أتغصب أرضي؟ أيسلب حقي وأبقى أنــا .. حليف التشرد أصحب ذلة عاري هنـــا؟
أأبقى هنا لأموت غريباً بأرض غريبــة؟ .. أأبقى ومن قالها؟ سأعود لأرضي الحبيبة
غادروا ديارهم وأوطناهم، هربًا من الحروب والدمار، إلا أنهم ما زالوا يحلمون بذلك اليوم الذي يعودون فيه إلى بلادهم، حيث الحياة الكريمة والرفاهية التي حُرموا منها، بعد سنوات عجاف سببتها الصراعات وحروب الإرهاب صنيعة تنظيم داعش الإرهابي في العراق.
نزوح العراقيين
تسببت النزاعات ببغداد، في نزوح أكثر من 3.3 مليون مواطنًا عراقيًا، منذ عام 2014، بعد تعرضهم لشتى أنواع العنف على الكيان الإرهابي، كما يقدر أن حوالي 6.7 مليون مواطنًا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 3 ملايين طفلًا.
ووفقًا للأمم المتحدة، هرب 3 ملايين عراقيًا من تنظيم داعش الإرهابي منذ عام 2014 حتى هزم العراق الجماعة الإرهابية قبل نحو ثلاثة أعوام، ويعيش حوالي 1.3 مليون لاجئًا عراقيًا في مخيمات النازحين داخل العراق، آملين بطريقة ما في استئناف حياتهم الطبيعية.
ومنذ عام 2007، فر العديد من المواطنين من العراق بسبب الحرب والاضطهاد حينها، إذ كان هناك ما يقدر بأكثر من 4 ملايين لاجئًا عراقيًا حول العالم، بما في ذلك 1.9 مليون في العراق، و2 مليون في دول الشرق الأوسط المجاورة، وحوالي 200.000 في دول خارج الشرق الأوسط.
ورغم تراجع العنف المسلح في بعض أجزاء البلاد، إلا أن الجماعات المسلحة والعمليات العسكرية الصغيرة تواصل شن هجمات غير متوقعة في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى نزوح جديد.
واعتبارًا من عام 2019، لا يزال ما يقرب من مليوني مشردًا داخل العراق، نصفهم نزحوا لأكثر من ثلاث سنوات، ويتم استضافة 250.000 شخص في البلدان المجاورة، من إجمالي عدد النازحين داخلياً ، ولجأ 71% إلى إقليم كردستان العراق، وهناك أيضًا 300.000 لاجئ في العراق من دول مجاورة الغالبية العظمى منهم يهربون من العنف والاضطهاد في سوريا.
نقطة الانهيار
بحسب تقرير منظمة “unrefugees” التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، لحقوق اللاجئين، وصلت ملايين الأسر التي تعيش في حالات نزوح مطولة إلى نقطة الانهيار، مع دخول الأزمة الإنسانية عامها الخامس.
وتُشير المظمة في تقريرها، أن اللاجئين استنفدوا مواردهم المالية على مر السنين ولا يزالون يواجهون قيودًا في الوصول إلى الخدمات الأساسية ومخاطر الحماية الحرجة، وأنهم في حاجة ماسة إلى المساعدة المنقذة للحياة.
ورغم المخاطر والتحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الوصول إلى المحتاجين، تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على مدار الساعة لتقديم المساعدة المُنقذة لحياة العراقيين.
المفوضية السامية للاجئين
تعمل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على أرض العراق والمناطق المجاورة، لحماية وتوفير جهود الإغاثة الطارئة للاجئين والنازحين داخليًا، بالتعاون مع الشركاء والسلطات الحكومية، وتُمارس المفوضية بالعديد من الأنشطة، منها حماية اللاجئين والنازحين والعائدين.
وتشمل الأنشطة المتعلقة بالتسجيل، والدعم القانوني والنفسي والاجتماعي، والوقاية من العنف الجنسي على أساس الجنس والاستغلال والاعتداء الجنسيين والاستجابة لها، وحماية الأطفال، ولم شمل العائلات المنفصلة، ومراقبة العودة الآمنة والطوعية الكريمة.
أكثر من مليون عراقي في مخميات
تقول منظمة أطباء بلا حدود، إن أكثر من مليون عراقي فروا من تنظيم داعش الإرهابي، ويعيشون الآن في مخيمات مكتظة وقذرة، ويعرضون بشدة للعديد من الأمراض والفيروسات وعلى رأسهما فيروس كورونا المستجد.
وقالت تيتيانا بيليبينكو، المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في العراق، في تصريحات لشبكة “فويس أوف أمريكا”: “في المخيمات التي توفر فيها منظمة أطباء بلا حدود الرعاية الطبية، فإن العائلات مزدحمة داخل خيام مفردة وتفتقر إلى مرافق النظافة المناسبة”.
ويضيف تقرير الشبكة الأمريكية، أن الاختلاط مع سكان المخيم الآخرين هو مهمة يومية لا يمكن تجنبها، وبدون مساعدة كافية، لا خيار لها أمام الناس سوى الخروج والبحث عن أي عمل لدعم أسرهم.
إقليم كردستان
على مدى السنوات القليلة الماضية، كان إقليم كردستان موطنًا لأكثر من مليون نازح ولاجئ فروا من سوريا وأجزاء أخرى من العراق.
ووفقاً لصحيفة كردستان 24، فقد التقى وزير الهجرة والنزوح العراقي إيفان فايك، مع رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني والرئيس نيجيرفان بارزاني، مؤخرًا وناقشا وضع النازحين واللاجئين عبر مخيمات المنطقة.
