لا تزال طبول الحرب تدق في لبيبا.. لكن لم تبدأ بعد.. الجميع يتحرك ويتأهب ويترقب، فالحرب في ليبيا لن تكون بين قوات الجنرال خليفة حفتر وقوات السراج، بل جذب الصراع الليبي العديد من القوي الأجنبية للمنطقة، وتحول الصراع إلى منافسة جيو – استراتيجية على النفوذ.

احتمالات الحرب المتزايدة قد تحول المنطقة إلى صدام بين روسيا ومصر وتركيا، وتفتح الباب للتدخل الأمريكي، الذي يراقب الموقف عن كثب، ويكشف تقرير، لموقع تاكيتكال ريبروت الاستخباراتي، أن ترامب أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان بدعم واشنطن لتوسيع أنقرة لنطاق تدخلها في ليبيا. وذكر الموقع أن “ترامب” اعتبر، أن حكومة الوفاق الوطني الليبية، المعترف بها أمميًّا، هي الممثل الشرعي للشعب الليبي، مشيرًا إلى أنه يفضل أن توسع تركيا نطاق التدخل في ليبيا من أجل تجنب التدخل الأمريكي المباشر.

فيما يري تقرير لمجلة بولتيكو الأمريكية، قد تكون الحرب بالوكالة المتوسعة في ليبيا الاختبار النهائي لمرونة الناتو، مشيرا إلى أن احتمالية نشوب صراع بين عضو في الناتو “تركيا” وحليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط مصر سيء بما فيه الكفاية.

محاولات سياسية وتهديدات بفرض عقوبات على القوي الأجنبية التي تنتهك حظر نقل الأسلحة إلى ليبيا، في محاولة لنزع فتيل الحرب قادتها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

وذكرت صحيفة نورث أفريقيا جورنال، أن البيان لم يذكر بشكل مباشر أي جهات أجنبية تقوم بنقل أسلحة إلى ليبيا، إلا أنه سلطت الضوء على الانتهاكات التركية، مما أدى إلى نشوب حرب دموية بالوكالة تعكس خلافات وانقسامات جيوسياسية أوسع في الشرق الأوسط وداخل الناتو.

وقال البيان “نحن نحث جميع الأطراف الأجنبية على إنهاء تدخلها المتزايد والاحترام الكامل لحظر الأسلحة الذي فرضه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.

فيما أعربوا عن “مخاوفهم الشديدة” بشأن التوترات العسكرية المتصاعدة في ليبيا، وحثوا “جميع الأطراف الليبية ومؤيديها على الوقف الفوري للقتال ووقف الحشد العسكري المستمر في جميع أنحاء البلاد”.

وتوافقت رؤي الرئيس الأمريكى ترامب مع نظيره المصري، عبد  الفتاح السيسي، على ضرورة عدم التصعيد، ووقف إطلاق النار تمهيدا لبدء  مباحثات سياسية للوصول لحل سياسي ينزع فتيل الحرب الدائرة فى ليبيبا.

وسلطت هئية الاذاعة البريطانية بي بي سين الضوء على الصراعات في ليبيا، متسائلة، هل ستقوم الحرب في ليبيا؟، التقرير يشير إلى أنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن جيش بلاده “قادر على تغيير المشهد العسكري في ليبيا بشكل سريع وحاسم”. طالب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوات “الجيش الوطني الليبي” للجنرال خليفة حفتر الانسحاب من مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية قبل إبرام أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحكومة الليبية المعترف بها دوليا والجنرال حفتر.

الصراعات

في موجز الأمن الإفريقي “الأبعاد الجيواستراتيجية للحرب الأهلية في ليبيا”، يشرح طارق ميجريسي كيف تصاعد الصراع إلى منافسة جيو – استراتيجية متزايدة الخطورة على النفوذ، وقال تطرح هذه المنافسة آثارًا بالغة الأهمية على شمال إفريقيا وجنوب أوروبا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط.
وتتضمن الاعتراف بالأمم المتحدة كأفضل وسيط نزيه، إن تصعيد النزاع من قبل جهات خارجية يعني أن هناك المزيد من المصالح والسمعة على المحك، مما قد يعقد نهاية محتملة للأعمال العدائية.

ونظرًا للتكاليف المنخفضة نسبيًا التي تتكبدها الجهات الخارجية من خلال دعم الوكلاء، فإن لديهم الوسائل والحوافز لمواصلة التصعيد.

ومن خلال الاعتراف بالأمم المتحدة باعتبارها أفضل هيئة لتسهيل تخفيف التصعيد وتسوية تفاوضية، سيكون لدى جميع الأطراف تأكيدات أكبر بأن مصالحهم سيتم النظر فيها.

تفويض السيسي

ووافق البرلمان المصري في جلسة مغلقة على أرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية للخارج، لحماية الأمن القومى المصري، استجابة لطلب زعماء القبائل الليبية, ففي اجتماع 16 يوليو بين زعماء القبائل الليبية والسيسي  طلبوا منه تفويض القوات المسلحة المصرية “للتدخل لحماية الأمن القومي لليبيا ومصر ، إذا رأوا خطرًا وشيكًا على كلا البلدين،

تحركات مضادة

حركت حكومة الوفاق 200 مركبة شرقاً من مصراته على طول بلدة تاورغاء الساحلية على البحر المتوسط، حوالي ثلث الطريق إلى سرت.

يشار إلى أن أردوغان تعهد بمواصلة العمليات العسكرية حتى السيطرة الكاملة على مدينتي سرت والجفرة للاستيلاء على منطقة الهلال الغنية بالنفط، متجاهلاً دعوات المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار واستكمال الحوار السياسي.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن الساعات المقبلة ستشهد معركة كبرى في محيط سرت والجفرة. وأشار المسماري إلى وجود ما وصفها بـ”تحركات كبيرة لميليشيات الوفاق وتركيا” في محيط المنطقتين.

واعتبر رئيس مركز الأمة الليبي للدراسات الاستراتيجية محمد الأسمر، أن تكثيف الجيش الوطني الليبي لوجوده في السواحل المقابلة لسرت، يمثل تحركا استراتيجيا مهما سيحول دون نشر تركيا لأي قطع بحرية في تلك المنطقة.

المفاوضات وحل النزاع

واعتبرت صحيفة التايمز البريطانية، أن إجراء مفاوضات بين الطرفين في ليبيا هو الحل الأمثل لسلسة النزاعات الجارية، لافتة إلى أن الصراعات والخوض في حروب ليس لها فائدة بين الطرفين.

ومن جهتها، تشير صحيفة آراب نيوز البريطانية، ان تركيا تسعى إلى موطئ قدم في ليبيا للسيطرة على نفطها ووضعها بشكل استراتيجي في منطقة الغاز المتوسطية المتنازع عليها.

وقال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن الاتفاقية الموقعة بين تركيا وحكومة الوفاق باطلة لأن البرلمان الليبي لم يوافق عليها، ولم تحترم الاتفاقية قانون الأمم المتحدة.
ويلاحظ ريكاردو فابياني، مدير مشروع شمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، أن مؤيدي حكومة الوفاق وفايز السراج يعرفون جيدًا أنهم لا يستطيعون كسب هذه الحرب، وذلك بسبب المعدات والدعم للطرف الآخر.

في الوقت الحالي، فإن الأولوية لهذه البلدان هي إيقاف الهجوم المضاد المدعوم من تركيا وحماية شرق ليبيا ومحطات النفط.