أصبحت الطموحات النووية لـ إيران، وبرامج الصواريخ الباليستية، وتفاعلاتها مع قدراتها المتزايدة للحرب غير المتكافئة، قضايا أمنية أكثر أهمية بشكل مطرد للولايات المتحدة وجيران الجمهورية الإسلامية والمجتمع الدولي.

وأدت تصرفات إيران بالفعل، إلى تغييرات كبيرة في التوازن العسكري في الخليج والشرق الأوسط.

وربما لا تزال إيران على بعد عدة سنوات إلى نصف عقد، من أن تصبح قوة نووية ذات مغزى، ولكن حتى السلاح النووي الإيراني المحتمل، دفع جيرانها والولايات المتحدة وإسرائيل بالفعل، إلى التركيز على التهديد النووي الذي يمكن أن تشكله وعلى المدى الطويل برامج الصواريخ.

وتنطلق العلاقة بين إيران والصواريخ من منطلقين رئيسيين، وهما أن ما من أحد يمتلك تلك النوعيات من الصواريخ الباليستية، ويعمل على تطويرها سرًا وجهرًا سوى طهران.

من جانب آخر، لا أحد برمته له تاريخ سابق من الإرهاب الأممي الذي يحمل ضغائن للمملكة العربية السعودية سوى إيران.

حظر الأسلحة الإيرانية

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية خلال هذه الفترة، إلى تأييد مشروع قرار بمجلس الأمن لتمديد حظر الأسلحة الإيرانية، عقب انتهاء المهلة المحددة في أكتوبر المقبل، بحسب الاتفاق النووي المبرم في عام 2015 مع القوى الأوروبية وروسيا والصين وإيران.

وحسب تقرير صحيفة اندبندنت البريطانية، فقد تربط إيران بين الحفاظ على الاتفاق النووي، وقرار رفع حظر الأسلحة عنها من قِبل مجلس الأمن.

ويتزامن توقيت التقرير مع عمل الولايات المتحدة على مسودة قرار لتمديد حظر الأسلحة على إيران، باعتبار أن رفع الحظر سيمنح طهران فرصة للوصول إلى سوق السلاح الدولية، والتوسع في تطوير قدراتها العسكرية التقليدية، وتوفير الدعم العسكري لشركائها بالمنطقة.

مليارات الدولارات لتحديث الترسانة العسكرية

ويؤكد التقرير، أن المرشد الإيراني علي خامنئي، يسيطر على مليارات الدولارات لتحديث الترسانة العسكرية لبلاده بعد انتهاء حظر مجلس الأمن في أكتوبر المقبل.

ويضيف التقرير أن خطورة شراء الأسلحة الإيرانية المتطورة تكمن بموجب رفع الحظر، والتي لا يمكن صناعتها مثل المقاتلات والطائرات الهجومية والعمودية والمنظومات الدفاعية والصاروخية، مثل منظومة S-400 والنظم المدفعية والسفن الحربية والمركبات والدبابات القتالية المدرعة والأسلحة النوعية المتطورة والأسلحة النوعية وقطع الغيار العسكرية، بالنظر إلى القضايا التالية:

ترسانة الصواريخ الإيرانية في المنطقة

وتشكل الأسلحة الموجودة تحت تصرف إيران ووكلائها خطرًا وشيكًا على دول مجلس التعاون الخليجي .

ويواصل نظام الملالي تهديداته في المنطقة عن طريق دعم الميلشيات في العديد من الدول العربية، حيث توالي إيران قوات الحشد الشعبي في العراق، فضلاً عن الحوثيين في اليمن، وجماعة حزب الله في لبنان، بالإضافة إلى الميلشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، وعدد من ميلشياتها في البحرين.

تهديد صارخ

ويكشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ومقره الولايات المتحدة، عن مدى التزام إيران ببرنامجها الصاروخي، موضحًا أن هذه الأسلحة تشكل تهديدًا صارخًا للمملكة العربية السعودية والمنطقة.

وحذر التقرير من أن الترسانة الصاروخية الإيرانية هي الأكبر في الشرق الأوسط، وتُدار هذه الأسلحة بالكامل بواسطة الحرس الثوري الإيراني، وبسعر باهظ يقدر بمليارات الدولارات سنويًا، حيث تعتبر الأسلحة جزءً أساسيًا من السياسة الخارجية العدوانية لإيران.

