بعدما حقق كل شيء مع ليفربول من ألقاب مهمة وثمينة كدوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي الممتاز ومونديال الأندية، وكذلك أغلب الجوائز الفردية، بقي السؤال المحير لكل عشاق فخر مصر والعرب محمد صلاح، ما هي محطته المقبلة؟ أم سيبقى مع ليفربول موسمًا آخر ليواصل تحقيق النجاحات رفقة الريدز، ومع الحديث عن محطته المقبلة يظهر قطبي الليجا الأشهر ريال مدريد وبرشلونة ليلوحا في الأفق للفرعون بنقلة أخرى لمستوى أعلى في مسيرته، ربما تخلده أكثر وأكثر في تاريخ الكرة العالمية.

ومع خروج شائعات لاحقته هو والسنغالي ساديو ماني بالانتقال تحديدًا لريال مدريد، في ظل غموض موقف برشلونة بعد أزماته الأخيرة، رغم رغبة كل جماهير الليفر ببقائهما وكذلك أساطير النادي السابقة، ومؤخرًا خرج النجم الفرنسي السابق لريال مدريد وأرسنال وتشيلسي نيكولاس أنيلكا وحذر الثنائي من الذهاب لسانتياجو برنابيو وطالبهم بالبقاء في أنفيلد.

تحول السؤال إلى منحنى أهم، وهو هل يحتاج الريال بالفعل لخدمات صلاح، وهل سيكون هذا النادي العريق مناسبًا للدولي المصري المتوهج بالسنوات الثلاثة الماضية في بلاد الضباب رفقة فريق مدينة البيتلز الشهيرة، هل سيجد فيه نفسه كما كان الحال مع ليفربول؟ وهل سيجد له مكانًا في تشكيلة زين الدين زيدان؟ ويحقق نفس نجاحه هناك باختلاف الظروف والمعايير تمامًا، هذا ما سنحاول الوصول لإجابته في النقاط الآتية:

مكان جاهز بدلًا بيل

من حيث مكانًا فارغًا له بتشكيلة ريال مدريد، سيجد صلاح مكانه كجناح أيمن شاغرًا ومنتظره، بديلًا للويلزي جاريث بيل صاحب الأداء المتراجع بشدة أخر موسمين، وغير المحبوب والمرغوب به من قبل زيدان، كما خسر تعاطف وحب جماهير الريال بعد عدة وقائع ضدهم بتفضيله هوايته بلعبة الجولف على شؤون ناديه بعد اهتمامه بمنتخب بلاده ويلز.

ومع راتبه المرتفع، فسيكون بيل أول الموضوعين على قائمة البيع من قبل زيدان بالميركاتو الصيفي، وإذا ما نجح الريال في التخلص منه سيكون مكانه شاغرًا وهو المركز المفضل لصلاح وتألقه خلاله كثيرًا مع ليفربول ونال هداف البريميرليج موسمين متتاليين منه، كما أن بدلاء بيل في هذا المركز لم يقدموا مستويات كبيرة وداور بينهم زيدان كثيرًا لضعف المردود مثل لوكاس فاسكيز والشاب رودريجيو والعائد من الإصابة ماركو أسينسيو، وبالتالي سيكون لصلاح إذا ما ذهب للملكي دورًا مهمًا ومكانًا متاحًا بتشكيلة الفريق الأبيض الشهير.

خطط زيدان تناسب صلاح

مدرب مثل زيدان يحب اللعب الهجومي ويعتمد على الاستحواذ وكذلك الهجمات المرتدة المباغتة، وصناعة فرص كثيرة للتسجيل ستسهل من مأمورية صلاح القناص كثيرًا معه ومع أسلوبه وخططه، مثلما كان الحال مع يورجن كلوب مدربه الحالي بالريدز ليفربول، فأسلوب كلاهما يتشابه في نقاط كثيرة، وبالتالي سيجد صلاح نفسه فنيًا كثيرًا وسينسجم مع أسلوب وطرق زيدان بشكل مناسب للغاية.

