رحلة طويلة قد تستمر 6 أشهر من أجل كفالة طفل كريم النسب وضمه لأسرة بديلة، تتضمن تلك الرحلة بحسب الدليل الاسترشادي الذي وضعته وزارة التضامن الاجتماعي ملء 9 استمارات وهم: “طلب كفالة – تقييم أولى للأسرة – تقييم شامل للأسرة – تقييم للأشخاص المرجعيين – المطابقة بين الطفل والأسرة – تقرير التوافق بين الطفل والأسرة الكافلة – المتابعة – متابعة المشرف للمتابع ومديري إدارة حالة الأسرة – المصلحة الفضلى للطفل”.

الكثير من العقبات تم تذليلها في التعديلات الأخيرة لقانون الطفل، مما ساعد 650 أسرة بديلة على كفالة أطفال كريمة النسب، منذ الإعلان عن التعديلات في يونية الماضي.

 وضعت وزارة التضامن، رؤية مستقبلية لتحويل نظام الرعاية المؤسسية إلى نظام الرعاية الأسرية وخلو دور الرعاية من أي طفل في مهلة طويلة المدى من 5 إلى 10 سنوات، حيث تُغلق دور الرعاية والتي يقدر عددها بـ 150 دار على مستوى الجمهورية، إلا أنه ما زالت تلك الخُطة في طي العرض والمناقشة لتفعيل خطواتها، فهل ستكون الوزارة قادرة على ذلك التحدي؟

اللجنة العليا للأسر البديلة بوزارة التضامن

تم تشكيل لجنة تطوير الأسر البديلة بموجب القرار الوزاري رقم 240 لسنة 2014، ثم شُكلت اللجنة بموجب القرار الوزاري رقم 145 لسنة 2016 تنفيذاً للائحة التنفيذية لقانون الطفل الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2075 لسنة 2010 والمعدلة بالقرار رقم 178 لسنة 2016.

وتضم اللجنة، برئاسة المستشار محمد عمر القماري، نخبة من الخبراء في العديد من التخصصات “اجتماعية، ونفسية، وتربوية، وصحية، وتعليمية، وقانونية، ودينية، وأمنية”، وممثلين لوزارات “التضامن الاجتماعي، والداخلية، والخارجية، والعدل، والصحة والسكان، والتربية والتعليم والتعليم الفني، ومشيخة الأزهر الشريف، ودار الإفتاء المصرية، والنيابة العامة، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، ومؤسسات المجتمع المدني” لتطوير منظومة الأسر البديلة والتوسع في رعاية الأطفال مجهولي النسب، والأيتام، والمتخلي عنهم، داخل أسر من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها تعزيز كفالة الأطفال في مصر، وتحديد معايير لها وإزالة كافة العقبات التي تعتريها.

6 أشهر من أجل تبني طفل كريم النسب

تستغرق إجراءات الكفالة من 4 إلى 6 أشهر، علماً بأن البحث الاجتماعي كان سيستغرق لإنجازه يومًا واحدًا إلا أن بيروقراطية الإجراءات في المديريات كانت تجعل إجراءات الكفالة تستغرق أكثر من 4 أشهر، وهو ما سعت اللجنة العليا للأسر البديلة للعمل على حله، حيث صدر بناء على توصياتها عدد من المنشورات، منها منشور بضرورة عقد لجنة شهرية بدلًا من كل 3 أشهر في بعض المديريات.

 وأوضحت اللجنة، أنها تضع نصب أعينها مصلحة أطفال مصر الفُضلى لذا فإن الإجراءات اللازمة للكفالة، وفقًا للدليل الجديد تلبي هذه المصلحة الأولى بالرعاية وبدلاً من استغراق هذه الفترة في البيروقراطية سيتم استغراقها في التثبت من أن الأسرة الراغبة في الكفالة تتوفر فيها كافة المقومات اللازمة للكفالة.

خطوات وإجراءات الكفالة

1- التقدم بطلب على الموقع الإلكتروني لوزارة التضامن الاجتماعي (www.moss.gov.eg).

2- تقوم إدارة الأسرة والطفولة بطلب بحث اجتماعي مؤيدًا بالمستندات من الإدارة الاجتماعية التابع لها محل إقامة الأسرة، ومطابقة البحث المشار إليه على الواقع للتأكد من صحة وسلامة البيانات وللتثبت من استيفاء الشروط المنصوص عليها في المادة 89 من اللائحة التنفيذية لقانون الطفل.

3- تُعرض طلبات الرعاية وتقارير بحثها والمستندات المشار إليها على اللجنة المنصوص عليها في المادة 93 لفحصها والبت فيها بالقبول أو الرفض ويبلغ صاحب الشأن بقرار اللجنة خلال أسبوعين من تاريخ صدوره.

4- وإذا قررت اللجنة قبول الطلب يتم تسليم الطفل محل الرعاية إلى الراغب في رعايته بعد أن يوقع على عقد رعاية طفل يتضمن الالتزام بالأحكام المبينة في هذا الفصل.

5- في حالة رفض الطلب يجوز للأسرة التظلم من القرار المشار إليه خلال 30 يومًا من تاريخ إبلاغها به أمام اللجنة العليا للأسر البديلة للنظر والبت فيه خلال 60 يوم عمل من تاريخ تقديم الطلب ويكون قرارها نهائيا.

