لا يحتاج التشدد للبحث كثيرًا داخل التيارات المتطرفة، لأن خلف تلك التيارات تقف بيوت وأسر وتقاليد وعادات، أثبتت أنها تمثل السبب الرئيسيّ وراء ما وصل إليه المجتمع الذي بات مشبعًا بموروث ثقافي مريض، ظل يعبث في تفاصيله سنوات عدة، حتى أنتج أجيالًا جامدة متطرفة تحتاج فقط إلى من يرشدها لطريق الدم.

وفي السطور التالية، نحاول تقديم قراءة في عقول المصريين، للوصول إلى مدى تغلغل الأفكار المتشددة في مجتمعنا، وإلى أي مدى يمكن أن تتغير؟، في محاولة لمواجهة التطرف من منبعه، من خلال حوارات مع شخصيات عادية بالمجتمع، توضح نظرة الغالبية للدين والحرية.

بملامح غائبة خلف ردائها الأسود، وصوت محتقن ضد كل ما هو متحضر، جاء ردها قاطعًا: “لو أرادت ابنتي الاستقلال بحياتها سأقتلها”.

بهذه الكلمات بدأت “نادية. ج” حوراها معنا، أكدت السيدة الأربعينة التي تعمل بمجال التجارة أن الفتاة تحتاج إلى من يرشدها للطريق الصحيح، وأن الحرية انحلال ما لم يكن خلفها رقابة ذكورية، لافتةً إلى أنها كما تربت سوف تربي ابنتها.. فإلى نص الحوار..

كيف جاءت فكرة ارتدائك النقاب؟

في البداية كانت رغبة مني، بعدما استمعت للعديد من الشيوخ، الذين أكدوا أن النقاب فرضًا وليس سُنّة، مستشهدين بآيات من القرآن الكريم، وبعد استفتاء قلبي ارتحت إلى تفسيرهم وقررت ارتداءه، ولكنيّ اتخذت الخطوة عقب خلاف كبير وقع بيني وبين زوجي بسبب غيرته، انتهى إلى تهديده ليّ بالطلاق في حال عدم ارتدائه، فارتديته.

من هم الشيوخ الذين تأثرتي بهم؟

المشايخ: محمود المصري، ومحمد حسين يعقوب، ومحمد حسان، ولاتزال الأشرطة الخاصة بدروسهم وحلقاتهم الدينية لديّ.

فكرتي في التأكد من حديثهم عبر المؤسسات الرسميّة؟

لا لم أفكر في هذا الأمر، لأنهم يستشهدون بآيات من القرآن وأحاديث نبوية ولا يتكلمون من تلقاء أنفسهم، كما أن المؤسسات الرسميّة، مثل: دار الإفتاء، أو الأزهر بعيدة عني.

يمكنك إجبارك ابنتك على ارتداء النقاب؟

لا أجبرها فاللباس حرية شخصية، ولكني سأجعلها ترتدي الجلباب الفضفاض، أما النقاب فهو حرية لها.

ألا ترين ثمة تناقض في قولك؟

هي حرة في مسألة النقاب فقط، ولكنّها ملزمة بالاستماع إلى كلامي فيما يخص الجلباب، لأنني أنا ووالدها رعاة ومسئولين عنها أمام الله.

لكنّ المسئولية تنتهي عقب بلوغها ونضجها؟

المسئولية مستمرة حتى زواجها، ثم تصبح مسئوليتها على زوجها، لذا فسوف ترتدي ما أريد وتلتزم بالصلاة وأداء فروضها جميعًا.

ماذا لو طلبت ابنتك خلع الحجاب؟

بالطبع لن أقبل ولو اضطررت لضربها.

كيف تنظرين للفتاة أو السيدة التي لا ترتدى الحجاب؟

أنظر لها باشمئزاز لأنها تفتن الشباب، فالمرأة مصدر أي فساد والدليل لو أخوة تعاركوا ستجدين أن المرأة وراء المعركة، لو أزمة بين الشاب وأمه السبب سيكون زوجته، لو معركة بين شباب سيكون بسبب فتاة، فالمرأة هي الأصل وراء كل ذلك، وأعود وأقول أن السيدة التي تكشف شعرها يعود الأمر لتربيتها في بيت أبيها في المقام الأول، ثم لسلوكيات البنت نفسها، فهناك أهل يشددون على أبنائهم، ومع ذلك نرى الفتيات يرتكبن المعاصي والأخطاء في الخفاء.

إذًا من يتحمل مسئولية التحرش الجنسي بالنساء؟

بنسبة 99% المرأة تتحمل المسئولية، لأنها هي من تفتن الشباب، ولو امرأة ملتزمة ترتدى زيًا محترمًا وجلبابًا وحجابًا لن يتم التحرش بها إلا بنسب قليلة جدًا من الشباب المريض الذي يعاني نقصًا، ولكنّ المرأة الفاتنة التي تترك شعرها وترتدي الثياب الضيقة وتضع العطور على جسدها، هي المسئولة عن التحرش الذي تتعرض له.