كما أن صلاح يتميز بقدرة كبيرة على شغل كل مراكز الهجوم، سواء جناح أيمن أو أيسر أو قلب هجوم، وقد لعبها كثيرًا مع كلوب ونجح وتألق بكل المراكز، وهو ما يعطيه أفضلية أكبر لدى زيدان الذي يقوم دائمًا بالتدوير بين المثلث الهجومي دائمًا، وسيعطيه مرونة كبيرة في التبادل بالهجوم مع الثنائي كريم بنزيمة وإدين هازارد، وبالتالي ستزيد النجاعة الهجومية وحصة الأهداف للفريق الملكي.

صداقة قديمة تدخله أجواء الفريق

يمتلك صلاح سلاح آخر يدعمه للانسجام سريعًا رفقة ريال مدريد، وهو صداقته القديمة مع البلجيكي إيدين هازارد زميله السابق في تشيلسي، والذي انتقل للميرينجي بالصيف الماضي، وعرف كل الأجواء في النادي الكبير، وسيسهل مأمورية صلاح كثيرًا بحكم صداقته التي ظهرت في أكثر من مناسبة ولقطة بينهما.

“هازارد” سيعرف صديقه صلاح كل صغيرة وكبيرة داخل الريال، وسيعرفه على كل اللاعبين بشكل أسرع من المعتاد، كما سيساعده على التأقلم سريعًا مع الحياة في مدريد واللغة الإسبانية والاختلافات التي لاحظها عن الحياة في إنجلترا طوال السنوات السابقة، كما أن التفاهم بينهما سينعكس داخل أرضية الميدان مما سيشجع زيدان على الاعتماد عليهما في مركزي الجناح الأيمن والأيسر وتقديم أداء مبهر للوس بلانكوس.

ملئ فراغ رونالدو ومنافسة ميسي

منذ رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو المدوي عن ريال مدريد صيف 2018 إلى يوفنتوس، ترك وراءه فراغ كبير لم يستطع أحد ملئه بالشكل المناسب حتى هذه اللحظة، إذ كان البرتغالي أكثر من نصف قوة الريال وتحديدًا في الجانب الهجومي، وجود صلاح رفقة هازارد قد ينهي هذا الأمر تمامًا ويستطيع رفقة البلجيكي ملئه تمامًا وينسيا جماهير الريال ذلك الصداع ورحيل الدون المؤثر كثيرًا على الفريق المدريدي.

الأمر الآخر هو منافسة مثله الأعلى ليونيل ميسي نجم برشلونة، فبعد تألقه وتشابه مركزه ولعبه بقدمه اليسرى وكذلك بعض الأهداف الممتعة، تم تشبيهه بميسي في أكثر من مناسبة، فالفرصة ستكون مواتية أمامه لمنافسته على الطبيعة وعن قرب، بحكم المنافسة الشرسة والدائمة بين الريال والبارسا وأبرز نجومها ضد بعض، وسيكون صلاح الحلقة الجديدة في تلك السلسة أمام البرغوث الأرجنتيني، خاصة في صراع الهداف “البيتشيتشي” إذا واصل صلاح سجل أهدافه الكبير بالسنوات الماضية.

راموس وفرصة لتصحيح الأوضاع

بعد واقعة سيرخيو راموس الشهيرة واعتدائه على صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2018، وتسببه في مشكلة بالكتف منعته عن إكمال المباراة النهائية وغيبته لفترة طويلة، وكان أبرزها عن منتخب مصر في أولى مباريات كأس العالم أمام أوروجواي، هاجم أغلب المصريين وجماهير ليفربول وصلاح النجم الإسباني بشدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، حتى وصل الأمر للتهديد بالقتل من قبل بعض المتعصبين بشكل زائد.

مما يجعل راموس القائد وله ما له من ثقل داخل غرفة ملابس النادي، مرحب كثيرًا بالنجم المصري في فريقه بالموسم المقبل، لكي يصلح الأوضاع تلك معه ومع كل محبيه والجماهير المصرية، حتى يفتح صفحة جديدة مع الجميع وينهي آثار تلك الخصومة والعداء الكبير ويكسب حب ودعم تلك الجماهير مرة أخرى بوجود صلاح معه في البرنابيو.