محتجزة في يد خطرة

ونقلت صحيفة آراب نيوز البريطانية، عن عدد من الخبراء والمحللين، أن الصواريخ الإيرانية ليست مجرد أسلحة خطرة في حد ذاتها، ولكنها محتجزة في أيدٍ خطرة، وهي عماد السياسة الخارجية الإيرانية العدائية.

وأكد المحللون وتقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن التهديد بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، لا يمكن الاستهانة به، وادعت دراسة أن أي هجوم صاروخي شامل على دولة مجاورة، مثل المملكة العربية السعودية أو الإمارات العربية المتحدة، “سيطغى على أي نظام دفاع صاروخي”.

ويقول التقرير البريطاني، إن الصواريخ الإيرانية تشكل من حوالي 300 كيلومتر إلى 2000 كيلومتر وما فوق، تحديًا فريدًا للمملكة العربية السعودية – خاصة بالنظر إلى عداء طهران للمملكة – كما تشكل تهديدًا كارثيًا للدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وقال إيان ويليامز، نائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي، إن القدرة على التغلب على أي دفاعات جوية كانت جزءًا محوريًا من الاستراتيجية الإيرانية.

وأضاف أن طهران أدركت أنها لا تستطيع “هزيمة الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، لكن إذا استطاع الإيرانيون جعل مثل هذا الصراع مؤلمًا بما فيه الكفاية ، فيمكنهم ردع التهديدات الخارجية في جميع الظروف باستثناء الظروف القصوى”.

وأشار إلى أن إيران تستخدم صواريخها كوسيلة لإسقاط القوة، لافتًا إلى أن ذلك يظهر في هجماتها الصاروخية على العراق وسوريا والمملكة العربية السعودية.

وذكر أن طهران كانت تقوم أيضًا بتحديث ترسانتها في السنوات الأخيرة، مصرحًا “لقد خطت خطوات كبيرة في زيادة دقة وصعوبة صواريخها، إيران قادرة بشكل متزايد على استخدام صواريخها لشن هجمات فعالة على القواعد والتشكيلات العسكرية للعدو، بدلاً من مجرد سلاح إرهابي لمهاجمة المدن”.

اعتماد كلي

وبدوره، قال الدكتور كريستوفر بولان، أستاذ دراسات الأمن في الشرق الأوسط في كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، إنه مع ضعف العقوبات وتقويض الجيش الإيراني التقليدي بسبب القيادة الرديئة، تعتمد طهران بشكل متزايد على استخدام وتصدير الصواريخ الباليستية لقواتها بالوكالة في جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف: “لقد زودت إيران قوات الموالين لها في المنطقة، الحوثيين وحزب الله اللبناني وكتائب حزب الله – بقدرات صاروخية متقدمة تم استخدامها لضرب أهداف في السعودية وشمال إسرائيل والعراق على التوالي”..

ولفت “بولان” إلى أنه “في استراتيجية الأمن القومي الإيراني، فإن هؤلاء الوكلاء هم عنصر أساسي في الردع، وكان الدليل على أن طهران كانت تميل أكثر إلى هذه الاستراتيجية وفيرة”.

هذا العام، يُشتبه في أن كتائب حزب الله، أقوى حليف لإيران في العراق، كانت مسؤولة عن سلسلة من الهجمات الصاروخية في البلاد، بما في ذلك هجوم قتل جنديين أمريكيين وأحد أفراد الخدمة البريطانية.

كما قدمت هجمات 14 سبتمبر 2019 على منشآت أرامكو السعودية في بقيق وخريص، دليلاً وافياً على كيفية تعبئة طهران لقواتها بالوكالة.

كما شهد شهر يوليو العديد من محاولات الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة من قبل قوات الحوثيين على أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية.

كان آخرها هجومًا فاشلًا في 14 يوليو، والذي ركز اهتمامًا عالميًا في آن واحد على برنامج طهران الصاروخي الضخم وسلط الضوء على كيفية استخدام النظام لجيوشه بالوكالة وترسانة الأسلحة لبث الفوضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط.