأنجلينا جولي، فحينها خرجت تعليقات وأصوات عدة برفض الفعل، واعتباره خيانة حقيقة، حتى مع دخول العلاقة الزوجية في مرحلة “البريك”.
البريك الزوجي في الدراما المصرية
الدراما المصرية، نقلت فكرة “البريك الزوجي” في مسلسل هذا المساء، عندما أدت أروى جودة دور “نايلة”، التي قررت بدء تجربة الانفصال دون طلاق عن زوجها “أكرم”، الذي أدى دوره الفنان إياد نصار، وقرر كل طرف البعد عن الطرف الآخر، لمدة معينة كتجربة حياة جديدة، ويختبر كل منهما الطرف الآخر ليصلا إلى حل في علاقتهما إما انتهائها او عودتها من جديد.
الفكرة كانت جديدة على المجتمع المصري، وحملت مواقع التواصل حينها تعليقات عدة، من سيدات ورجال، حول رفض الفكرة، وأنها تُعبر عن الطبقة الأرستقراطية، خاصة أن الزوجين في المسلسل كانا يعيشان في مستوى اجتماعي جيد، ولديهما الكثير من المال، لكن الحياة كان يشوبها الفتور العاطفي، فكان مبررًا للزوجة لدخول “البريك”، لكنه لم يكن مبررًا للمشاهدين، الذين رأوا أن استقرار الحياة ماديًا واجتماعيًا يمكنه أن يعالج هذا الفتور.
قصص خيانات المشاهير عديدة، منها قصة الممثل الأمريكي، براد بيت، والذي كان متزوجًا من الممثلة الأمريكية، جينيفر أنيستون، عندما خانها مع الممثلة الأمريكية، أنجلينا جولي، أثناء عملهما في فيلم “السيد والسيدة سميث”، في عام 2005، وبعدها بفترة طويلة قال إنه و«أنيستون» في طريقهما للطلاق، ثم بدأت علاقته مع جولي تحظى بتغطية إعلامية، وكولين فيرث الممثل البريطاني، خانته زوجته السابقة بعد وقوع خلافات بينهما، وذلك خلال فترة كانت العلاقة الزوجية بينهما سيئة، وكانا خلالها بعيدان عن أحدهما الآخر.
الإجازة الزوجية
الدكتور محمد السيد المتخصص في العلاقات الزوجية، يقول إن ما يطلق عليه الإجازة الزوجية مُهمة في حالات عدة، ولكن هناك طرق لتطبيقها، ويجب الاتفاق على مدة تلك الإجازة، مشيرا إلى أن هذه الإجازة من الممكن أن تكون الطريق الوحيد لنهاية العلاقة الزوجية عند عدم وجود حلول للمشاكل القائمة بها، فيصبح البعد هو الحل، ويقرر الطرفان إنهاء العلاقة، وهنا لا ينبغي على الطرف الآخر منعه من التواصل مع أشخاص جدد أو البحث عن علاقة جديدة.
وهناك علاقات تساعدها الإجازة الزوجية في التعافي، والعودة من جديد لحياة ناجحة وسعيدة، وهذا يتم إذا كانت العلاقة صحيحة، والمشاكل بها يمكن حلها، فهنا الإجازة صحية للطرفين، لكسر الروتين والالتزامات، ويجب هنا بعد تحديد مدة لتلك الفترة، ألا يشترط أن تكون تلك الإجازة أن يسافر بها أحد الزوجين لخارج المدينة، والمهم أن يكون قرار الإجازة مشتركا بين الزوجين، ولا ينفرد به طرف دون الآخر لنجاح الأمر، ويفضل ألا تزيد المدة عن 15 يومًا.
فوائد البريك
موقع “مترو”، نشر في تقرير له 5 فوائد للإجازة الزوجية، منها أنه قد يشعر أحد الطرفين بالضيق بسبب سيطرة الطرف الآخر عليه، وهذا يدفعه للابتعاد عن شريكه لفترة من الزمن، ليحظى بفرصة للشعور بالاستقلالية بعيدًا عن أي ضغوط أو مشاكل، كما أن أخذ الزوجان استراحة بعيدًا عن بعضهما البعض، فرصة لتوافر فرصة ثمينة لهما لإعادة التفكير في علاقتهما ومشكلاتهما، وتذكر الأوقات الجميلة التي قضياها سوية، علها تعيدهما إلى جادة الصواب وتدفعهما لإصلاح ذات بينهما، كما أن البعد يمنح الزوجين فرصة للتعرف على أخطائهما والتركيز عليها، وهذا أمر مفيد لهما، فعوضًا من أن يركز كل منهما على أخطاء الآخر، يمكن لهما أن يراجعا أخطاءهما ويعمدا إلى تلافيها في المستقبل.
يوضح الدكتور محمد السيد، أن الإجازة الزوجية هدفها تحديد مصير العلاقة، ولكن ما يتم داخل المجتمع المصري أنها تكون إجازة مع وضع قيود على الشريك من الطرفان، وعند قيام السيدة بالتواصل مع شخص آخر يصفها المجتمع بشكل عام بالخيانة، ويبر الأمر للرجل باعتباره في فترة “البريك”، مشيرًا إلى أنه في المجتمع النسوي يحدث العكس، فتساند السيدات بعضهن البعض، وعلى الجانب الآخر ترفض دخول الرجل في علاقة جديدة.
يؤكد السيد، أن سبب هذا الإزدواج في الحكم على القصية، يعود إلى أن كل جنس يسعى لنصرة أبناء جنسه وهو أمر طبيعي، بالإضافة إلى أن السيدات دائمًا يُصدرن فكرة أنهن تحت القهر والظلم، ربما السبب في ذلك تعرضهن لأشكال مختلفة من التمييز، وفي حالات أُخرى للضغط والعنف، وحاليًا مع توافر وسائل التواصل الاجتماعي، ومع حصول المرأة على عدة مكتسبات تؤكد حقها في الاختيار، يمكنها إعلان دخولها في علاقة جديدة في فترة الإجازة الزوجية لوجود داعمين لها من الجانب النسوي، مشيرًا إلى أنه لنجاح تلك الإجازة الزوجية، يجب ألا يحجر الشريك على تصرفات شريكة، ولو كانت العلاقة سليمة وناجحة سيعود له من جديد، ولكن عند فشلها يجب إنهائها وهذا هو الأفضل للطرفين.