موقفك لو صديقتك غير محجبة؟

لا أصاحب غير المحجبات من الأساس، ولو صديقة خلعت الحجاب سوف أنبهها وأحاول هدايتها ولو استمرت سأقطع علاقتي بها.

ما رأيك في المثليين؟

ليس لديهم دين، وأرفض التعامل معهم نهائيًا، ولا أحترمهم.

و لو اكتشفتي أن أحد أبنائك مثلي؟

سوف أبدأ معهم بالعلاج، وفي حال لم يتراجعوا سوف استخدم معهم كل الوسائل، مثل: التهديد والضرب، لأن هذا الأمر السبب فيه الأهل الذين يتركون أبنائهم دون رقابة أو متابعة.

توجد صداقة بين رجل وامرأة، من وجه نظرك؟

لا يوجد شيء اسمه صداقة بين رجل وامرأة، فهذا هراء، ولو اجتمع رجل وامرأة سيكون ثالثهما الشيطان، لذا فلا أقبل هذا الأمر ولا أعترف به.

حدثينا عن الحب؟

الحب هو الزواج، أما المشاعر فلا يوجد رجل صادق في مشاعر الحب، وإنما المرأة هي من تعطى بكل مشاعرها، سواء لزوجها أو بيتها.

العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة لها حدود؟

طبعًا، خاصة إذا طلب شيئًا مخالفًا للشرع، حق المرأة أن تعترض وأن تنفصل إذا تطلب الأمر، وهذا وفقًا لما أكده الشيوخ.

وعن العلاقة خارج إطار الزواج؟

هي زنا، ويستحق الزاني والزانية العقاب كما جاء في القرآن، ولا يمكن ليّ أن أتعامل مع سيدة تسمح بعلاقة ليس لها إطار شرعي يحكمها.

 ماذا سيكون تصرفك لو أرادت ابنتك الاستقلال بحياتها؟

أقتلها فورًا، فهذا الأمر مخالف لتعاليمنا وديننا وتقاليدنا، ومع ذلك سأبدأ التعامل معها خطوة خطوة، بداية بتوضيح خطورة الأمر عليها كونها فتاة وستكون مطمعًا لأصحاب النفوس الضعيفة، ولن تستطيع حماية نفسها، ولو أصرت سأستخدم العنف بداية من منعها من الخروج ومنع المصاريف عنها ومنع الأكل وهكذا.

وعن رأيك في الفنون والتمثيل؟

في البداية كنت أشاهد التلفاز وأستمع للأغاني، ولكن عرفت من الشيوخ أنه حرام شرعًا لذا منعتها تمامًا، ومنعت بناتي من متابعتها، لأن كلها كذب وتدليس، وممارسات تخالف الدين وتقرب بين ناس لا علاقة شرعية بينهم، ويدعون أنه فن وتمثيل رغم أنه يحدث بينهم حقيقة، فأي تمثيل يقصدون؟، فالأمر توجد به مخالفات شرعية عديدة، لذا فهو حرام.

ولكن الفن أداة للتنوير والرقي ومناقشة لقضايا المجتمع وتسلية؟

بالنسبة لقضايا المجتمع، يمكن مناقشتها بعيدًا عن مخالفة الشرع والاختلاط بين الرجال والنساء، أما التسلية فيمكن للرجال لعب كرة القدم، أما النساء فعليها ذكر الله والتفقه في الشرع ومتابعة شئون بيتها وأبنائها.

وتقييمك لعمل المرأة؟

الشرع لم يحرم ذلك، ولكن هناك بعض المهن التي لا تصلح، مثل: السائقة، أو مضيفة الطيران، لأن الأخيرة ترتدى أزياءًا لا تجوز، ولابد من مراعاة عدم الاختلاط.

ماذا عن مهن مثل: الطبيبة التي تتعامل مع الذكور؟

لا أرجحها، فطالما هناك أطباء رجال يفترض أن يعرض عليهم الرجال، والنساء هكذا.

كيف ترين المرأة التي تسافر وحدها؟

خطأ ولم نتربى على ذلك، وأنا أربي بناتي كما تربيت، أعرفهن الخطأ والصواب، وأن البنت هناك أشياء لا يسمح لها بها، مثل: الاستقلال، أو التأخر عن المنزل، أو مصاحبة الشباب أو الخروج وحدها أو السفر وحدها.

ونظرتك للزوج الذي يساعد زوجته بالمنزل؟

يعرف دينه جيدًا.

كيف ترين الرجل الذي يسمح لزوجته بعدم ارتداء الحجاب واختيار ملابسها بحرية؟

ديوث ولا نقاش فيها.

ما هي حرية المرأة؟

المرأة لا يجب أن تعطى نفسها أكبر من مساحتها وأكبر من حجمها، لأن الشرع والتقاليد والأعراف والأصول تحكمنا ولابد أن نعي أن هناك أمور لا ينبغي أن تفعلها المرأة وهي فقط للرجل أو تحت ولاية رجل.

أخيرًا.. كيف ترين مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟

لا مانع طالما تبتعد عن الفتنة.