تحلق النجوم المصرية المحترفة في دوريات أوروبا منذ العودة لاستئناف النشاط الكروي بالقارة العجوز مؤخرًا، بعد توقف دام شهورًا بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، فليس محمد صلاح نجم ليفربول الذي يتألق وحده هناك، بل توجد نجومًا أخرى تلمع في سماء الغرب وهناك من اختفوا مثل القمر في طور المحاق.

فرغم الهالة الكبيرة التي حظي بها صلاح لتتويجه مؤخرًا رفقة ليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز بعد غياب 30 سنة عن الريدز، وقيادته لهم لهذا الإنجاز الكبير ومن قبله التتويج بدوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية، وهذا حقه تمامًا وربما أقل نظرًا لحجم ما قام به ولم يسبقه مصري أو حتى عربي يعدون على أصابع اليد الواحدة، لكن هناك لاعبين محترفين تألقوا كذلك في الفترة الأخيرة تحديدًا، ولكنهم فقدوا مساحة من الضوء عليهم نظرًا لذهابه بأكمله نحو صلاح.

حجازي وحلم الصعود

يقدم قلب دفاع منتخب مصر، مستويات كبيرة رفقة فريقه وست بروميتش ألبيون الذي هبط الموسم الماضي من البريميرليج إلى الدرجة الأولى “تشامبيونشيب”، ويأتي فريقه في المركز الثاني لجدول ترتيب المسابقة برصيد 82 نقطة في طريقه للصعود معه ثانية لدوري الأضواء والشهرة.

وقدم مباريات بعد التوقف بأداء متميز وقتالي كبير، وفي أخر مباريات فريقه أمام فولهام، والتي تعادل خلالها سلبيًا دون أهداف، نجح “حجازي” في الزود عن مرماه وأنقذ كرة خطرة من على خط مرمى فريقه، ليساهم في خروجه بنقطة ثمينة ومهمة في حلمه للعودة مجددًا للبريميرليج.

الأمر الذي ساهم في احتفاء فريقه به بشكل مناسب، حيث نشر عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” مشيدًا بمستواه في المباراة قائلاً: “يا له من أداء.. حجازي”.

حجازي الذي لعب المباراة كاملة لمدة 90 دقيقة وكان أحد نجومها، يعيش موسمًا استثنائيًا ويقدم مستويات كبيرة رفقة فريقه، الذي يبدو أنه على مقربة من العودة ثانية للدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم المقبل.

تريزيجيه والنجاة من الهبوط

النجم المصري الآخر في الدوري الإنجليزي الممتاز رفقة صلاح، وكذلك أحمد المحمدي زميله في فريق أستون فيلا، يقدم هو الآخر عروض كبيرة بعد العودة من التوقف بالفترة الأخيرة، وبدأ يعرف طريقه لمرمى الخصوم بعد فترة طويلة بعيدًا عن التسجيل في الدوري الأقوى بالعالم.

ورغم أن فريقه يمر بفترة عصيبة ويصارع بشدة من أجل البقاء في البريميرليج، ويقبع في المراكز الأخيرة التي تهبط بفرقها للدرجة الأولى، نجح في قيادة فريقه مؤخرًا لفوز ثمين على كريستال بالاس وسجل هدفي المباراة بمفرده، ليؤكد على تألقه الكبير هذا الموسم وتحديدًا الفترة الأخيرة.

ما ساهم في نيله إشادة مدرب فريقه دين سميث، الذي قال في تصريحات لموقع فريقه الرسمي عن أداء اللاعب المصري، “تسجيل هدفين، يجعل ثقته عالية، لقد قدم أداء رائع في مركز المهاجم أمام كريستال بالاس، وكان من الجيد رؤيته يقدم هذا الأداء”، كما أكد على استمرار فريقه في القتال من أجل تفادي الهبوط هذا الموسم.

فيما كشفت تقارير صحفية أخرى مؤخرًا عن رغبة عدة أندية في التعاقد مع تريزيجيه بعد تألقه هذا الموسم رفقة أستون فيلا، خاصة وإذا هبط فريقه للتشامبيونشيب، ويأتي على رأسها عملاق الدوري التركي جالطا سراي وعدة أندية وسط في البريميرليج كذلك أبدت اهتمامها بضم النجم المصري.

النني تائه في تركيا

لا يعيش النجم المصري محمد النني أوقاتًا سعيدة بدوره في الدوريات الأوروبية هذا الموسم، خاصة مع رحيله لنادي بشكتاش التركي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد من أرسنال الإنجليزي، حيث لا يؤدي مستويات كبيرة رغم مشاركته في أغلب المباريات بصفة أساسية ولمدة 90 دقيقة في أغلب اللقاءات.

وكان آخرها في الانتصار على ضيفه مالاتيا سبور بهدفٍ دون رد، ضمن لقاءات الجولة الثانية والثلاثين من الدوري التركي، وشهدت مشاركته مع المصري الآخر كريم حافظ طوال الـ90 دقيقة، ولكنه بدا تائهًا بها وفي تركيا عمومًا.

في حين كشفت تقارير صحفية تركية أن النني سيعود إلى صفوف فريق أرسنال الإنجليزي، مرة أخرى، نهاية الموسم الحالي، بعد أن قررت إدارة بشكتاش عدم تجديد إعارته لموسم ثانِ، أو شرائه بشكل دائم من الجانرز، مما يصعب المأمورية أكثر عليه لإيجاد نادٍ آخر مناسب، خاصة وأنه خارج حسابات أرسنال تمامًا ومدربه الإسباني مايكل أرتيتا.

كوكا بطل اليونان

نجح مهاجم منتخب مصر كوكا في التألق مع فريق أولمبياكوس اليوناني منذ إعارته إليه في يناير الماضي قادمًا من فريقه الأصلي سبورتنج براجا البرتغالي، ولعب معه 15 مباراة بكل المسابقات سجل خلالهم 6 أهداف، كما حقق رفقتهم لقب الدوري اليوناني هذا الموسم ليدخل التاريخ.

حيث أصبح أول لاعب مصري يتوج بلقب الدوري اليوناني، كما أصبح ثاني لاعب مصري يحصل على لقب الدوري المحلي في بلد أوروبية هذا الموسم بعد تتويج محمد صلاح بلقب الدوري الإنجليزي مع ليفربول.

وسبق أن التحق عدة لاعبين مصريين بأندية يونانية ولكنهم لم يحققوا أي ألقاب وكان أبرزهم، مجدي طلبة، حسام وإبراهيم حسن، شيكابالا، عبد الستار صبري، أمير عزمي مجاهد، وأخيرا عمرو وردة وجميعهم من بوابة نادي باوك اليوناني.

فيما سجل كوكا هدفين في آخر مباراة لفريقه، وفي أول مشاركة أساسية له مع النادي منذ بداية شهر مارس الماضي، أمام فريق أوميلوس هراكليوس، بعد أن حسم أوليمبياكوس لقب الدوري لصالحه ليصبح أكثر الأندية اليونانية تتويجًا به برصيد 41 لقبًا، فيما يعد هذا اللقب هو الثاني في مسيرة أحمد حسن كوكا الاحترافية، إذ كان قد حقق من قبل لقب كأس الرابطة البرتغالية رفقة سبورتنج براجا في موسم 2015/2016.