قبل ما تضحك اقرا، وقبل ما تتريق افهم المقصود.

الناس اتعودت ان خد لك نفس تيجي فى عزومات الشيشة وأحيانا الشيشة اللي فيها حاجات تانية، وفي الغالب اللي بيعزم ويقول كدا بيقي هدفه مشاركة المعزوم ومحاولة ابساطه.

لو حد بيبكى بشدة او بيجري بنهديه ونقوله خد نفسك، ما بين خد نفسك وخد لك نفس مسافة مش كبيرة الأولى هدفها الراحة والتانية هدفها الانبساط والمشاركة.

تحت العنوان دة ممكن نقول حاجات كتير قوي، حاجات لازم ناخد فيها نفس، علشان نقدر نكمل الأيام اللي عايشينها بأقل قدر من الضغوط.

لما بنقول خد لك نفس عايزين نبص على علاقاتنا ببعض، علاقتنا بحبايبنا تحديدًا.

تصورنا عن الحب إننا نلزق فى اللي بنحبه، والحب هنا مش بس اللي بين الراجل والست في علاقة عاطفية، لكن الحب بكل أشكاله، بين الأصدقاء، وبين الأهل.

القرب الشديد من اللي بنحبهم بيخلينا ما نشوفش حاجات كتير، وببساطة كدا اقرب منك كتاب قوي وجرب كدا هتعرف تقرأ؟ ولو قرأت هيبقي فيه صعوبة؟

اللزق اللي بيلزقها كل واحد او واحدة للي بيحبهم، بتبقي عاملة زي كتمة النفس، كل شوية كلام وتواصل بكل  شكل رسايل وفويس نوت واحيانا فيديو كول.

حد من المحبين للزقة هيقول وايه يعني، انا أحب أصحابي ولا حبيبتي تلزق في، وماله ربنا يسعده، بس احب اننا نشوفه بعد شوية  من اللزقة، ونشوف علاقته اللي كان بيتكلم عليها.

الناس اللي بتقرب من حبايبهم بشدة، هم بيقتلوا أي مساحة للاشتياق، أو الفقد، بيعملوا حالة اشباع تام، وسجن للي بيحبوهم

نفترض مثلا في علاقة الصداقة هنلاقي الأصدقاء اللي بالشكل دا بعد شوية بيزهقوا، مش قادرين يكملوا مكالمة، بس لأنهم فى علاقة صداقة وفعلا بيحبوا بعض بيخجلوا من إنهم ما يردوش، أو صديق يقول لصديقه ما تحل عني شوية، هنلاقي دا أكتر فى صداقة البنات.

غصب عننا الشخص اللي دائم الاتصال أو حسب الوصف فى المقال لازق، بقي شريك في تفاصيل الحياة، طبيعي ما هو كل شوية بيتكلم، بقي عارف خارج رايح فين، بتعمل ايه، مين معاك حتي التفاصيل اللي مش عايزين نقولها، ودا لوحده عبء، لأنه بيقتل الخصوصية، وبيقتل فرضية إنه فيه حاجات صاحبها مش عايز يقولها.

بعد شوية العلاقة كلها بتبقى عبء وبنبقي بنتهرب منها، وهنا أنا بتكلم عن الصداقة اللي فيها مقومات وشروط تخليها تعّمر وتعيش أكتر من علاقات الارتباط العاطفي، فى الارتباط بقي مؤكد إن الطرف اللي لازق وهو متصور كدا إن دا الاهتمام بيخنق الطرف الآخر، والعلاقة هتنتهي اسرع مما يتخيل الطرفين.

تصوراتنا عن الاهتمام فيها مشاكل كتير، منها فكرة إنك تلزق فى الشخص اللي مهتم به، تعمل روتين للعلاقة، والروتين دا أو مسمار فى نعش العلاقة.

لما بنقول خد لك نفس الكلام فى الأصل موجه اللي شخص اللي لازق أقصد المهتم بزيادة، مفيش اهتمام يعني إن الطرف الآخر يفضل تحت عينك، أنت مش أبوها ولا أنتِ أمه، دا حتي الأم لو عملت كدا مع عيالها بيزهقوا ومع أي فرصة للهروب والبعد بيعملوا كدا.

فى الغالب الشخص اللي بيلزق سواء ست او راجل ما بياخدش باله انه بيعمل كدا، هو بس عنده مشاكل في تقدير حالة القرب، ومشاكل اكتر فى فهم الاهتمام، من واجب الطرف التاني إنه ياخد خطوة، وياخد نفس ويدي صديقه أو صديقته، ولا حتي فى العلاقات العاطفية، يدوا بعض فرصة يتنفسوا، يقضوا وقت لوحدهم.

الاتهامات بقي بعدم الاهتمام والأسئلة ومحاولات التقصي كنت فين وبتعمل ايه، وشكلك عامل مصيبة، كل دا أنواع من الملاحقة اللي بنخنق بها حبايبنا وأصدقاءنا، طيب ما يختفي يا جماعة إيه المشكلة، ويعمل مصيبة برضه، وانت تلحقه او تلحقها، امال السند والجدعنة هتظهر فين وامتي؟

مش لازم علشان الانتيم نبقي بنكلم بعض كل ثانية، ولا المطلوب اني ابقي عارفة كل حاجة فى حياته، الانتيم هو مصدر الأمن والآمان، اللي ينفع أقوله أي حاجة، وينفع أتصل به في أي وقت طالما ظروفه تسمح، وفي شيء يستدعي، مش إني أبقي ملاحقاه.

محتاجين نفهم يعني ايه اهتمام، اللي مش بيتعارض مع الحرية والراحة لحبايبنا،  ومساحة الخصوصية له ولي كمان. فسيبوهم يتنفسوا من غير ما تعدوا لهم الكلمة والفعل.