حازت تطورات قضية سد النهضة، على الاهتمام الأكبر لدى الصحف الإثيوبية الصادرة اليوم الأربعاء، حيث أبرزت مخاوف السلطات من خسارة 41 مليار دولار حال عدم إتمام السد، كذلك تعرضت للمفاوضات الجارية بين البلدان الثلاثة، فضلًا عن تدشين حملات على مواقع التواصل لدعم المشروع، بالإضافة إلى ملفات أخرى نستعرضها في السطور التالية..
وكالة الأنباء الإثيوبية.. “اليونسكو”: على مصر والسودان وإثيوبيا التوصل لاتفاق قصير الأجل
طالب أشوك سوين، رئيس منظمة اليونسكو للتعاون الدولي في مجال المياه، مصر وإثيوبيا والسودان بالتوصل إلى اتفاقية قصيرة الأجل، تمكن أديس أبابا من بدء تشغيل سد النهضة في موسم الأمطار.
وقال “سوين” لوكالة الأنباء الإثيوبية “اينا”، في نسختها الإنجليزية، إن الدول الثلاث بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق قصير الأجل لاستغلال موسم الأمطار الحالي، ما لم تتمكن من التوصل إلى اتفاقية شاملة حتى الآن، لافتًا إلى أنه لا يوجد أساس قانوني لتأخير تشغل السد وتصعيد التوترات في الوقت الراهن .
وأضاف مدير كلية الأبحاث حول التعاون الدولي في مجال المياه بجامعة أوبسالا السويدية، “أعتقد أن الدول ستتوصل إلى اتفاق وتبدأ في تشغيل السد بطريقة ودية وتعاونية، فإذا لم يتوصلوا في الوقت الحالي إلى اتفاقية طويلة الأجل، فيمكن الاتفاق على حل وسطي لتشغيل السد ثم الجلوس مرة أخرى والتحدث عن اتفاق آخر”.
“النيل لأثيوبيا”..حملة علي الانترنت لزيادة الوعي بشأن سد النهضة
أطلق الإثيوبيون في جميع أنحاء العالم، حملة على الإنترنت لمدة خمسة أيام لرفع مستوى الوعي حول سد النهضة الإثيوبي، التي تستمر حتى الجمعة القادمة، بحسب وكالة الأنباء الاثيوبية، في نسختها الإنجليزية.
وتحت شعار “النيل لإثيوبيا”، تهدف الحملة إلى رفع وعي المجتمع الدولي بشأن حق إثيوبيا في بناء السد والتصدي لمصر بشأن ملء السد.
وانضم الآلاف من الإثيوبيين إلى الحملة الجارية على “تويتر” على وجه الخصوص دون أي اختلافات، ويتم تبادل المعلومات المتعلقة بنهر النيل والسد.
“كابيتال اثيوبيا”: علي مصر القلق بعد صعود حركة حياة السود مهمة
وتقول صحيفة “كابيتال إثيوبيا” في تقرير مطول لها، إنه لا يمكن التنبؤ بمستقبل كل من السودان ومصر بعد اكتمال بناء السد، وهو ما يدعو إلى التفاوض على اتفاق جديد بين القاهرة وأديس أبابا، حيث سيكون على مصر تغيير موقفها تجاه إثيوبيا والدول الإفريقية، لافتة إلى أن الحديث عن احتمالية استخدام مصر الحل العسكري يعقد من آفاق المفاوضات الناجحة.
وزعمت الصحيفة أن صعود الحركات المناهضة للعنصرية في دول العالم، مؤخرًا، والتي جددتها حادثة مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي، قد يجعل حق إثيوبيا في بناء السد أمر واقع، باعتبار المجتمع الإثيوبي يتكون من أصحاب البشرة السمراء، ما يساعد في تلقيه دعمًا كبيرًا.
وذكرت: “بل من المرجح أن تحصل الحكومة في إثيوبيا على دعم العديد من البلدان الإفريقية، والاتحاد الإفريقي، وهو ما يدفع مصر لتنبي موقف جديد تجاه المفاوضات مع إثيوبيا”، بحسب قولها.