مخيمات اللاجئين
بحسب بيان صحفي له، أكد رئيس وزراء كردستان، أن الإقليم يُعد موطنًا لأكثر من 1.2 مليون لاجئ ونازح داخلي على الرغم من الأزمة المالية التي يمر بها، وحث الوزير فايك على تسهيل مساعدة اتحادية ودولية أكبر للمنطقة.
وأكد الجانبان، على الحاجة إلى تسهيل عودة اللاجئين الطوعية إلى منازل أجدادهم.
إعادة بناء المنازل
وشدد الجانبان، على أهمية ضمان السلام والاستقرار في البلاد من أجل عودة النازحين إلى ديارهم، وخاصة الإيزيديين والمسيحيين، وسبل تعويضهم.
كما أكدا على ضرورة إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب على الإرهاب، وتوفير الخدمات العامة وفرص العمل في هذه المناطق، واستعادة الثقة بين المجتمعات وتعزيز مناخ من التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الأديان والأعراق.
اللاجئين الإزيديين
يُعاني الإيزيديين في العراق، بعد مرور خمس سنوات من الإبادة الجماعية بحقهم على يد تنظيم “داعش” الإرهابي، وترى دراسة أن النتائج المترتبة عن الإبادة خطيرة على الإيزيديين في ألمانيا، وسط اختلاف على تقييم وضعهم الأمني في العراق.
وبحسب صحيفة مهاجر يوز، فإن نحو 80% من النساء الإيزيديات هاجرو إلى ألمانيا، بعد أن تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر التنظيم الإرهابي.
وصدر عن جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في ألمانيا، والتي تتخذ من مدينة جوتينجن مقراً لها، دراسة جديدة أجريت على 296 سيدة إيزيدة، أكد نصفهن تعرضهن للاغتصاب 20 مرة على الأقل، بينما أكدت جميع النساء المُشاركات أنهن كن يخشين على حياتهن أثناء فترة الأسر.
وبحسب الدراسة، فإن 280 ألف شخص من الإيزيديين ما يزالون يعيشون في مخيمات اللاجئين في العراق وسوريا، وتم التخلي عنهم وتركوا وحيدين مع تجاربهم المؤلمة.
الهجرة هي الخيار الأخير
يقول الكثير من الإيزيديين النازحين في العراق، والبالغ عددهم حوالي 300 ألف شخصًا، إنهم يفكرون في الهجرة، كما تذكر الدراسة، أن غالبية أولئك الإيزيديين يرون أنه من المستحيل العيش بسلام مع المسلمين في العراق والعودة إلى مناطقهم المدمرة.
ويؤكد جان إلهان كزلهان، الدكتور النفسي، أن الهجرة بالنسبة للكثير من الإيزيديين ستكون الخيار الأخير فقط، أي عندما يكونون غير قادرين على البقاء في العراق.
ودعا القائمون على الدراسة، إلى إجراءات أقل بيروقراطية من أجل لم شمل عوائل الإيزيديين، وخاصة في ألمانيا.
وذهبت الدراسة، إلى أن التحاق الأزواج الذين مازالوا في العراق بزوجاتهن الإيزيديات في ألمانيا سيكون له تأثير إيجابي على النساء المصابات باضطرابات نفسية.
اللاجئين المسيحيين
يعيش غالبية مسيحيي العراق في إقليم كردستان العراق بشمال البلاد، والخلاف بين أربيل وبغداد يثير قلقهم، ما جعلهم يحزمون حقائبهم استعداداً للقادم.
ويقول تقرير لصحيفة دويتشه فيلا الألماني، أنه في كافة أنحاء العراق يعيش نحو ربع مليون مسيحي، و80 إلى 85 في المائة منهم يعيشون في كردستان العراق وفي محافظة نينوى، التي تقع فيها أيضًا الموصل.
وفي الأجزاء الأخرى من العراق، يعيش حوالي من 40 ألفًا إلى 50 ألف مسيحي، كما يُعتبر المسيحيون هم السكان الأصليون للعراق حيث يعيشون منذ 2000 سنة كمسيحيين، وقبلها كآشوريين قبل أن يأتي العرب والإسلام بفترة طويلة، واليوم نحن كأقلية.
حزموا امتعتهم استعداداً للهرب؟
أُفرغ العراق من مسيحييه نتيجة الاضطهاد والمعاملة على الرغم من أنهم يُعتبرو من السكان الأصليين، وكان عددهم في عهد الرئيس صدام حسين نحو مليون و800 ألف مواطن، وبعد احتلال العراق عام 2003 بدأ النزف المسيحي والتهجير الذي لم يتوقف بعد 15 عامًا من المآسي.
معاناة اللاجئين العراقيين
ووفقًا لقناة السومرية نيوز العراقية، كشف أحد المحامين، أن هناك آلاف اللاجئين العراقيين مهددين بالطرد من البلدان التي لجأوا اليها، فيما أشارت منظمات ببغداد أنها بصدد تشكيل تحالف للضغط على الحكومة لتسوية ملفاتهم.
وقال مصدر مسؤول في الحكومة، إن إجمالي العراقيين الموجودين خارج البلاد يصل إلى نحو 6 ملايين نسمة تتوزع غالبيتهم في الأردن وتركيا ولبنان ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا وكندا، إضافة إلى دول أوروبية عدة أبرزها ألمانيا وفنلندا والسويد”، مبينًا أن الكثير منهم حصلوا على جنسيات الدول التي يقيمون فيها.