بعد حالة النجاح الساحق الذي حققه النجم محمد صلاح هداف ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز بالسنوات الثلاثة الأخيرة، بشكل لم يسبقه إليه أحد، وكأنه لامس السماء مخترقًا الغلاف الجوي للكرة الأرضية وحلق بعيدًا، لم يفق المتابع المصري أو العربي من هول ما قدمه الفرعون الصغير في بلاد الضباب من إنجازات جماعية وبطولات وكذلك فردية، ليصحو على تألق آخر لنجم مصري جديد بملاعب البريميرليج وهو محمود حسن الشهير بـ”تريزيجيه” رفقة فريقه أستون فيلا.

الذي كان العنوان الأبرز بكل الصحف البريطانية خلال الجولات الأخيرة من المسابقة، بعد البطل ليفربول الذي عانق البطولة للمرة الأولى بمسماها الجديد وأول لقب دوري له منذ 3 عقود كاملة، تريزيجيه نجح بتوهج كبير وأهداف حاسمة ومستوى ومردود متميز داخل أرضية الميدان في أن يكون سبب رئيسي في إنقاذ فريقه العريق من الهبوط للدرجة الأولى “تشامبيونشيب” في أخر أمتار المسابقة الإنجليزية الأقوى في العالم.

وهو ما يقوده لخوض تجربة جديدة مع نادٍ أكبر في الدوري الممتاز، ربما يكون ذلك خلال الموسم القادم أو الذي يليه، بعدما ثبت أقدامه بشكل كبير وتألق وصال وجال وتأقلم على كل شيء بالبريميرليج، وأصبح له اسمه وعرفه الجميع ولمس خطورته، مما يجعله على أعتاب تحقيق نجاح مثل الذي فعله زميله بمنتخب الفراعنة صلاح مع ليفربول، فهل ينتقل لفريق أكبر ويكرر نفس توهج صلاح وتجربته؟

تألق كبير لبطل ملحمة البقاء

بأهدافه الستة وصناعته لهدفين في 33 مباراة خاضها ما بين أساسي واحتياطي رفقة الفيلانس، رسمت قصة ملحمة البقاء في الدوري الممتاز والنجاة من الهبوط، خاصة أهدافه تلك في الجولات الأخيرة، خاصة هدف الفوز أمام أرسنال، وكذلك هدفين الفوز على كريستال بالاس قبل تلك المباراة، ليحصد لفريقه 6 نقاط غالية أنقذته من دهاليز الدرجة الأولى والهبوط بعد موسم واحد فقط من التواجد بين الكبار.

هذا التألق صاحبه نيله لجائزة رجل المباراة أمام أرسنال وبالاس، كما نال أعلى التقييمات كذلك من أغلب المواقع الإنجليزية المختصة بتلك الأرقام نتيجة أهدافه الثمينة وتألقه الأخير الذي أنقذ فريقه من الهبوط بشكل مؤكد لصعوبة موقفه قبل لمعان الجناح المصري الأخير ذلك.

اشادة واسعة من الجميع

نتيجة كل هذا التألق بالفترة الأخيرة بعد العودة من التوقف الذي نتج عن تفشي فيروس كورونا بالعالم أجمع، كانت اشادة الجميع باللاعب المصري تبدو منطقية لحد كبير، ولكنها تحمل معانٍ كثيرة وإشارات مفرحة للغاية لمحمود تريزيجيه، خاصة عندما تكون من نجوم مثل جون تيري ومدربه دين سميث وكل محللي إنجلترا ونجومها السابقين مثل جاري نيفيل وجيمي كاراجر، وكذلك الموقع الرسمي للاتحاد الدولي للعبة وكل منصات الإحصائيات والأرقام المختلفة.

كذلك الدعم الكبير الذي تلقاه من جماهير أستون فيلا أحد أعرق أندية بريطانيا والفريق الثالث في الترتيب من حيث الفوز بلقب الدوري الإنجليزي بسبعة ألقاب خلف العملاقين مانشستر يونايتد وليفربول، حيث أصبح تريزيجيه مؤخرًا معشوق جماهير الفيلانس الأول وجذب الانتباه من جاك جريليش أبرز نجوم الفريق وصاحب الشعبية الجارفة بين الجماهير، كل ذلك الدعم يصب بكل تأكيد في مصلحة النجم المصري في الموسم المقبل لتحقيق نقلة نوعية في مسيرته وتوهج كبير آخر يجعله بين نجوم الصفوة بالبريميرليج.

أندية تفاوضه وتجربة صلاح في الأفق

بعد كل اللمعان لتريزيجيه بنهاية الموسم في البريميرليج، كان من الطبيعي أن تتسع رقعة الأندية التي تفاوضه لينتقل إليها في فترة الانتقالات المقبلة، خاصة مع صغر سنه وتألقه وأهدافه وأرقامه المميزة هذا الموسم، مع الوضع في الاعتبار أنه موسمه الأول بأقوى دوريات العالم، فبعد رحلته بأندية أندرلخت ومؤسركن البلجيكيان خاض تجربة مع قاسم باشا التركي قبل أن ينتقل لأستون فيلا.

وفي حال بقائه مع الفيلانس خاصة بعد هذا التألق وبقاء الفريق في الدوري الممتاز، سيكون عليه التألق من جديد والانتظار للصيف المقبل حتى يخطو خطوته القادمة في مسيرته نحو نادٍ أكبر بكل تأكيد، ومن بين الأندية التي فاوضته بقوة يظهر عملاقي تركيا جالطا سراي وفناربخشة اللذان طلبا ضمه بشدة خلال الفترة الأخيرة، كما أن هناك عدة أندية من وسط الترتيب في البريميرليج وضعته تحت المراقبة لبحث إمكانية ضمه بعد توهجه الأخير، ومنها فرق “إيفرتون وولفرهامبتون وليستر سيتي” ومن المنتظر إذا تألق ثانية بالموسم الجديد وجود أندية أكبر ترغب في ضمه مثل توتنهام وتشيلسي وأرسنال”.

وربما يعكس مشوار تريزيجيه مسيرة صلاح في البريميرليج من قبل، فقد انتقل لفريق صغير في أوروبا “بازل السويسري” وتألق معه كثيرًا لينتقل إلى تشيلسي، ولكنه لم يكن معتادًا على الدوري الإنجليزي بقوته آنذاك، ليكتسب خبرات أكبر ويرحل لعدة أندية قبل توهجه مع روما ثم عودته للبريميرليج من بوابة ليفربول ومن ثم حقق كل ما حققه من إنجازات مذهلة معه.

كذلك تريزيجيه الذي انتقل بين عدة أندية حتى لقى نفسه في أوروبا وتأقلم على الأجواء بعد فترة، ثم ذهب للبريميرليج وكان أغلب فترات الموسم يعتاد على الأجواء، حتى بدأ يؤتي ثمار تعوده في الجولات الأخيرة من المسابقة، مع انتظار موسم كبير للنجم المصري بعد أن انسجم وتأقلم على كافة أمور البطولة الإنجليزية القوية والحياة في إنجلترا طوال الموسم المنقضي.