خبراء: 41 مليار دولار خسائر إثيوبيا حال تأجيل ملء السد
كشفت دراسة حديثة، أعدها بعض الخبراء الدوليين والمحليين بإثيوبيا، عن الأضرار الاقتصادية التي تقع على الأخيرة من تأخير ملء سد النهضة، ذلك بجانب الآثار السلبية التي ستشمل قطاعات الاقتصاد المختلفة وهو ما يؤثر على فرص العمل والاستثمارات الأجنبية، التي ستعتمد أغلبها على مصادر الطاقة الناجمة عن السد، بحسب زعمهم.
وأسفرت نتيجة الدراسة عن أن تكلفة الخسارة الأولية لتأخير ملء السد تقدر بـ 41.7 مليار دولار، إذا امتدت فترة التعبئة إلى 9 سنوات، حيث لم تأخذ الدراسة في الاعتبار التكلفة الكاملة لتأخير عملية التعبئة، كما أن نطاق الدراسة محدو، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية “إينا”.
ولفتت إلى أن أي تأخير في توليد الكهرباء سيؤخر ثورة إثيوبيا الزراعية المفترضة بعد اكتمال بناء السد، ويؤثر بالسلب على الأمن الغذائي، وذلك من خلال منع التطورات التكنولوجية التي تشتد حاجة البلاد إليها، مثل استخدام آلات الري التي تعمل بالطاقة الكهربائية والتي تعتبر ضرورية لضخ المياه من الجداول إلى قنوات الري، فضلاً عن أن استمرار نقص الكهرباء في البلاد يضعف الخدمات الاجتماعية، وقطاعات كالصحة ووسائل النقل وغيرها.
بينما تشير تقديرات أولية إلى أنه بافتراض أن المشروع بدأ بكامل طاقته بحلول عام 2024، فإن الاقتصاد الإثيوبي سيربح حوالي 7.5 مليار دولار أمريكي سنويًا، بينما إذا تأخر ملء الخزان في غضون 7 سنوات، سيكون له تكلفة فرصة حقيقية تراكمية تبلغ 28.7 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث القادمة.
ووفقًا لأحدث بيانات البنك الدولي، فيبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إثيوبيا 57٪ من المتوسط في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى و 19٪ من مصر و 13٪ من المتوسط العالمي.
سفير روسيا: حل قضية سد النهضة سيكون من خلال المفاوضات
شدد السفير الروسي لدى إثيوبيا، إفغيني تيريخين، على ضرورة توصل الدول الثلاث إلى حلول مقبولة في المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، عن طريق الحوار والامتثال للقانون الدولي.
وقال السفير: “أود أن أؤكد أن موقف روسيا لم يتغير، ومن الضروري التوصل إلى حلول مقبولة للأطراف الثلاثة، وذلك من خلال المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا ومصر والسودان، مع مراعاة جميع مصالح الأطراف والامتثال للقانون الدولي، بحسب “اينا”.
ووفقا له، “يجب التنسيق لمجموعة كاملة من القضايا المتعلقة ببناء السدود الكهرومائية ونظام استخدام المياه من أجل احترام مصالح الأمن القومي لجميع دول حوض النيل والأهداف الاجتماعية والاقتصادية لبلدان حوض النيل”.
مزارعون سودانيون: سد النهضة سيعود علينا بالنفع
قال مزارعون سودانيون، إن سد النهضة سيتيح لهم فرصة الحصول على المزيد من الأراضي الزراعية عن طريق منع الفيضانات في بلادهم.
وذكروا أن السد سيساعد في الحفاظ على ظروف تدفق مواتية في السد الذي شيد على حدود شمال السودان.
وكشف المزارعون أنه بالإضافة إلى الحد من خسائر المحاصيل الناتجة عن الفيضانات كل عام، فإن السد سيمكنهم أيضًا من جني المحاصيل الزراعية ثلاث مرات سنويًا.