عدد الأطفال المكفولين داخل الأسر البديلة

بحسب بيانات وزارة التضامن الأخيرة والتي حصلنا عليها، بلغ عدد الأطفال المكفولين داخل أسر كافلة داخل مصر 11655 طفل، كما بلغ عدد الأطفال المكفولين داخل أسر كافلة خارج مصر 91 طفلًا.

أوضح مصدر رفيع المستوي بوزارة التضامن الاجتماعي “فضل عدم ذكر اسمه” أن الوزارة أطلقت حملة “أسرة لكل طفل” وهدفها عدم وجود أي طفل أو مراهق في مكاتب الصحة ودور الرعاية، لافتًا إلى وجود 11600 طفل داخل مؤسسات الرعاية الآن، منهم 1700 طفلًا مراهقًا، معقبًا: “نأمل أن يتم دمجهم داخل الأسر البديلة وتلك هي رؤية الوزارة في هذا الملف، فعقب التعديلات الجديدة في لائحة قانون الطفل توجهت 650 أسرة إلى إجراءات الكفالة وهذا رقم هائل منذ شهر يونية حتى وقتنا هذا”.

وأضاف المصدر، أن أعلى المحافظات في أعداد الأسر البديلة كانت من نصيب القاهرة ثم القليوبية ثم الجيزة ثم الإسكندرية، مشيرًا إلى أن أقلهم كانت محافظة شمال سيناء بـ 33 أسرة كفلت 35 طفلًا كريم النسب، حيث تم إزالة عدد من المعوقات مثل شرط التعليم وسن الزوجين.

مميزات جديدة للأسرة والأم الكافلة

أوضح المصدر، أن تعديل القانون الجديد أعطى عدد من المزايا للأسر الحاضنة والتي كان يرفضها قانون الطفل مثل حق الولاية التعليمية عليه بشرط أن تُقدم إخطارًا سنويًا بقيد الطفل في المدرسة، والسماح بأن يكون أحد الزوجين غير مصري الجنسية والسماح بسفر الطفل بالخارج، موضحًا أن اللجنة العليا للأسر البديلة هي من تحسم تلك الاستثناءات أيضا في حالة تردد الشؤون الاجتماعية بالمحافظات وتفويضها بذلك.

أوضح أن الأسر البديلة تضع مبلغًا ماليًا لا يقل عن 3 آلاف جنيه في بنك ناصر عند استلام الطفل، ولا يجوز الصرف من المبالغ المودعة إلا بعد إيضاح الأسباب المبررة لذلك واعتمادها من رئيس لجنة الرعاية البديلة.

وعن معاملة الأم البديلة مثل الأم البيولوجية في إعطائها إجازة لرعاية الطفل، أكد المصدر أن هذا يحتاج لتعديل تشريعي من قبل البرلمان في قانون الخدمة المدنية، مع إعطاء الابن كريم النسب نفس المزايا المكفولة للطفل البيولوجي.

حماية الطفل من أسر لا تستحقه

تلتزم الأسرة البديلة، بإبلاغ إدارة الأسرة والطفولة المختصة، عن كل تغير في حالتها الاجتماعية “في حال انفصال الزوجين الكافلين للطفل” أو في محل إقامتها وبكل تغير يطرأ على ظروف الطفل محل الرعاية مثل تشغيله في عمل أو إلحاقه بمدرسة أو هروبه أو وفاته أو الزواج.

ونوه المصدر، إلى وجود عدد من الأسر البديلة التي تتخلى عن أطفالها المكفولين في سن المراهقة، بنسبة 5% من أعداد الأطفال المتواجدين في دور الرعاية، وهو ما يُصعب إعادة دمجهم في أسر أخرى بديلة بعد بلوغهم سن المراهقة.

وأضاف أن شؤون الرعاية تتابع الأطفال داخل الأسر الكفالة، وإذا ثبت أن أحد منهم تعرض للضرب أو أي من أعمال العنف، تأخذه من تلك الأسرة، وتُعيد دمجه داخل أسرة جديدة، أو تُعيده إلى دار رعايته، ولو رأت اللجنة شبهة جنائية على الأسرة البديلة يتم توجيه الأمر للنيابة للتعامل في التهم الموجهة لهم مع تقرير مفصل من وزارة التضامن.

البعض يفضل الإناث ويرفض كفالة الذكور

وأشار المصدر، على أن بعض الأسر تُفضل كفالة الإناث عن الذكور، وهو ما يتسبب في تكدس الذكور داخل دور الرعاية، لافتًا إلى أنه لحل تلك الأزمة يتم توجيه الأسر لتبني الذكور، من خلال إقرار “أوافق على كفالة طفل كريم النسب بشرط كونه ذكرًا”.

كارنيه الدعم للأسر البديلة

لفت المصدر، إلى أن وزارة التضامن بصدد عمل “كارنيه الدعم” للأسر البديلة للتعامل مع الجهات الحكومية بسلاسة، ويكون عوضًا عن حمل الأسرة العقد المكون من خمس صفحات في كل إجراء حكومي لصالح طفلهم كريم النسب.