3 زيارت متقطعة قام بها “بهاء الله”، او حسين علي النوري، إلى مصر، مطلع القرن الماضي، كانت كفيلة لنشر أفكاره بين المصريين، بعد أن أسس الديانة البهائية، فاستطاع بأسلوبه اللبق جذب عدد من المنتمين له.

وخلال زياراته التي لم تتجاوز مدتها جميعًا نحو 3 أعوام، استطاع غرس أهم مبادئ البهائية في عدد كبير من المصريين، خاصة مبدأ وحدة الجنس البشري، وأن الجميع على حد سواء، وهي الرسالة البهائية الموجهة للعالم اجمع .

بدأ بهاء الله، رسالته من بغداد حتى جاء إلى مصر عام 1920، وأخذ في نشر قيم وعادات وأفكار المجتمع البهائي، والتي اتسمت بقدر عال من التحضر، وجاء في مُقدمة تلك المبادئ المساواة، ووحدة الإله والحرص على العلم والتعلم طوال فترة حياة الفرد.

الذكر والأنثى

لغط واختلافات كبيرة بين البشر حول علاقة المرأة والرجل، لكنها جاءت أمام الدين البهائي لتتلخص في مبدأ هام وهو المساواة غير المشروطة، فالجنسين لهما كافة الحقوق، وعليهما نفس الواجبات، واهتم معتنقي هذه الديانة كثيرًا بتربية الإناث وتعليمهن أكثر من اهتمامهم بتربية الذكور وتعليمهم

وحدد النوري، أسسًا هامة لتربية الفتيات، فحرص على صُنع أمهات المستقبل، فرسخ إلى مبدأ أهمية تعليم الفتاة، فإذا استحال على عائلة تعليم كل أطفالها، بسبب سوء الظروف الإقتصادية أو أي سبب آخر، يلزم تفضيل الإناث على الذكور في التعليم، لأنهن سيبحن أمهات وسيربين أبنائهن بما تعلموه.

اهتم بهاء الدين، بأصول التربية لدرجة كبيرة، مُعتبراً أن وحدة التربية هي العامل الأهم في أن يحدث تناغم وارتباط بين البشر بعضهم لبعض، وتتم وحدة الرجال والنساء وينهدم بنيان الحروب ولا يمكن أن تنتهي الحروب إلا بعد تحقق هذه المسائل ذلك لأن اختلاف التربية يورث الحروب بينما المساواة في الحقوق بين الذكور والإناث تمنع الحروب، فالنساء لا يرضين بالحروب، فهؤلاء الشبان أعزاء جدًّا عند أمّهاتهم ولا ترضى الأمّهات أبدًا بإرسال أبنائهن إلى ميدان القتال لتسفك دماؤهم، فالشاب الذي أمضت أمه عشرين سنة في تربيته بمنتهى المشقة والصعوبة لن تسمح أن يٌقتل أبدًا.

التعليم والفلسفة

اهتم البهائيين، بالفلسفة بشكل لا إرادي، رغم أن لم يُعلنوا ذلك إلا أنه طغى على تصرفاتهم، وهذا ما أكده صفي الدين أحد شباب البهائيين بمحافظة الإسماعيلية، موضحاً أن هناك نظريات فلسفية هامة تشكل نمط حياة البهائيين، منها ضرورة أن يتطابق العلم ونظرياته مع الدين وأحكامه وتعاليمه، فإن كانت هناك مسألة دينية مخالفة للعقل والعلم فإنّه أمر غير منطقي ولا يؤخذ بعين الاعتبار، فالبهئيون يحترمون العلم، ويعتبرونه من وجهة نظرهم هو السبيل الوحيد للقضاء على الفقر والسبيل المشروع للثراء، أو على الأقل وسيلة جيدة لضمان حياة كريمة، لذلك يتم فرض التعليم بشكل إجباري على الجميع.

الزواج والطلاق

من الأمور الغريبة أيضًا بعض مبادئ البهائيين التي تتعلق بالزواج والطلاق، فهم على سبيل المثال لا يقبلون التعدد، ولديهم قاعدة الاكتفاء بزوجة واحدة، ومن حق أي من الزوجين طلب الزواج بالآخر والعصمة ليست مقصورة على الرجال فقط، ومن شروط الزواج لديهم، أخذ موافقة والد العريس ووالد العروسة وإلا اعتبر الزواج باطلاً، ومن ضمن شروطهم أن لا تتجاوز فترة الخطوبة 100 يوم بأي حال من الأحوال مع العلم أن سن الزواج لديهم هو 15 سنة للذكور والإناث ، كذلك يجوز زواج البهائي من بهائية مثله، أو من غير البهائيين بشرط أن يختار إنسان يعبد الله.

وفيما يتعلق بالطلاق فهو من الأمور المكروهة وغير المستحبة على الإطلاق في الدين البهائي، ولكن في حالة نفور أحد الزوجين والإصرار على الطلاق له شرط أن ينفصلا عن بعضهما البعض لمدة عام كامل، لو عادت المحبة من جديد لقلبهما يعودا زوجان كما كانا، وإن لم يتوافقا فيتم الطلاق الشرعي، وخلال هذا العام يُلزم الزوج بدفع كافة نفقات الزوجة والأبناء في حالة وجود أطفال.